ميدل ايست مونيتور: انتفاضة القدس فرصة لإنهاء الانقسام الفلسطيني

29 أبريل 2021آخر تحديث :
ميدل ايست مونيتور: انتفاضة القدس فرصة لإنهاء الانقسام الفلسطيني

صدى الاعلام – نشرت مجلة “ميدل ايست مونيتور” البريطانية مقالة تدعو إلى استغلال “الانتفاضة” الحالية في مدينة القدس من أجل العمل على إنهاء الانقسام الفلسطيني والتوحد في وجه قوات الاحتلال والمستوطنين. كتب المقالة باللغة الإنجليزية “محمد عياش”، دعا فيها إلى إلغاء الانتخابات بشكل فوري والتركيز على انتفاضة القدس، معتبرا أن إجراء الانتخابات قبل إنجاز المصالحة لن يثمر عن شيء.

إن الانتفاضة الفلسطينية الحالية في مدينة القدس ليست حدثا عابرا، بل هي مرحلة جديدة في تاريخ النضال ضد الاحتلال العسكري الإسرائيلي. يجب على هذه المرحلة أن تجلب تغييرا ملموسا في المشهد السياسي الفلسطيني الحالي. لا يمكن للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة أن يكونوا منشغلين بقضية الانتخابات في ظل الاحتلال بينما ينتفض الفلسطينيون بشكل يومي دفاعا عن المدينة التي يريد المستوطنون السيطرة عليها بشكل غير قانوني.

إن ما يحدث في القدس واضح: هنالك انتفاضة عربية – فلسطينية تهدف إلى الدفاع عن المسجد الأقصى وعن بقية المناطق العربية المحيطة بها. من الناحية التاريخية، كانت القدس بوصلة ومحركا يقود الشعب الفلسطيني. تعيد هذه الانتفاضة الجديدة ذكريات انتفاضة الأقصى عام 2000، التي اندلعت عندما اقتحم مجرم الحرب المتطرف أرييل شارون الحرم القدسي تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.

الانتفاضة الحالية تجسد ردا هاما على الجدل حول إجراء الانتخابات الفلسطينية في المدينة، وما إذا كانت دولة الاحتلال الاستعماري ستسمح للمقدسيين بالمشاركة. ومع ذلك، فإن الرد العفوي من سكان المدينة ليس طلبًا للمشاركة في الانتخابات، ولا للسماح لإسرائيل بإجراء الانتخابات في المدينة. بل هتف الناس دعماً للمقاومة المشروعة للاحتلال الإسرائيلي الوحشي بكل الوسائل الممكنة. ومن المؤكد أن الانتخابات ليست من بين هذه الوسائل.

تمثل الانتفاضة الشعبية في القدس المحتلة فرصة تاريخية مهمة للفلسطينيين للخروج من أزمتهم السياسية، بشرط الاستفادة منها. يمكن أن يكون القاسم المشترك هو الذي ينهي الانقسام الداخلي ويؤدي إلى المصالحة ويعيد الفصائل إلى التقارب من الناس الذين هم أصلهم الأساسي. القدس حاليا في طليعة المشهد الفلسطيني. ترفض إسرائيل السماح لسكانها بالمشاركة في الانتخابات لأنها لا تريد الاعتراف بأن أي جزء من المدينة هو في الواقع عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية. وعليه فإن الرد الفلسطيني الطبيعي والمنطقي يجب ألا يقل عن إلغاء الانتخابات وتقديم الدعم الفوري للمقدسيين. وبعد ذلك يجب أن تكون هناك عودة إلى محادثات المصالحة. ويجب الذهاب مباشرة إلى إعادة بناء وإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، وتفعيل دورها كممثل شرعي لجميع الفلسطينيين.

ومهما حدث، فليس من المعقول أو المقبول أن يكتفي الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة ببيانات التضامن والثناء على صمود المقدسيين، ثم يواصلون انشغالهم بالانتخابات التي ستقودهم لمزيد من التجزئة والانقسام. إذا أجريت الانتخابات، فمن المؤكد أن الجميع سينتهي بهم الأمر كخاسرين.

المطلوب من الفلسطينيين هو التوحد حول الانتفاضة الشعبية في القدس، وتقديم الدعم اللازم للمقدسيين الصامدين، بما في ذلك التحرك الفوري في المحكمة الجنائية الدولية لمنع طرد السكان من منازلهم، ووقف المستوطنين. علاوة على ذلك، يجب إلغاء الانتخابات فورًا، فلا معنى لفلسطين بدون القدس. على كل حال، الانتخابات لا معنى لها بدون مصالحة، وإنهاء الانقسام يجب أن يسبق أي عملية انتخابية حتى لا يتعمق الانقسام من خلال صناديق الاقتراع ولا ينتهي بنا الأمر بفقدان الأمل في أي عملية مصالحة.

لطالما كانت القدس البوصلة وهي وحدها القادرة على إعادة القضية الفلسطينية إلى مسارها الصحيح. إنها الشيء الوحيد القادر على إعادة الفصائل إلى رشدها. لقد حركت المدينة المباركة والمسجد الأقصى كل الفلسطينيين ووحدتهم عام 2000، ونحن نقف اليوم على أعتاب فرصة جديدة لتوحيد أهل فلسطين المحتلة مرة أخرى خلف القدس.

الاخبار العاجلة