السفير والسفارة والأرض في القدس

19 ديسمبر 2016آخر تحديث :
السفير والسفارة والأرض في القدس

بقلم: عزت جرادات عن الدستور الأردنية

* تناقلت الأنباء خبر (ديفيد فريدمان) مرشحاً لتولي منصب سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى (حليفتها الإستراتيجية) – إسرائيل وكان (فريدمان) مستشاراً لحملة الرئيس المنتخب (ترمب): وكان قد اقترح على الأخير (أن يعلن تأييده لضم أجزاء من الضفة الغربية لإسرائيل) في مقابلة صحفية.

ورحب زعماء الحزب الجمهوري بهذا الترشيح حيث يرون أنه ينطوي على رسالتيْن: الأولى موجهة (للوبي الصهيوني) ولإسرائيل بأن (ترمب) حريص على تعميق العلاقة ما بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والثانية أن (فريدمان) قادر على تأدية دور فعال في تقدم العملية السلمية في المنطقة ما بين إسرائيل والفلسطينيين.

عبر (فريدمان) عن تعصبه لإسرائيل، وتشدده في موقفين: الأول يتمثل بدعم إسرائيل في سياستها الاستيطانية، فهو لا يرى في ذلك موقفا (غير قانوني) إذ من حق إسرائيل الاستمرار في سياستها وفي حقها في ضم أجزاء من الضفة الغربية لمتطلبات أمنية، والأمر الثاني أنه يتطلع إلى نقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية إلى القدس ويصفها بالعاصمة الأبدية لإسرائيل، وهو نفس التعبير الإسرائيلي- الصهيوني، الأمر الذي يتطلب توضيح نقطتين هامتيْن في هذا المجال:

الأولى: حقيقة قانون السفارة الأمريكية في القدس لعام 1995م.

والثانية: ملكية الأرض المزمع انتقال السفارة إليها.

لقد اتخذ الكونغرس رقم (104) قانونا بتاريخ (23/10/1995) يؤكد على الإدارة الأمريكية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس قبل (31/5/1999)، إلا أن الرؤساء الأمريكيين المتعاقبين: كلينتون- بوش لأبن – أوباما، لم يتخذوا قراراً بالتنفيذ (لمتطلبات الأمن القومي الأمريكي)… وكانت التصريحات الصادرة عن وزراء الخارجية(أن هذا الانتقال يعيق العملية السلمية/ السياسية، باعتبار القدس عاصمة للدولتيْن.

أما حول ملكية الأرض المزمع انتقال السفارة الأمريكية إليها، فثمة دراسة وثائقية رصينة للبروفسور وليد الخالدي بعنوان (تقرير حول ملكية أرض السفارة الأمريكية في القدس) نشرت في مجلة (دراسات فلسطينية) – المجلد 29- العدد (4) خريف (2000) والصادرة عن (مطبعة جامعة كاليفورنيا) …. حيث توصل ذلك التقرير إلى أن (أرض السفارة الأمريكية المزعومة في القدس) تعود ملكية أكثر من (70%) منها للاجئين الغائبين عن فلسطين والتي صادرت إسرائيل تلك الممتلكات بعد عام (1948)، وأن حوالي ثلث هذه المساحة هي (أملاك وقفية إسلامية)، وأوضحت تلك الدراسة الموثقة امتلاك (76) ستة وسبعين لاجئاً فلسطينياً لقسم كبير من هذه الأرض…

ومما يلفت الانتباه، أن هذا التقرير المقدم للخارجية الأمريكية كان مصيره (الإضافة للحفظ في ملف القضية)…

إزاء هذه الحقائق والوقائع والتصريحات، فأن الأمر يتطلب من الجانب العربي، ممثلا بجامعة الدول العربية، ومن الجانب الإسلامي، ممثلا برابطة التعاون الإسلامي، ومن منظمات المجتمع المدني لدى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية العمل السريع والجاد لوضع خطة لمواجهة الموقف واستباق الإحداث وليس ردود فعل :لها… فالدوائر الصهيونية تعتمد أسلوب (بالونات) الاختبار لاكتشاف مدى وحجم ردود الفعل قبل مفاجأة اتخاذ القرار أو التنفيذ.

الاخبار العاجلة