السفير الصيني: وقف إطلاق النار يجب أن يكون خطوة لاستئناف المفاوضات وفقا للمرجعية الدولية

16 مايو 2021آخر تحديث :
السفير الصيني: وقف إطلاق النار يجب أن يكون خطوة لاستئناف المفاوضات وفقا للمرجعية الدولية

صدى الإعلام – قال السفير الصيني لدى فلسطين، قواه وي، اليوم الأحد، إن أي وقف للمواجهات الحالية في الأراضي الفلسطيني مع سلطات الاحتلال، يجب أن يكون خطوة أولى نحو استئناف عملية السلام والمفاوضات على أساس الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة.

وأرجع السفير الصيني هذه الموجة إلى “عدم تحقيق أي خطوات جدية نحو حل القضية الفلسطينية على مدى سنوات، واستمرار معاناة الشعب الفلسطيني“.

وتتولى الصين الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي لشهر أيار الجاري.

وقال “وي” ، قبيل بدء جلسة مفتوحة لمجلس الأمن لمناقشة التطورات في الأراضي الفلسطيني، إن الجهود الدبلوماسية “تسير في خطين متوازيين ومتزامنين، الأول يتعلق بوقف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والثاني يتعلق بالقدس والمقدسات، وبما يضمن التعامل مع هذه القضية وفق المرجعيات الدولية“.

وشدد السفير الصيني على رفض بلاده لـ”التهجير القسري” الذي تمارسه سلطات الاحتلال في القدس، خاصة في حي الشيخ جراح، “التي كانت السبب الرئيسي لاندلاع هذه الموجة غير المسبوقة من العنف“.

وقال: “الصين كدولة صديقة لفلسطين، تشعر بقلق بالغ وحزن وألم إزاء الضحايا والمصابين جراء هذه الموجة من العنف، وهي تدعو وتدعم وقفا فوريا لهذه الدوامة التي تتسبب بوقع ضحايا بين المدنيين الأبرياء“.

ولفت “وي” إلى أن الصين “تعمل منذ الأيام الأولى لاندلاع هذه الموجة من العنف للعب دور في تحقيق إجماع وتوافق بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن، لوضع حد لهذه الموجة من العنف المتصاعد، وقد دفعت خلال جلستين مغلقتين نحو إصدار بيان واضح وصريح بهذا الخصوص، بالتعاون مع تونس والنرويج، لكن دولة ما عطلت ذلك”، في إشارة للولايات المتحدة.

وأضاف “سيلتئم مجلس الأمن مساء اليوم في جلسة طارئة ومفتوحة، برئاسة الصين، وبمشاركة وزير الخارجية الصيني شخصيا، لحث جميع الدول الأعضاء على اتخاذ التدابير اللازمة والاستثنائية لوقف العنف والاشتباكات“.

وتوقع السفير الصيني أن تكون الجلسة الثالثة لمجلس الأمن، المقررة اليوم، “حاسمة، لأن العنف دخل منعطفا خطيرا للغاية“.

وأضاف: “نحن متأكدون من أن إعلانا واضحا وصريحا سيصدر عن مجلس الأمن، بالإجماع، وبلغة واحدة وموحدة، تدعو لوقف العنف. إذا لم تنجح الدول الأعضاء في التوصل إلى لغة موحدة اليوم، ستكون الأوضاع على الأرض أكثر عنفا ودموية، لهذا فإن الجلسة لها أهمية قصوى، ويجب على مجلس الأمن اتخاذ التدابير الكافية والكفيلة بإيقاف العنف“.

وقال السفير الصيني إن بلاده تعتبر أن “السبب الرئيسي لهذه الموجة من العنف يعود لعدم وجود حل عادل للقضية الفلسطينية، وتهميش هذه القضية، ومحاولات تصفيتها، وانحراف عملية السلام عن مسارها الصحيح منذ سنوات، وعدم تطبيق قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية، خاصة في ظل انتهاكات صارخة ومستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني، ومعاناته المتواصلة“.

وأضاف: “كل ذلك أفضى إلى تكثيف المواجهات المتكررة بين الطرفين (الفلسطيني والإسرائيلي)“.

وتابع: بكل صراحة، هذه الموجة من العنف لم تأتِ من باب الصدفة، وإنما نتيجة لعدم وجود حل عادل للقضية الفلسطينية“.

وقال “وي” إن بلاده تعتبر أن الخطوة الأكثر إلحاحا في هذه المرحلة هي وقف المواجهات، “لكن يجب أن تكون خطوة أولى يتبعها إعادة القضية الفلسطينية إلى مسارها الصحيح والأصلي، وهو استئناف الحوار والمفاوضات بأسرع وقت ممكن، وفقا للمرجعيات الدولية“.

وأضاف: “الصين تعتبر أنه لا سلاما حقيقيا ودائما في الشرق الأوسط دون تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، ودور الصين لا يقتصر على السعي لوقف إطلاق النار فقط، وإنما يتعدى ذلك إلى استئناف الحوار والمفاوضات التي توقفت منذ سنوات، على أساس المرجعية الدولية. هذا أقصر طريق لضمان تهدئة دائمة، والاستقرار والسلام في المنطقة“.

وقال “وي” إن الصين ستدعو الدول الأعضاء في مجلس الأمن، خلال جلسة اليوم، للتأكيد على مبدأ حل الدولتين كركيزة أساسية لاستئناف المفاوضات، في أسرع وقت، وفق قوة دافعة لإنجاح السلام في المنطقة، “وستواصل الصين دعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني، ومساعيه لاستعادة حقوقه المشروعة، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية“.

وشدد السفير الصيني على أن الصين، ومعها العديد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن، تدفع باتجاه التعامل مع قضية القدس استنادا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة“.

وأضاف: “نعارض بشدة أية أفعال أو محاولات للمساس بوضع القدس والمقدسات، وعدم الالتزام بالمرجعية الدولية، ونعارض بشدة كل الأعمال التي تنتهك القرارات الأممية الخاصة بالقدس ومقدساتها“.

وتابع: “ندعو الجانب الإسرائيلي إلى الالتزام بالقانون الدولي في التعامل مع سكان حي الشيخ جراح، ووقف أعمال التهجير القسري“.

وأعرب السفير الصيني عن ثقته بتوقف هذه الموجة من المواجهات في نهاية المطاف “لهذا هناك حراك دبلوماسي على مسارين متوازيين ومتزامنين: الأول يستهدف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والثاني يتعلق بالوضع في القدس“.

وقال: “يجب أن تتوقف كل أعمال المساس بالقدس والمقدسات، وكل الإجراءات التي تنتهك القانون الدولي، الخاصة بمكانة القدس“.

الاخبار العاجلة