هيمنت الأوضاع السياسية في إسرائيل على مساحات واسعة من تغطية الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الاثنين، في ظل التقارير التي تشير إلى اقتراب أحزاب إسرائيلية من تشكيل حكومة يمكن أن تؤدي إلى الإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من منصبه.
وأبرزت الصحف -أيضا- الجهود التي تبذلها مصر في تثبيت هدنة غزة بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، كما تناولت الشكوك المحيطة بأجندة الديمقراطية الخاصة بالرئيس الأمريكي جو بايدن، في ظل القمة المنتظرة بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
نهاية حقبة نتنياهو
سلطت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية، الضوء على قول السياسي اليميني الإسرائيلي نفتالي بينيت، إنه يخطط للانضمام إلى منافس في تحالف مناهض لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو؛ ما يمهد الطريق أمام تشكيل حكومة تنهي هيمنة الأخير على الحكم في إسرائيل، والتي استمرت لأكثر من عقد.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إن ”حزب اليمين الجديد، الذي يتزعمه بينيت من المتوقع أن يكون الشريك الرئيس لحزب هناك مستقبل الوسطي، الذي يرأسه يائير لابيد في التحالف“.
وأضافت: ”يمكن أن تنهار جهود تشكيل التحالف الحاكم، إذ يحاول العديد من أحزاب الطيف السياسي الإسرائيلي التوافق على أجندة الحكومة والحقائب الوزارية، ومن المتوقع -أيضا- أن تحتاج إلى دعم خارجي يتمثل في الأحزاب العربية الإسرائيلية“.
وتابعت: ”لابيد يملك مهلة حتى الثاني من حزيران/يونيو المقبل لإبلاغ الرئيس الإسرائيلي بخطته لتشكيل الحكومة، وإذا فشل في ذلك فإن الرئيس رؤوفين ريفلين سيحيل مهمة اختيار رئيس وزراء جديد إلى البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، قبل الدعوة إلى انتخابات جديدة“.
وسارع نتنياهو إلى إصدار بيان متلفز، بعد تصريحات بينيت مباشرة، وطالب النواب اليمينيين بالتصويت ضد حكومة بينيت – لابيد، وقال: إن تلك الحكومة اليسارية ستكون خطرا على أمن إسرائيل.
ويقول خصوم نتنياهو، إنه يركز بشكل أكبر على البقاء في السلطة كي يحمي نفسه من اتهامات الفساد التي يواجهها، إذ قال نفتالي بينيت أمس الأحد: إن خيار وجود حكومة يمينية بقيادة نتنياهو أصبح غير قائم.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن أي حكومة إسرائيلية جديدة ”ستواجه سلسلة من التحديات الاقتصادية والأمنية، ويتعين عليها اتخاذ خطوات لتعزيز النمو الاقتصادي، مع استمرار محاولات السيطرة على فيروس كورونا، بينما لا تزال الهدنة التي تم التوصل إليها بين إسرائيل وحماس في غزة، تعاني من الهشاشة، إذ يحاول كل طرف تعزيز مكاسبه“.
رسائل مصرية
وأبرزت صحيفة ”هآرتس“ الإسرائيلية لقاءات منفصلة جمعت رئيس الاستخبارات المصرية العامة، اللواء عباس كامل، مع كلّ من نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة.
وجاء في تقرير نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني: ”التقى نتنياهو مع اللواء عباس كامل الأحد، إذ قال مكتبه: إن الطرفين ناقشا وسائل منع حماس من توسيع قدراتها العسكرية، في ظل جهود تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحماس قبل أسبوع“.
وأضافت أن ”عباس كامل التقى -أيضا- مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، ومن المقرر أن يسافر إلى قطاع غزة اليوم الاثنين للاجتماع مع قيادات حركة حماس“.
ونقلت ”هآرتس“، عن مسؤول مصري قوله إن ”قرار عباس كامل زيارة رام الله أوّلا قبل غزة يعدّ مؤشرا على أن القاهرة ترى أن السلطة الفلسطينية هي الممثل الرسمي للفلسطينيين“.
وأكدت مصادر مصرية مطلعة أن القاهرة تريد أن تصل الأطراف ذات الصلة إلى ترتيبات متفق عليها قبل النهاية المرتقبة لحقبة نتنياهو في حكم إسرائيل، إذ لا يريد المصريون البدء في مفاوضات من الصفر مع رئيس وزراء إسرائيلي جديد.
وأنهت الصحيفة تقريرها بالقول، إن ”مصر ساعدت بالوساطة في الوصول إلى اتفاق الهدنة التي استمرت منذ الـ 21 من مايو الماضي، وهو نجاح دبلوماسي دفعها إلى دائرة الضوء، وتعمل مع الولايات المتحدة وشركاء إقليميين آخرين لتوسيع اتفاق وقف إطلاق النار كي يستمر لفترة طويلة“.
قمة بايدن وبوتين
واعتبرت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية، أن التزام السياسة الخارجية الأمريكية بالأجندة الديمقراطية أصبح موضع شك كبير، في ظل الانتقادات الموجهة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، المتعلقة بالقمة المرتقبة بينه وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مع دعم موسكو للرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني: ”بعد فترة وجيزة من توليه مهام منصبه، وعد بايدن بتصحيح مسار السياسة الخارجية الأمريكية؛ ما سيؤدي إلى الربط بين القيم الديمقراطية والسياسة الخارجية“.
وأضافت: ”هذه كانت جزءا من محاولة للتخلص من إرث الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي انحدر بالدور العالمي لواشنطن.. في الوقت الذي تضمنت فيه سياسة ترامب تواصلا أمريكيّا غير مسبوق مع قادة استبداديين، فإن بايدن أشار إلى أنه سيدافع عن الأنظمة الديمقراطية حول العالم“.
وأشارت إلى أن ”منتقدين يرون أن رد فعل واشنطن على إجبار طائرة مدنية على الهبوط في مينسك لاعتقال صحفي معارض للنظام في بيلاروسيا، كان بطيئا ومترددا، وجاء بعد أيام من تحرك الاتحاد الأوروبي في هذا الملف، كما أن الجرح تفاقم بعد الموافقة على عقد قمة مع بوتين“.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية اعترافه بأن البيت الأبيض ”كان مجبرا على التوازن بين تأكيد القيم الديمقراطية عالميّا، والاعتبارات الأكثر براغماتية؛ ما يعني أن سجل بايدن في ملف حقوق الإنسان ليس مثاليّا حتى الآن“.
