أفردت الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الأربعاء، مساحات لملفات عديدة من أبرزها مصير الاتفاق النووي الإيراني في ظل انتخاب المتشدد إبراهيم رئيسي، رئيساً لإيران، وتمسك واشنطن وطهران بموقفيهما من الاتفاق.
كما سلطت بعض الصحف الضوء على الدعم الصيني للنظام العسكري الحاكم في ميانمار، وأخيرا الموجة الجديدة من فيروس كورونا المستجد، التي تواجهها إسرائيل حالياً.
مصير الاتفاق النووي
رأت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية أن مباحثات الاتفاق النووي الإيراني، التي تجري في العاصمة النمساوية فيينا، بصورة غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، بوساطة قوى دولية، على شفا الانهيار.
وقالت في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني: ”المفارقة في المفاوضات المستمرة منذ شهر لاستعادة الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، هي أن إيران والولايات المتحدة تريدان بشدة إحياء الاتفاق، إلا أن ذلك في نهاية المطاف ربما لا يتحقق“.
وتساءلت الصحيفة: ”لماذا يمكن الوصول إلى تلك النتيجة؟.. انعدام الثقة بين الطرفين أحد الأسباب، وقد تفاقم نتيجة الانتخابات الصورية التي أسفرت عن فوز إبراهيم رئيسي بمنصب الرئيس الإيراني مؤخراً، حيث سيحل متشدد يملك تاريخاً دموياً محل الرئيس المعتدل المنتهية ولايته حسن روحاني في أغسطس المقبل“.
وأضافت: ”رغم تصريحات رئيسي التي قال فيها إنه يريد العودة للاتفاق النووي، فإنه الآن برفقة النظام الإيراني يعرضان مطالب مستحيلة.. تصر إيران الآن على شيء لا يستطيع الرئيس الأمريكي جو بايدن تحقيقه، وهو وجود ضمانات بعدم انسحاب أي إدارة أمريكية مستقبلاً من الاتفاق النووي، كما فعل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب“.
وتابعت: ”هناك أمر آخر لتجديد الشكوك بين الطرفين، وهو أن هناك الكثير من الأشياء التي تغيرت على الأرض بالنسبة للجانبين.. لا ينوي بايدن التخلي عن كل العقوبات التي فرضها ترامب، كما أن إيران حققت تقدماً كبيراً في التطور التقني، خاصة في ما يتعلق بجهاز الطرد المركزي الجديد IR-9، الذي يقلص المدة التي تحتاجها من أجل إنتاج القنبلة النووية، ما يثير الجدل حول فاعلية الاتفاق النووي“.
ونقلت المجلة عن علي فائز، رئيس مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، والمساعد البارز المقرب سابقاً من المفاوض الأمريكي روبرت مالي، قوله: ”هناك إدراك من كلا الجانبين أن الحفاظ على الوضع القائم ليس ممكناً بشكل كامل، وأنه من غير المتوقع أن تنال إيران ما تريده من رفع العقوبات كما حدث في 2015 و2016، كما أنه من المستبعد أن تكون الولايات المتحدة قادرة على دحر التقدم الذي حققته إيران منذ انسحاب ترامب من الاتفاق في عام 2018“.
وختمت ”فورين بوليسي“ تقريرها قائلة: ”لا يستطيع الاقتصاد الإيراني تحمل العقوبات الأمريكية دون اضطرابات سياسية، كما أن واشنطن تعلم أن اتفاقاً يمكن أن يكبح جماح إيران أفضل من لا شيء على الإطلاق“.
الصين تتحدى المجتمع الدولي
ذكرت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية أن الصين تعزز علاقاتها مع النظام العسكري الحاكم في ميانمار، رغم الإدانة الدولية للجيش الذي استولى على السلطة في فبراير من العام الجاري.
وجاء في تقرير للصحيفة أن ”بكين عززت علاقاتها مع القادة العسكريين في الجيش البورمي، رغم سلسلة الهجمات العنيفة ضد المصالح الصينية في ميانمار، عقب إسقاط حكومة رئيسة الوزراء السابقة أونغ سان سوكي“.
ونقلت عن يون سون، خبيرة العلاقات بين الصين وميانمار، في ”مركز ستيمسون“، قولها: ”بكين قامت مؤخراً بتقييم جذري يشير إلى أن ميانمار تسير حالياً نحو حكم عسكري طويل الأجل.. أعتقد أن الصينيين يرون الآن أن هذا الانقلاب العسكري ناجح، وأنه سوف يستمر“.
وقالت الصحيفة: ”استئناف العلاقات على المستوى الحكومي، والنشاط الاقتصادي بين البلدين، يشير إلى أن ميانمار تعود إلى اعتمادها الاقتصادي التقليدي على الصين“.
وأضافت: ”استخدمت ميانمار جارتها الأكبر كحاجز ضد العقوبات الدولية وسحب الاستثمارات من قبل المستثمرين الأجانب، الذين أعلنوا عن خطط لترك البلاد أو قاموا بتجميد مشروعاتهم“.
كورونا في إسرائيل
أفادت صحيفة ”هآرتس“ بأن إسرائيل تواجه موجة جديدة من كورونا، إذ أثار ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس مخاوف خلال الأيام القليلة الماضية، من أن تعود البلاد مجدداً إلى قواعد التباعد الاجتماعي وحالة الإغلاق.
وقالت في تقرير نشر على موقعها الإلكتروني: ”مع ذلك، ورغم تفشي المرض في أجزاء صغيرة من إسرائيل، فإن العودة إلى تلك الإجراءات لا تبدو وشيكة الآن.. يبدو أن ارتفاع حالات الإصابة الجديدة يرجع إلى سلالة دلتا، التي تم اكتشافها لأول مرة في أكتوبر الماضي في ولاية ماهاراشترا الهندية“.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: ”في ظل هذه الظروف، يشعر مسؤولون إسرائيليون بالقلق من أنه من دون إعادة فرض القيود، قد يؤدي وصول تلك السلالة إلى ارتفاع في عدد الحالات الجديدة المصابة بين الإسرائيليين الذين لم يتلقوا اللقاح، أو حتى بين هؤلاء الذين تم تطعيمهم بالفعل“.
