لا تتجاوزوا الخطوط الحمراء

5 يوليو 2021آخر تحديث :
سمير عباهره فتح

الكاتب: سمير عباهرة

لم تتوقف الاحداث التي رافقت وفاة نزار بنات عند حد المطالبة بالكشف عن ملابسات القضية وفتح تحقيق في الموضوع وتقديم الملف الى القضاء بل تطورت الاحداث وتوالت وانصبت جميع المحاولات لضرب وحدة النسيج الوطني الفلسطيني حيث خرج الموضوع برمته نحو توظيف سياسي واضح يستهدف حركة فتح بتاريخها وجغرافيتها  وتحولت التجمعات التي تجري في شوارع الوطن الى خنجر مسموم يوجه سهامه نحو وئد فلسطين في خدمة مصالح بعض القوى الدولية والاقليمية التي لا زالت تراهن على سقوط حركة فتح تمهيداً لتمرير مشاريعهم التصفوية لتصفية القضية الفلسطينية وهذه المرة بأيد فلسطينية بعدما عجزت تلك القوى وعلى مدار عقود مضت عن كسر شوكة حركة فتح وتمرير مشاريعها.

استهداف حركة فتح ليس مستغربا من تلك القوى المدعومة خارجيا لان فتح افشلت اقوى مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية والذي كان مدعوما اقليميا وهو صفقة القرن حيث وضعت الولايات المتحدة ثقلها لتمرير المشروع لكن صمود القيادة الفلسطينية أفشل المشروع الامريكي وراحت الولايات المتحدة تبحث عن مشاريع التطبيع حتى تكون مدخلا لتمرير هذا المشروع لكن الاعتراف جاء على لسان قادة إسرائيل بان مخطط تهميش القضية الفلسطينية من خلال التطبيع المجاني مع بعض النظم العربية قد فشل.

حركة فتح التي دعت الفلسطينيين للاجتماع تحت الراية الوطنية نراها اليوم تتعرض لمؤامرة لكن حركة فتح بتاريخها قادرة على اسقاط الرهان على دور بعض الاطراف التي حاولت تسويق مواقفها وتوظيفها سياسيا لخدمة مصالحهم الحزبية والتي ترى في تحقيقها من خلال اضعاف حركة فتح وابعادها عن المشهد السياسي الفلسطيني.

ان الحديث عن اهداف تلك الاطراف التي بدت واضحة في رفع وتيرة الخلاف واشعال نار الفتنة يعززه الكثير من الوقائع والحقائق على الارض حيث تحول خطابهم من المطالبة لتحقيق الحريات العامة الى هجوم واضح على المؤسسة الامنية الفلسطينية والتي باتت ايضا مستهدفة من قبل تلك الاطراف بوصفها تشكل الحصانة للسلطة الفلسطينية وللمشروع الوطني الفلسطيني وللتذكير فقط فان المؤسسة الامنية الفلسطينية قدمت الكثير من الشهداء في الوقت الذي كانت فيه تلك الاطراف غارقة في تسويق افكارها وايديولوجياتها المستوردة ومدفوعة الثمن من اجل احباط المشروع الوطني الفلسطيني وبات المطلوب تحرر تلك الاطراف من قيود الوصاية والتبعية الاقليمية والتنازل عن تلك المهاترات التي لا تخدم القضية الفلسطينية.

ان اصطناع التعارض لن يمكن تلك الاطراف من تحقيق الاهداف المنشودة بالنسبة لهم في ضرب رأس الشرعية الفلسطينية التي عملت على ترسيخ الكيان الفلسطيني ليكون الإطار الرسمي المعبر عن الهوية الوطنية القطرية الفلسطينية واوجد مساحة مشتركة حددت الاهداف والاستراتيجيات نحو دحر الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

فتح لن تسقط ولكنها ستسقط كل المتآمرين على الشرعية الفلسطينية وتسقط كافة المؤامرات على المشروع الوطني الفلسطيني وتسقط كل المنضوين تحت إطار الفئوية الضيقة والاوامر المستوردة فالشعب الفلسطيني الذي خرج في مد جماهيري قال كلمته ووجه بصورة جماعية وقوية رسالة واضحة الى كل المتآمرين بأن النزول بالشرعية هو خط احمر من الصعب تجاوزه.

نهاية فتح يعني نهاية الحلم الفلسطيني في التحرر والاستقلال لأنها هي حامية المشروع الوطني الفلسطيني نهاية فتح يعني سيادة عصور الظلام على شعبنا الفلسطيني.

الاخبار العاجلة