مؤامرة كسر الأجنحة على فلسطين والمملكة الأردنية

6 يوليو 2021آخر تحديث :
الوقف

صدى الإعلام – الكاتب: موفق مطر

كنت وما زلت ممن يعتقدون أن أية مؤامرة على فلسطين والقضية ومنظمة التحرير والقرار الوطني المستقل، وحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” لا بد لها من توفير مجموعة عناصر لتحقيق هدفها، أولها: الدعم اللوجستي (السلاح والمال ووسائل الحركة)، الضخ الإعلامي المكثف المباشر وغير المباشر، المساندة السياسية من جهات اقليمية ودولية عبر تضييق حلقات الحصار، أما الوعاء الجغرافي فيبقى الأساس باعتبار سيطرة منظومة الاحتلال على الجغرافيا بكل تفاصيلها ومنافذها، اما اتخاذ بعض المؤامرات من أراضي دول عربية برعاية نظم رسمية عربية ناصبت حركة التحرر الوطنية العداء وحاولت سلبها التمثيل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني واستغلال ورقة القضية الفلسطينية على طاولة الابتزاز لتوسيع دائرة النفوذ الاقليمي، أو من نظم سياسية رسمية عربية لا تربطها حدود مع فلسطين لكنها استطاعت بعملية تطبيع خيانية، كسرت حدود الشرف العربي وخطوطه الحمراء غير القابلة للتجاوز، ودمجت حدودها مع منظومة الاحتلال الاستعماري العنصري الاسرائيلي المجهولة الحدود الجغرافية المعلومة جدا للقاصي والداني ولكل ذي لب عاقل من الناحية السياسية، فباتت شريكا – فك الكماشة الآخر – بما تقدم من مساندة مالية وإعلامية وتغطية سياسية، وبما توفره من حماية لأفراد وجماعات مطلوبين لسلطة العدالة والقضاء الفلسطيني، وتقدمهم كمستشارين امنيين لدى حكامها.

قبل فترة وجيزة من الأحداث التي شهدتها فلسطين بذريعة قضية المواطن نزار بنات، شهدت المملكة الاردنية الهاشمية أحداثا فهمنا حسب الرواية الرسمية الاردنية التي نصدقها انها كانت محاولة فاشلة للإخلال بأمن المملكة واستقرارها، سرعان ما طوقتها قيادة المملكة بأمرين جادين الحكمة أولا، والإجراءات الأمنية المرتبطة بالقضاء ونظام العدالة، اما وقد حدث عندنا في فلسطين ما حدث، حيث كشرت قوى وأحزاب وجماعات عن أنيابها صراحة في افظع تعبير لا اخلاقي عن الجوع السلطوي الكامن لديها، وعن الرغبة باستكمال انقلابها وتجسيد واقع انفصال مدعوم هذه المرة من يافطات ملونة تبدو ثورية تقدمية حقوقية، وفي عملية استنساخ غبية قاصرة لحدث حرق المواطن التونسي محمد البوعزيزي نفسه كسبب لاندلاع أحداث ركبت موجتها قوى وأحزاب وجماعات منها راغبة فعلا بالتغيير، ومنها بارعة في ركوب الموجات الشعبية كالاخوان المسلمين انتهت بسيطرتها وإنهاء حكم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي رحمه الله.

يشير حدسنا المرتكز على مجموعة تجارب وطنية مخلصة سابقة في التصدي للمؤامرات أن محاولة كسر جناح فلسطين الشرقي ( المملكة الاردنية الهاشمية ) كان مخططا له استباق كسر جناحها هنا على أرض الوطن ، لتأمين مساحة جغرافية ارتكازية تؤمن الدعم اللوجستي، لكن بفضل يقظة قادة المملكة لم تنجح المؤامرة ، فكان – حسب تقديراتنا – لابد من استكمال الجزء الآخر من المؤامرة عبر استغلال حدث ما لإطلاق شارة التنفيذ، ونستطيع الاستدلال بما كتبه وروج له اشخاص في مواقع سياسية واجتماعية وثقافية ومالية متقدمة جدا حتى أن بعضهم كان في يوم ما بموقع قرار في السلطة الفلسطينية أو منظمة التحرير، مخدوعين بامكانية سيطرة حماس على منظمة التحرير والسلطة الوطنية الفلسطينية بعدما اقنعهم رؤساء ( حماس) بالنصر الموهوم في أيار الماضي ، ومن يدري فربما أراد ناظمو المؤامرة من عواصم قريبة وبعيدة أن يصدروا فوضى ( ارحل ) و( الشعب يريد اسقاط النظام ) من فلسطين الى المملكة الاردنية ، فيتخلصون من حركة التحرر الوطنية الفلسطينية وقائدها الحكيم الشجاع محمود عباس ابو مازن والقرار الفلسطيني المستقل ومنظمة التحرير، ويتخلصون كذلك من الملك عبد الله الثاني المؤتمن على الأماكن المقدسة في القدس، فتخلو الساحة للمتآمرين المطبعين وأدواتهم الذين لا يعني لهم التحرر وانجاز الاستقلال بدولة فلسطينية وعاصمتها القدس شيئا.. وربما كان كل ذلك تمهيدا لعملية تهجير صهيونية بلا حدود من فلسطين الى المملكة، فحقائق المؤامرات، ووجوه وأسماء الضالعين فيها لا تنكشف مرة واحدة، لكن انسحاب ذوي الضمائر الوطنية والأهداف النبيلة من مسارحها والتبرؤ من يافطاتها بعد انكشاف عوراتها، كما فعل اشخاص ذوو شأن في النسيج الثقافي يجعلنا متمسكين بحدسنا التقديري التحليلي الى أن تؤكده او تفنده او تعارضه المعلومات

الاخبار العاجلة