“الصحة العالمية” تسعى إلى كبح التلاعب بـ “المجين” البشري‎

13 يوليو 2021آخر تحديث :
“الصحة العالمية” تسعى إلى كبح التلاعب بـ “المجين” البشري‎

تسعى منظمة الصحة العالمية، عبر سلسلة من التوصيات نشرتها حديثا، إلى كبح الانحرافات في التلاعب بالشيفرة الجينية المحتمل وقوعها في ظل تقدم العلوم، مع ضمان -في الوقت عينه- وضع الإنجازات الأكثر منفعة في متناول أكبر عدد من الأشخاص.

وقالت الدكتورة سمية سواميناثان، كبيرة العلماء في المنظمة الأممية، إنه ”في وقت تسبر العلوم أغوار المجين البشري (الشريط الوراثي) أكثر فأكثر، لا بد لنا من الحد من المخاطر والاستفادة من الفرص المتاحة لتحسين صحة الجميع“.

وقد أحدث تطوير أدوات، مثل مقص ”كرسيبر/كاس 9“ الجزيئي الذي نالت بفضله الفرنسية إيمانويل شاربانتييه والأمريكية جينيفر دودنا ”نوبل“ الكيمياء سنة 2020، ثورة في تقنيات التلاعب بالمجين، فاتحا آفاقا جديدة للعلاج، لكن أيضا لتجارب قد تكون خطرة.

وذكّرت سواميناثان بالعالم الصيني الذي أثار جدلا سنة 2018، من خلال التلاعب بمجين أطفال مولودين لجعلهم يقاومون فيروس الإيدز.

وفي أعقاب تلك الحادثة، شكّلت منظمة الصحة العالمية لجنة أصدرت توصياتها، الإثنين.

وفي حزيران/يونيو 2019، عندما أعرب الباحث الروسي دنيس ريبريكوف عن نيته القيام بعملية مماثلة، طلبت منظمة الصحة العالمية وقف الأبحاث بشأن تقنية تعديل المجين البشري الموروث.

نظام إنذار

2021-07-22-170
وفي مسعى إلى فهم ما يحدث في مختبرات العالم بهذا المجال بصورة أفضل، اعتمدت اللجنة عدة مناهج، من بينها ”نوع من نظام الإنذار يتيح لعامة الناس إبلاغ المنظمة بما يحدث في حال وردتهم أنباء عن حالات أو مشاريع لتجارب على خلايا جذعية بشرية“، وفق ما أفادت سواميناثان خلال إيجاز صحافي.

وأوضحت أن المنظمة قد تطلب من السلطات المعنية التحرّك بناء على هذه المعلومات.

وطالبت اللجنة المنظمة الأممية بتوسيع سجلها الدولي للتجارب السريرية في كل ما يخص تقنية تعديل المجين البشري، فضلا عن استحداث سجل آخر لتتبع الأبحاث في المرحلة ما قبل السريرية؛ كي يتسنى لنا في هذه الحالة أيضا اتخاذ خطوات استباقية.

وحددت اللجنة أيضا منهجية فريدة من نوعها تقوم على تقاسم الأدوار على صعيد الإدارة الرشيدة للأبحاث حول المجين؛ بغية مساعدة السلطات على التزوّد بالأدوات والأساليب لتنظيم هذا المجال.

– لمصلحة الجميع –

2021-07-22-2
والقاسم المشترك بين كلّ التوصيات هو حرصها على ضمان انتفاع الجميع من العلاجات المحتملة التي قد تستولدها هذه التقنية، في وقت تشتد اللامساواة على صعيد العالم؛ إثر التفاوت في النفاذ إلى اللقاحات المضادة لكوفيد-19 بين البلدان الثرية وتلك الفقيرة.

وقال رئيس منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إن ”تعديل المجين البشري من شأنه أن يساعدنا على تحسين قدراتنا في علاج المرضى، لكننا لن نتوصل إلى أفضل النتائج إلا إذا ما سخرنا هذه التقنية لمصلحة الجميع بدلا من استخدامها لتعميق التفاوت“.

الاخبار العاجلة