فلسطين في قمة دول جوار العراق

31 أغسطس 2021آخر تحديث :
فلسطين في قمة دول جوار العراق

صدى الإعلام – الكاتب: فتحي البس/ عقد يوم السبت 28/8/2021 في بغداد مؤتمر قمة لدول الجوار بحضور الرئيس الفرنسي ماكرون ومنظمات عربية ودولية. شارك في القمة قادة الدول العربية الرئيسية السعودية ومصر والأردن والكويت وقطر ودولة الامارات العربية المتحدة إلى جانب ممثلين عن تركيا وإيران، وبحضور رئيس فرنسا ممثلا بشكل غير مباشر عن أوروبا وأميركا.

عقد المؤتمر تحت عنوان “مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة”، وصدر عن المؤتمر بيان أكد فيه المجتمعون على مساندة العراق أمنيا واقتصاديا بما يحقق استقراره وسيادته، وجرى خلاله لقاءات قمة وحوارات بين دول متضادة في سياساتها الإقليمية وما يشبه مباحثات المصالحة بين دول أخرى. كل الكلمات التي ألقيت كانت دبلوماسية ولا جديد فيها سوى الرغبة في استقرار الإقليم، والإشادة بالدور المركزي للعراق في الإقليم وربما تشجيعه على الاستمرار بجهوده لاحتضان مباحثات جوهرية بين إيران والسعودية بشكل خاص.

غابت عن المؤتمر دولة فلسطين، ولم يتضمن البيان الختامي أية كلمة عن القضية الفلسطينية والعدوان الصهيوني الاحتلالي على أرضها وأهلها، لكن هل كانت غائبة في عقول كل الحاضرين؟

لو اتجهنا بالتحليل لكل ما جرى ويجري في الإقليم سنجد فلسطين حاضرة، فباسمها، وبسببها احتل الأميركيون العراق ودمروا مقدراته، وتوسع نفوذ إيران في المنطقة ويخوض ما يسمى “فيلق القدس” الحرب في سوريا واليمن، ويفرض سطوته في لبنان، ويدعم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وبدرجة أقل حركة حماس، كل ذلك كما تقول إنه لحرب إسرائيل والولايات المتحدة، كذلك تفعل تركيا، التي تتدخل في العراق وسوريا لحماية مصالحها، وتقول إنها تعادي سياسة إسرائيل في المنطقة بينما تقيم معها أفضل العلاقات وتريد دعم الفلسطينيين وقناتها الأساسية حركة حماس.

ولو عدنا إلى الدول العربية الأخرى التي شاركت في المؤتمر لوجدنا أن قضية فلسطين مركزية في ماضيها وحاضرها ومستقبلها، وأخص بالذكر الأردن ومصر والسعودية، ودور الكويت المواكب لهذه القضية، ودور قطر المتناقض ظاهريا مع سياسة دولة الإمارات العربية، لكنهما في علاقة عميقة مع إسرائيل، كلاهما تقولان علنا إنهما مع الفلسطينيين، لكنهما في الواقع تعززان الانقسام الفلسطيني. قطر تلعب دورا مهما في دعم حماس، والإمارات تهرول للتطبيع مع إسرائيل، وتبحث عن موقع قدم لها في غزة من خلال ما تعتقد أنه مؤثر، محمد دحلان وجماعته، وكلاهما يعلنان تأييدهما لمنظمة التحرير الفلسطينية، دون بذل أي جهد فعلي لتحقيق ذلك سوى الوعود التي آمل أن تتحول إلى موقف صلب ينعكس بوضوح على وحدة الشعب الفلسطيني.

إذن فلسطين وقضيتها كانت حاضرة في المؤتمر، وإن غابت قيادتها عنه، ولا نعرف ما دار في الكواليس، ولكن الفلسطينيين مع كل العرب يتطلعون إلى استقرار العراق وعودته إلى المشهد العربي والإقليمي بقوة، كما كان دائما.

وإن غابت فلسطين عن البيان الختامي للمؤتمر، فإنها بنتائجه وخفاياه ستكون جوهر البحث والنقاش في القمة المرتقبة لقادة مصر والأردن وفلسطين، فهذه الدول هي حائط الصد ضد المخططات الصهيونية المستمرة والتي تهدد واقع ومستقبل هذه الدول والإقليم.

الاخبار العاجلة