كيري كان واضحا للغاية . . . ولكن

29 ديسمبر 2016آخر تحديث :
كيري كان واضحا للغاية . . . ولكن

حديث القدس-بقلم اسرة  التحرير

القى وزير الخارجية الاميركية جون كيري امس خطابا قويا وواضحا حول القضية الوطنية والصراع لازالة الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية .واكد اولا ان ادارة اوباما كانت الاكثر دعما وتاييدا لاسرائيل ماديا وسياسيا وان موقف بلاده من قرار مجلس الامن ضد الاستيطان كان دفاعا عن مبادئها وليس ضد اسرائيل وذلك ردا على الحملة الاسرائيلية ضد اوباما وادارته . وتحدث مطولا وبكل وضوح عن الاستيطان ومخاطره وقال انه يدمر عملية السلام كليا ويقضي على حل الدولتين ويقود الزاميا الى حل الدولة الواحدة وهذا ليس في مصلحة اسرائيل .

وتحدث كيري بتوسع عن معاناة الشعب الفلسطيني وصعوبة التحرك بسبب الحواجز الاسرائيلية وكيف تقيم اسرائيل المزارع وتستثمر الاراضي وتقيم المستوطنات في الاغوار بينما لا يتمكن الفلسطيني حتى من الوصول الى ارضه. وتطرق كيري الى اصطلاح النكبة وقال ان شمعون بيريس اشار في احد اللقاءات معه الى ان الضفة وغزة تشكل 28 % فقط من الارض المتنازع عليها وكأنه يقول لاسرائيل ان طلب اقامة الدولة الفلسطينية على هذه المنطقة ليس امرا كبيرا .

كما اشار الى ما اسماه بالعنف الفلسطيني وطالب بوقفه وانتقد حركة حماس وسياستها ولكنه اكد على عمق معاناة الفلسطينيين في القطاع وطالب برفع الحصار عنهم . واختتم كيري خطابه بتقديم خطة للسلام من ست نقاط اكد فيها على اقامة دولة فلسطينية في حدود 67 مع تبادل للاراضي وتكون القدس الشرقية عاصمة لها وايجاد حل لقضية اللاجئين وتقديم التعويضات لهم وتمكينهم من العيش في دولة مستقرة وامنة.ودعا الى اعتراف عربي بموجب مبادرة السلام العربية باسرائيل في حدود دولية امنة وكذلك الاعتراف بحقوق اليهود بالقدس وان تكون عاصمة لهم. واقترح كيري مفاوضات مباشرة ذات جدوى لايجاد حل وفق هذه المعطيات التي تحدث عنها .

وللحقيقة فان خطاب كيري يشكل الى حد كبير تصورا معقولا للتسوية وتحقيق السلام وازالة اسباب واحتمالات التوتر والاقتتال والعنف في المنطقة ولكن هناك تساؤلات عديدة ترافقه .اولا ان الخطاب يجيء في الوقت الضائع وقبل ايام فقط من انتهاء ولاية اوباما ولماذا عحزت الادارة الاميركية عن تنفيذ ما تدعو اليه الان خلال السنوات الثماني الماضية ؟ كما ان رئيس وزراء اسرائيل سارع وبعد دقائق فقط من الخطاب الى الرد بغطرسة ورفض لما جاء فيه .كذلك فان الرئيس القادم بعد ايام ، ترامب يتحدث بلغة مختلفة كليا عما سمعناه ، وهكذا قد يصبح خطاب كيري مجرد شهادة تاريخية ويظل في كل الاحوال مؤشرا ضد السياسات الاسرائيلية من اكبر حلفائها .

الاخبار العاجلة