الهند: ازدياد تواتر الصواعق وفتكها بفعل التغير المناخي

17 سبتمبر 2021آخر تحديث :
الهند: ازدياد تواتر الصواعق وفتكها بفعل التغير المناخي

صدى الإعلام – كان 4 شبّان يلتقطون صورا لأنفسهم على سطح حصن أثري في ولاية راجستان بشمالي الهند، تحت سماء راعدة، ولم ينجُ منهم سوى واحد عندما ضربتهم إحدى الصواعق الآخذة في الازدياد قوّةً وتواترا وفتكا في الدولة الآسيوية العملاقة بفعل التغير المناخي، حاصدة الكثير من الأرواح.

ولا يزال الناجي فايز الدين (21 عاما) تحت وقع الصدمة، في منزله في جايبور عاصمة راجستان. فهو صعد وأصدقاء طفولته الشهر الفائت نحو 450 درجة قبل أن يصلوا إلى قمّة أحد الأبراج في حصن عامر.

وروي الشاب الذي لا يزال جرحا عميقا في الجمجمة يذكّره بالحادثة أن الصاعقة ضربته “ثلاث مرات متتالية”.

وتابع بغصّة “كان الصوت يصمّ الآذان وكأنه صوت انفجار قنبلة ضخمة. اشتعلت النيران في سروالي وحذائي وتصلبت أطرافي ولم أستطع أن أحرّك جسمي”.

وإضافة إلى أصدقاء فايز الدين، قُتل ثمانية أشخاص آخرين بفعل الصاعقة نفسها.

وفي أيار/ مايو الفائت، أدت صاعقة أيضا إلى مقتل قطيع فيلة يضم 18 من هذه الحيوانات في ولاية آسام (شمال شرق الهند)، وفقًا لما أظهرته نتائج التشريح الذي أجري بطلب من الحكومة ودعاة حماية البيئة.

وتُعتبر الصواعق أخطر ظاهرة طبيعية في الهند. فمنذ ستينات القرن العشرين، تضاعف عدد ضحاياها، إذ وصل المعدّل السنوي لعددهم إلى 2500، وفقًا للبيانات الوطنية. في المقابل، تقتل الصواعق ما معدّله 43 شخصًا سنويًا في الولايات المتحدة، بحسب دائرة الأرصاد الجوية الأميركية.

وقال رئيس جمعية “لايتنينغ ريزيليينت سايف إنديا كامباين” الخبير سانجاي سريفاستافا إن “الهند سجّلت 18,5 مليون صاعقة بين نيسان/ أبريل 2020 وآذار/ مارس 2021″، أي أكثر بما نسبته 34% من أرقام العام المنصرم.

ويسعى سريفاستافا إلى تنظيم حملات توعية بهدف تقليص عدد الوفيات البشرية والحيوانية جراء الصواعق بنسبة 80% خلال ثلاث سنوات، مشددا على أن من الممكن تجنبها من خلال اتخاذ إجراءات الحماية الكافية.

فكثيرون في الهند لا يعرفون مثلًا أن الأشجار تجذب الصواعق، وأن الاحتماء بها عند حصول عاصفة رعدية هو خطأ يمكن أن يكون قاتلا.

 

 

الاخبار العاجلة