رام الله–خاص بــ صدى الاعلام-02-01-2017
نشرت صحيفة الجيروزاليم بوست افتتاحية بعنوان: “الدعم الاسترالي لإسرائيل”، وتشير الافتتاحية إلى أنه في الوقت الذي تتعافى فيه إسرائيل من صدمة قرار مجلس الأمن رقم 2334، كانت التصريحات التي أدلت بها الحكومة الأسترالية مشجعة للغاية.
ففي بيان صدر يوم الخميس، عبرت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب عن معارضتها للقرار، وأشارت بيشوب إلى أن استراليا ليست حاليا عضوا في مجلس الأمن الدولي، وبالتالي ليست مؤهلة للتصويت، ولكن “في التصويت أمام الأمم المتحدة، الحكومة الائتلافية لم تدعم القرارات أحادية الجانب التي تستهدف إسرائيل”.
وفي اليوم التالي، قال رئيس الوزراء مالكولم تيرنبول، في حفل هانوكا في الكنيس المركزي في سيدني، بأن “استراليا تقف مع إسرائيل، نحن نؤيد إسرائيل، الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط “، كما ذكر موقع الأخبار اليهودي الأسترالي.
ولكن تشير الافتتاحية بأنه لا ينبغي أن نؤخذ دعم كانبرا لإسرائيل أمرا مفروغا منه، حيث أن نسبة كبيرة من الاستراليين يميلون لانتقاد لإسرائيل وسياساتها.
وقد أظهرت استطلاعات الرأي العام المتتالية أن الاستراليين منقسمون حول دعمهم لإسرائيل، وقد أظهر استطلاع روي مورغان للبحوث في نوفمبر 2011 أن 17٪ من الأستراليين يدعمون الاستيطان اليهودي في حين عارض 63٪ ذلك.
وأكثر من نصف الاستراليين دعموا السعي الفلسطيني للاعتراف بفلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.
تشير الافتتاحية بأن استراليا أظهرت بأنها أحد أصدقاء إسرائيل الحقيقيين، إلى حد كبير بفضل قيادة تيرنبول وبيشوب، ولذلك من المهم بالنسبة للقادة الإسرائيليين تعزيز العلاقات بين البلدين وأن يستغل نتنياهو زيارته المقررة إلى استراليا في شباط لتكون خطوة مهمة لإسرائيل لتعطي اهتماما أكبر بالدعم الاسترالي لإسرائيل.
وكانت القناة السابعة الإسرائيلية قد نشرت تقريرا بعنوان “رئيس وزراء أستراليا السابق: أوقفوا المساعدات عن السلطة الفلسطينية وانقلوا السفارة للقدس”.
توني أبوت يجب نقل سفارة أستراليا إلى القدس
حيث دعا رئيس الوزراء الاسترالي السابق توني أبوت، في مقال نشر في صحيفة ايل سبيكتاتور الأسترالية، حكومة بلاده “للانضمام لأي تحرك من قبل إدارة ترامب لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس”، واقترح نقل أستراليا سفارتها إلى القدس أيضا.
حيث كتب: “القدس هي عاصمة إسرائيل ويجب علينا أن نحترم ذلك عن طريق وضع سفارتنا حيث اختاروا أن تكون”.
كما دعا الحكومة الأسترالية لتقديم “الدعم الثابت لإسرائيل كونها الديمقراطية التعددية الوحيدة في المنطقة”، وقال:”يجب على أستراليا قطع مبلغ الـ 40 مليون المقدم سنويا كمساعدات للسلطة الفلسطينية، لأنه يستخدم لدفع الرواتب التقاعدية ” للإرهابيين” وأسرهم “.
وعلى الرغم من ذلك يدعم أبوت حل الدولتين، حيث قال أيضا “يجب أن يكون هناك دولة فلسطينية يتمتع اليهود فيها بنفس الحقوق التي يتمتع بها الفلسطينيون في إسرائيل”.
بوب هوك:فلسطين هي المفتاح لأي حل
وعلى النقيض من ذلك قال رئيس وزراء أستراليا الأسبق بوب هوك: فلسطين مفتاح لحل قضايا الشرق الأوسط، وإن أي استقرار بالشرق الأوسط لن يتم دون حل الصراع العربي “الإسرائيلي”، وانتقد الرئيس الأميركي باراك أوباما قائلا إنه ليس مؤهلا لحل هذا الصراع، ودعا الصين للمساعدة في “تغيير كيمياء الشرق الأوسط“.
وذكر بوب هوك الذي كان رئيسا للوزراء خلال الفترة من 1983 إلى 1991 – في حديث له بمناسبة الإذن بنشر آلاف الوثائق التابعة لمجلس الوزراء بالفترة ما بين 1990 و1991- أن أوباما قد فشل في استخدام نفوذ بلاده ونفوذه الشخصي لإقناع الفلسطينيين و”إسرائيل” باستمرار المفاوضات.
كما دعا الصين للانخراط في المساعدة لحل الصراع العربي “الإسرائيلي”، وقال إنه بدون حل هذا الصراع لن يكون هناك أمل لحل قضية “الإرهاب” أو إيجاد وضع معقول بالمنطقة، وأوضح أن بكين أظهرت السنوات الأخيرة اهتماما بالمنطقة باستضافتها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
لا ثقة بأميركا
وأضاف هوك بأنه إذا جلست واشنطن وبكين واتفقتا على عملية لوضع حل للصراع العربي “الإسرائيلي”، فإن كل كيمياء الوضع بالشرق الأوسط ستتغير “لأنه وببساطة الدول العربية لا تثق في الولايات المتحدة وترى أنها تشكل درعا وحاميا لإسرائيل“.
وعلى صعيد آخر، قال هوك إنه وفي الوقت الذي كانت فيه الحرب الأولى على العراق عام 1990 مبررة، فإن غزو الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن للعراق عام 2003 كان أكبر خطأ دبلوماسي وإستراتيجي شامل ترتكبه أميركا في تاريخها.
وأضاف هوك أنه كان قد تنبأ وقبل ثلاثة أسابيع من وقوعه بأن غزو العراق 2003 سيؤدي لتأييد واسع “للمتطرفين الإسلاميين” وأنه كان قد نصح الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأب بعدم غزو العراق بعد طرد الجيش العراقي من الكويت عام 1990 “لكن بوش الابن، وللأسف لم يكن يتمتع بحس جيد في هذه الأمور“.
وقال هوك أيضا إن مشكلة “الإرهاب” ليست قاصرة على ديانة محددة و”الإرهابيون يوجدون بجميع الأديان والثقافات” مشيرا إلى أنه قال لأحد اليهود كان قد أدلى بحديث قاسٍ ضد “المتطرفين الإسلاميين” إن من قتل رئيس وزراء “إسرائيل” السابق إسحق رابين لم يكن مسلما بل كان يهوديا.