إعلان الإلحاد على تويتر موضة أم حقيقة

4 يناير 2017آخر تحديث :
إعلان الإلحاد على تويتر موضة أم حقيقة

رام الله–صدى الاعلام-03-01-2017

صدق أو لا تصدق، في السعودية الدولة الإسلامية التي تطبق الشريعة الإسلامية، هناك أناس يعلنون إلحادهم على تويتر أسوة بآخرين في العالم العربي مختفين وراء معرفات وهمية. ويقول محللون إن سبب ذلك هو الجماعات الإرهابية التي شوهت الدين.

أنا فلانة بنت فلان أعلن تركي للإسلام..”، باتت هذه النوعية من التغريدات على تويتر مألوفة في السعودية وتنتشر على نطاق واسع.

وتحمل أغلبية الحسابات معرفات وهمية. وفيما اعتبر مغردون أنها “موضة تويتر الجديدة”، قال آخرون إنها “أسلوب جديد في حملات التسويق”.

وقال معلق “حساب يقول، أنا فلان/ة الفلاني أعلن تركي للإسلام”، وحين تتقصى فتجده اسما وهميا أو اسما لشخص لا يعلم ماذا يحدث باسمه.

البعض الآخر من المستخدمين لم تقنعهم التحاليل السابقة بل دقوا ناقوس الخطر مؤكدين أن الأمر أصبح ظاهرة. وتساءلت مغردة “ما حكاية الإلحاد مع البنات! كل يوم واحدة تعلن تركها الإسلام”.

وشرحت مغردة “أحد أهم أسباب انتشار #الإلحاد وبالذات بين البنات، بعض الملتحين المتشددين وأتباعهم من الذكور الذين يحللون إهانة المرأة باسم الدين ويقللون من شأنها”.

ويوم 26 نوفمبر 2016 كان حساب يحمل اسم روان أعلن في تغريدة “اسمي روان المحسن، أعلن تركي للإسلام دين الكراهية واحتقار الآخر واللامساواة التي تتعرض لها المرأة إرضاء لنزوات الرجل”.

الفتاة من مواليد 1995 ويحمل حسابها صورة وتحظى بمتابعة بعض الشخصيات المشهورة على تويتر في السعودية. حازت التغريدة رقما قياسيا من إعادة التغريد والإعجابات (12000) وحاول البعض خلال التعليقات إثناء الفتاة عن قرارها.

ويوم 1 يناير 2017 نشر حساب باسم العنود تغريدة جاء فيها “استنفدت جميع طاقتي العقلية في أن أجعل الإسلام جميلا في نظري، لكن المسلمين يصرون على أن الإسلام دين الموت ومن هنا أعلن تركي للإسلام”.

لقد وفرت وسائل التواصل الاجتماعي كتويتر وفيسبوك ويوتيوب للمغردين السعوديين فرصة للتعبير عن آرائهم، فظهرت شخصيات تنشر فكرة الإلحاد وتدعو إلى ترك الدين جانبا.

ويتخفى أغلب أصحاب الحسابات الموجودين في السعودية وراء أسماء وهمية خشية الملاحقة القانونية. وأصدرت الرياض قوانين تضع “الدعوة إلى الفكر الإلحادي” والتشكيك في “ثوابت الدين الإسلامي” ضمن الأنشطة الإرهابية التي تستوجب العقوبة والردع.

وفي فبراير الماضي، أصدرت المحكمة الجزائية بمدينة جدة السعودية، حكما بالسجن 10 سنوات وألفي جلدة ودفع غرامة تقدر قيمتها بـ20 ألف ريال بحق شاب سعودي (28 عاما) بعد إدانته بنشر أكثر من 600 تغريدة إلحادية عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر.

ويفسر بعضهم أسباب ترك الدين الإسلامي والاتجاه إلى الإلحاد بأن “بعض التعاليم والقوانين الدينية لا معنى لها. ولذلك بدؤوا بطرح الأسئلة حول الأشياء الصغيرة مثل لماذا الموسيقى حرام أو لماذا يجب على النساء أن يغطين وجوههن”.

ويوجد أكثر من تعريف للإلحاد يختلف من شخص إلى آخر ومن عالم دين إلى آخر، فيما قد يصل تعريف الملحد عن عامة الناس إلى إطلاقه على من يستمع للموسيقى أو تارك الصلاة.

ولا توجد أرقام رسمية لعدد الملحدين في السعودية، لكن دراسة أعدها معهد غالوب الدولي الذي يتخذ من زيوريخ مقرا له عام 2014 أظهرت أن نسبة الإلحاد في السعودية تتراوح بين 5 و9 بالمئة من مجموع عدد سكان السعودية.

وكان استطلاع عالمي للرأي أعدته مؤسسة غالوب الأميركية في نهاية 2012، قد أشار إلى أن 13 في المئة من سكان العالم يقرون بأنهم ملحدون، مقارنة بـ59 في المئة يعرفون أنفسهم على أنهم مؤمنون بالله ورسله سواء كانوا من المسلمين أو المسيحيين أو اليهود.

التغريدات الإلحادية لا تعني إلحاد أصحابها بل تشكيكهم في الخطاب السائد

بعض الباحثين يرون أن هذه التغريدات لا تصنف أصحابها ملحدين، لكنهم يعتبرون مشككين في الخطاب الديني والسياسي السائد، وبالتحديد مناهضة تشدد التيار المتطرف في السعودية.

وفي أكتوبر من عام 2015، قال الكاتب السعودي صالح الشيحي إن هناك 4500 حساب تغرد بشكل ممنهج لنشر الإلحاد في المجتمع السعودي.

يذكر أن الظاهرة لا تقتصر على السعودية بل تتجاوزها إلى الإعلام العربي ككل، خاصة مع انتشار الشبكات الاجتماعية والمدونات وهي وسائل إعلامية تتيح للمستخدم خيار عدم الكشف عن هويته.

غير أن بعض الشباب بدأوا في إعلان عدم إيمانهم صراحة والتعبير عن اختلافهم مع الخطاب الديني السائد ورفضهم له، خاصة مع انتشار خطاب ديني متطرف في العالم العربي إثر ثورات الربيع العربي.

ويتابع صفحة مغاربة من دون ديانة مثلا على فيسبوك أكثر من 150 ألف متابع.

المصدر: صحيفة العرب

 

 

 

الاخبار العاجلة