حماسة أوروبية لأسرلة أمن القارة العجوز

4 يناير 2017آخر تحديث :
حماسة أوروبية لأسرلة أمن القارة العجوز

رام الله–صدى الاعلام-04-01-2017

بقلم: صالح النعامي

على الرغم من التوتر المؤقت الذي طرأ أخيراً على العلاقات الأوروبية الإسرائيلية في أعقاب تمرير القرار 2334 في مجلس الأمن المندد بالمشروع الاستيطاني، فقد تبين أن التحديات الأمنية التي تواجه القارة العجوز، والتحولات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط تدفع الطرفين إلى مزيد من التقارب والتعاون.

وقد سمح حماس بعض الدوائر المؤثرة في صنع القرار داخل الاتحاد الأوروبي للاستفادة من التجربة الإسرائيلية في مواجهة “الإرهاب”، لنخب اليمين الحاكمة في تل أبيب بمحاولة تسويق المقاومة الفلسطينية أوروبياً كأحد ضروب “الإرهاب الإسلامي المتطرف”.

وفي الوقت ذاته، فإن إسرائيل معنية باستغلال هذا الواقع ومحاولة إقناع الأوروبيين بمنطقية الطروحات الأيديولوجية التي تحكم توجهات الحكومة الإسرائيلية وتضبط سلوكها تجاه العلاقة مع الفلسطينيين.

وقد تجسد هذا الواقع، صباح اليوم الثلاثاء، عندما استضافت لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي وفدا يمثل لجنة الخارجية في البرلمان الأوروبي التي تزور إسرائيل بهدف “الاطلاع والتعلم” من التجربة الإسرائيلية في مواجهة “الإرهاب”.

ففي مطلع حديثه أمام النواب الإسرائيليين، الذي نقله موقع “عروتش شيفع”، بعد ظهر اليوم، قال رئيس لجنة الخارجية في البرلمان الأوروبي، ألمار بروك: “نحن معنيون بالاطلاع على تجربتكم والاستماع لكم؛ فنحن مؤمنون أنه من خلال الاستعانة بتجربتكم في هذه المنطقة أن يكون لدينا القدرة على تحقيق فهم أعمق لمعضلة الإرهاب وعلاقته بهذه المنطقة تحديدا”.

وبرر بروك مبادرة الوفد لزيارة إسرائيل بهدف الاطلاع على تجربتها، قائلاً: “هناك دول في أوروبا تعتقد أن بإمكانها حل معضلة الإرهاب من خلال جهودها الوطنية والخاصة، هذه نكتة. يستحيل أن تنجح الجهود الوطنية في مواجهة تحدي الإرهاب العالمي، فهذا التحدي يفرض تحرك عالمي”. وحسب بروك، فإن “مصدر الإرهاب العالمي واحد مما يوجب توحيد الجهود لمواجهته”.

وقد استغل رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي، الجنرال آفي ديختر، خلفيته الاستخبارية واتقانه اللغة العربية ليحاول إقناع ضيوفه بأهمية توحيد الجهود ضد “العرب”.

وقد مثلت كلمة بروك فرصة ذهبية لليكودي كديختر لكي يوبخ الأوروبيين لأنهم “تأخروا” في إدراك أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يؤثر على أمن العالم واستقراره. وأضاف ديختر، الذي سبق أن شغل منصبي رئيس جهاز المخابرات الداخلية “الشاباك” ووزير الأمن الداخلي: “بعد مرور كل هذه السنين التي اعتقدتم خلالها أن ما يحدث على صعيد الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين يؤثر على الأمن العالمي، تبين لكم أن هذا غير صحيح، فنحن نعي تماما أن ما يحدث حاليا في ليبيا ومصر وسورية والعراق واليمن والمواجهات بين داعش والمصريين في سيناء لا علاقة له بهذا الصراع”.

ووجه ديختر حديثه للأوروبيين قائلا: “نحن نتقاسم نفس العدو، علينا جميعاً أن ندرك أن المثل القائل: عدو عدوي صديقي، مثل يمكن قوله بالإنكليزية والفرنسية والعبرية، لكنه لا يعني شيئا بالعربية. العرب يقولون: أنا وأخي ضد ابن عمي وأنا وابن عمي ضد الغريب. علينا أن نتذكر: عدونا المشترك ينظر للدول الأوروبية وإسرائيل وكل العالم الغربي دوما كأجنبي يتوجب توحيد الجهود ضده”. ويتضح من خلال النقاشات داخل اللقاء أن الأوروبيين يهدفون إلى توسيع دائرة التعاون الأمني والاستخباري مع إسرائيل.

ونظرا لأن وسائل الإعلام الإسرائيلية قد أشارت في الكثير من المناسبات إلى تعاون أمني مكثف بين الأجهزة الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية ونظيراتها في عدد من دول أوروبا، فزيارة الوفد البرلماني الأوروبي تهدف إلى كسر الطابع الثنائي للتعاون الأمني والاستخباري ومأسسته لكي يأخذ الاتحاد الأوروبي بالاعتبار “التجربة” الإسرائيلية في مواجهة التحديات الأمنية التي تمثلها الهجمات الإرهابية التي يشنها تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

ومن الواضح أن الرهان الإسرائيلي على عوائد التعاون مع الاتحاد الأوروبي لا تتوقف فقط عند محاولة اقناع الأوروبيين بمواقف حكومة اليمين المتطرف في تل أبيب من الصراع مع الفلسطينيين، بل إن طموح نخب اليمين الحاكم في تل أبيب يصل إلى حد محاولة اقناع أوروبا باستهداف الإسلام كدين.

ففي مقال نشرته أخيراً صحيفة “معاريف” دعا رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي الأسبق، الجنرال عوزي ديان، الذي هو أيضا قيادي في حزب الليكود الحاكم، الأوروبيين إلى “تسمية المولود باسمه الحقيقي والإعلان عن الإسلام كعدو والاعتراف أن ما يتعرض له الغرب هو حرب عالمية ثالثة”.

وسمح ديان، وهو ابن شقيق وزير الحرب الأسبق موشيه ديان، لنفسه بأن يقدم خطة من خمسة مراحل، رأى أن على أوروبا تطبيقها لـ “الانتصار في هذه الحرب”. ويذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدث كثيرا عن دور إسرائيل في “الدفاع” عن أوروبا من خلال تصديها للمقاومة الفلسطينية.

 

الاخبار العاجلة