صحف عالمية: مولدوفا قلقة.. ومخاوف أمريكية من مخاطر “حظر الطيران” فوق أوكرانيا

7 مارس 2022آخر تحديث :
صحف عالمية: مولدوفا قلقة.. ومخاوف أمريكية من مخاطر “حظر الطيران” فوق أوكرانيا

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الإثنين، آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في يومها الثاني عشر.

وأشارت الصحف إلى أن حالة من القلق تسود مولدوفا، من أن تكون هي الوجهة المقبلة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد انتهاء عمليته العسكرية في أوكرانيا، فيما تطرقت الصحف أيضا إلى تقارير تتحدث عن مخاوف أمريكية من مخاطر تطبيق حظر طيران فوق أوكرانيا.

قلق في مولدوفا
ذكرت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية أن الحرب في أوكرانيا أثارت القلق لدى جارتها مولدوفا، إذ تخشى الأخيرة من أن تكون هي الخطوة التالية للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها ”لم تكن هناك صفارات إنذار للغارات الجوية في مولدوفا، ولا انفجارات ولا إصابات، ولكن بالفعل بدأت بعض الاضطرابات والقلق من الحرب في الظهور“.

ولفت التقرير إلى أن المواطنين في مولدوفا يتبادلون ”الرسائل المتوترة“ على وسائل التواصل الاجتماعي مع تحرك القوات الروسية عبر أوكرانيا المجاورة، حيث يقوم بعض السكان بتخزين العملات الأجنبية ووضع خطط للفرار.

وتابع ”يقول الكثيرون، الذين يرون كيف انهارت الحياة فجأة في أوكرانيا، إنهم يخشون احتمال وقوع كارثة في بلدهم إذا قرر الرئيس الروسي أن يوسع طموحاته“، وذلك في وقت تندفع فيه القوات الروسية نحو المدن الساحلية على طول الساحل الجنوبي لأوكرانيا، بما في ذلك أوديسا، على بعد 30 ميلا من حدود مولدوفا.

ورأت الصحيفة أنه ”بعد 12 يوما من الصراع الذي يغير التحالفات ويقلب النظام العالمي، تلحق التداعيات بشكل مباشر ببلدان مثل مولدوفا، الدولة السوفيتية السابقة التي توازنت لسنوات بين الشرق والغرب“.

وقدمت مولدوفا يوم الخميس الماضي طلبا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فيما وصفه رئيس وزرائها بأنه ”تصويت لصالح الحرية“، مشيرا إلى أن بلاده سعت أيضا لاستيعاب أكثر من 250 ألف لاجئ أوكراني عبروا حدودها.

وأوضحت ”واشنطن بوست“ في تقريرها، أن ”أكثر من ثلثي سكان مولدوفا يؤيدون فكرة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لكن العديد من الشباب، الذين نشأوا بعد الانهيار السوفيتي، يقولون إن بلادهم لديها نقاط ضعف ملحة لن تتمكن من حلها“.

وأضافت الصحيفة الأمريكية ”يرى محللون أمنيون أن التقدم البطيء لروسيا حتى الآن في أوكرانيا قد يقلل من فرص أن يسعى بوتين لتوسيع نطاق الغزو، مشيرين إلى أن مسؤولي المخابرات الغربية لا يرون مؤشرات على وجود تهديد مباشر تجاه أي دولة مجاورة لأوكرانيا“.

وأوضح التقرير أن ”هناك سببا آخر يدعو للقلق في مولدوفا، وهو أن لديها بالفعل ما يقدر بنحو 1500 جندي روسي داخل حدودها المعترف بها دوليا“، مشيرة إلى أن ”هذه القوات -التي تصفها روسيا بقوات حفظ السلام– تتمركز في منطقة تُعرف باسم ترانسنيستريا، وهي جيب منفصل يعمل كدولة مستقلة، حيث تعترف سلطات مولدوفا بأنها لا تسيطر عليها“.

وفي محاولة لطمأنة شعبها، لفتت الصحيفة إلى أن السلطات المولدوفية أنشأت قناة على تطبيق ”تيليغرام“، أقامتها خصيصا لتوفير معلومات عن الصراع في أوكرانيا، ولتكذيب الشائعات والتكهنات القائلة بأن مولدوفا قد تكون ”أوكرانيا التالية“.

”خريطة لوكاشينكو“
في سياق متصل، رأت صحيفة ”الإندبندنت“ البريطانية أن الحرب في أوكرانيا قد تدفع بيلاروسيا إلى الانخراط رسميا في الصراع و“جعلها تحت إمرة الكرملين“؛ ما يؤدي إلى عزل البلاد بشكل أكبر وترك رئيسها، ألكسندر لوكاشينكو، في موقف متزايد الصعوبة.

وذكرت الصحيفة أن لوكاشينكو أشار خلال اجتماعه بمجلس أمن بلاده هذا الأسبوع إلى خريطة تدق ناقوس الخطر في جميع أنحاء أوروبا، حيث تظهر الخريطة -التي قسمت أوكرانيا إلى أربعة أجزاء- على ما يبدو خطة روسيا للهجوم والأهداف الرئيسة، كما أشارت أيضا إلى إمكانية غزو مولدوفا.

وأوضحت الصحيفة أنه منذ أن غزت روسيا أوكرانيا في الـ24 من فبراير الماضي، تم استخدام بيلاروسيا، وهي دولة يبلغ عدد سكانها 9.4 مليون نسمة، كمنصة انطلاق للقوات الروسية لعبور منطقة سينكيفكا للتقدم نحو العاصمة الأوكرانية، كييف.

وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ ذلك الحين، تدفق المزيد من الوحدات الروسية عبر الحدود الجنوبية لبيلاروسيا، ما زاد كل يوم من احتمال انجرار مينسك إلى أخطر صراع في أوروبا منذ عقود، خاصة بعد أن صرح لوكاشينكو في وقت سباق بأن قواته قد تنخرط في الصراع ”إذا لزم الأمر“.

ومع ذلك، قالت الصحيفة البريطانية إن بعض المحللين يعتقدون أن لوكاشينكو ربما يحاول إبعاد نفسه عن الصراع، مشيرين إلى أن ذلك ظهر جليًّا في استضافة بلاده لجولتين من المفاوضات بين الوفدين الروسي والأوكراني منذ بدء الغزو.

وأضافت في تقرير لها ”يرى المحللون أن تواطؤ بيلاروسيا في الحرب في أوكرانيا سيكون له عواقب وخيمة على البلاد بدأت بفرض عقوبات اقتصادية عليها، بالإضافة إلى أنها قد تتحول إلى دولة دمية في يد موسكو“.

طلب أوكراني.. و“حرب عالمية ثالثة“
ذكرت صحيفة ”بوليتيكو“ الأمريكية أنه بينما يناشد القادة الأوكرانيون، الغرب، المساعدة في مواجهة هجمات روسيا على بلدهم، فإنهم يواجهون مقاومة شديدة لطلب كييف فرض منطقة حظر طيران فوق البلاد.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن هناك ”إجماعا قويا من الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) في الولايات المتحدة وبين حلفائها الأوروبيين على أن تطبيق منطقة حظر طيران قد يكون كارثيا“.

وأشارت إلى أنه يوم أمس الأحد، ”جادل القادة الأمريكيون من اليمين واليسار بأن اتخاذ هذا الإجراء من شأنه أن يطلق العنان لحرب أوسع، إذ أثار العديد من المشرعين مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى حرب عالمية ثالثة“.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه ”في الوقت الذي تحظى فيه المساعدات العسكرية والعقوبات القاسية على روسيا بدعم واسع من الحزبين بين المشرعين الأمريكيين، فإن إنشاء منطقة حظر طيران لم يكتسب زخما كبيرا في الكونغرس“.

ورأت الصحيفة أن ”منطقة حظر الطيران لن تؤدي فقط إلى احتمال إسقاط الطائرات الروسية فحسب، بل قد تؤدي أيضًا إلى قيام الطائرات الغربية بإطلاق النار على مواقع مضادة للطائرات داخل روسيا نفسها، وهو أمر بالغ الخطورة ويدق طبول الحرب العالمية الثالثة“.

من جانبها، ذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية أن أعضاء الكونغرس شددوا الأحد على أن الولايات المتحدة ”يجب أن ترد على الغزو الروسي لأوكرانيا من خلال حظر واردات النفط الروسية، ولكن ليس من خلال فرض منطقة حظر طيران فوق البلاد، والتي يمكن أن تجر القوى النووية إلى الحرب“.

ووفقًا للصحيفة، حذر المشرعون الأمريكيون من أن ”مخاطر فرض الولايات المتحدة منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا كبيرة جدّا وتكلفتها باهظة على العالم أجمع“، معتبرين أنها ”إعلان رسمي لبدء الحرب العالمية الثالثة“.

وأشارت الصحيفة في تقرير لها، إلى أنه ”من المتوقع أن يمرر الكونغرس قانون إنفاق طارئ بقيمة 10 مليارات دولار هذا الأسبوع لتوفير المزيد من الأسلحة والمساعدات الإنسانية لأوكرانيا، استجابة لطلبات المسؤولين الأوكرانيين للحصول على دعم إضافي“.

وأوضحت الصحيفة ”يشمل الاقتراح البالغ 10 مليارات دولار، 4.8 مليار دولار من الأموال الإضافية لوزارة الدفاع (البنتاغون) لتغطية نشر القوات الأمريكية في دول الناتو، وزيادة دعم الاستخبارات والأمن السيبراني وتجديد الأسلحة التي أرسلتها وزارة الدفاع بالفعل إلى أوكرانيا، مثل صواريخ (ستينغر)“.

وتابعت ”ويشمل أيضا 4.25 مليار دولار في شكل تمويل جديد للمساعدات الاقتصادية والإنسانية للأوكرانيين، بما في ذلك 1.5 مليون لاجئ فروا بالفعل من الدولة التي تعرضت للقصف“.

أزمة غذاء عالمية
من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة ”فاينانشيال تايمز“ البريطانية أن أزمة غذاء عالمية باتت تلوح في الأفق بسبب توقف شحنات القمح الأوكراني إثر الهجوم الروسي وتأثيره على إمداد القمح العالمية.

وأوضحت الصحيفة أن روسيا وأوكرانيا توفران ما يقرب من ثلث صادرات القمح العالمية، مشيرة إلى أنه منذ بدء هجوم موسكو على جارتها، توقفت الموانئ المطلة على البحر الأسود تقريبا عن عملها.

وأضافت أنه ”نتيجة لذلك، ارتفعت أسعار القمح إلى مستويات قياسية، متجاوزة المستويات التي شوهدت خلال أزمة الغذاء في 2007-2008“.

ونقلت الصحيفة عن خبراء في الزراعة قولهم ”إذا لم يبدأ المزارعون في أوكرانيا الزراعة في أي وقت قريب، فستكون هناك أزمة كبيرة للأمن الغذائي، محذرين من أنه إذا انخفض إنتاج الغذاء في أوكرانيا في الموسم المقبل، فقد يتضاعف سعر القمح مرتين أو أكثر“.

في الوقت نفسه، قالت الصحيفة البريطانية إن المحللين ومنظمات المعونة الغذائية يحذرون من أن الارتفاع في الأسعار سيؤدي إلى ارتفاع تضخم أسعار المواد الغذائية -الذي بلغ بالفعل أعلى مستوياته في سبع سنوات عند 7.8% في يناير- وسيكون التأثير الأكبر على الأمن الغذائي لمستوردي الحبوب الأكثر فقرا“.

وأضافت ”إن مخزونات القمح ضئيلة في كل مكان حول العالم –وخاصة منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا– ما دفع وزراء الزراعة في الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء الماضي إلى مناقشة السماح للمزارعين بزيادة الإنتاج باستخدام نسبة 10% من الأراضي التي يتركونها في العادة للبور بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا“.

واختتمت ”فاينانشيال تايمز“ تحليلها بالقول ”على المدى القصير، قد يكافح المزارعون الأوكرانيون، الذين يواجهون الحرب، في الأيام المقبلة لنشر الأسمدة والمبيدات الحشرية وزراعة البذور لمحصول الربيع المقرر حصده في الصيف الأوروبي، لكن سيعتمد هذا الحصاد على المدة التي سيستغرقها الغزو الروسي ومدة حظر الصادرات عبر الموانئ“.

الاخبار العاجلة