طُلاب الكرامة أم تجار الدم

17 مارس 2022آخر تحديث :
طُلاب الكرامة أم تجار الدم

بقلم : جهاد مشاقي

كل الدماء تبني تجارة إلا الدم الفلسطيني يبني كرامة، حروب العالم تدور رحاها من اجل ارخص الأشياء ، ولا فرق بينها وبين حروب الجاهلية التي كانت من أجل الكلأ والحَطب ،،،

لا فرق كبير بنوعية الكلأ والحطب إلا بالأسماء ،، فحروب العصر من اجل سهول القمح وآبار النفط ومناجم الفحم وبعض أنواع النباتات العشبية أو وسائل التدفئة والطهي ،،،

تنتهي بتقاسم الحشائش وجالونات الغاز  ،، ولا مساحة للفخر ولا ساحة للفروسية .

أما الكرامة فهي حصرياً بالدم الفلسطيني الذي يُسفك دفاعاً عن قضية مقدسة ،، فهو ممزوج بكل الأشياء العظيمة ،، هو الدم الفلسطيني المرتبط بالذاكرة المكانية والإرث الزماني وتزاوجهما  ،هو الدم المرتبط بغذاء الروح وليس ملىء المعدة وتَكَرش البطون هو الدم الذي يلامس الأماكن حيث سجدت جباه الأنبياء والمرسلين .

هو الدم المسفوح على المسرى لأجل بوابة السماء ،، ولا حرب تُخاض من اجل السماء إلا وقودها الدم الفلسطيني ..قد يؤلمنا كثيراً الأحياء المحمولين على الأكتاف بزفة تشبه العرس إلى حدائق الشهداء ،،

ولكن قد تواسينا ابتسامة الشهداء المحمولين على الأعناق لأنها آخر ما تبقى من كرامة العرب ففي اليمن قبائل عربية تقتل أخرى وليبيا و سوريا والعراق وأصحاب البشرة البيضاء يسفكون دم أصحاب البشرة البيضاء من اجل حقول الذرة والشعير وبعض خشاش الأرض الذي تتسابق عليه القطط.

 أما فلسطين فكل شيء يدعو للكرامة وكل  الكرامة وآخر الكرامة  ومن اجل كرامتنا واستحقاق قضيتنا  وقداسة أرضنا وصفاء  سمائنا ونقاء حربنا ، لا بدّ من لملمة شتات شعبنا ، وإعادة الحياة فيه فنحن الراحلون وشعبنا الباقي  والمنتصر .هنا فخر الفروسية حتى بدون طلقة نار الكرامة التي بدايتها الأرض ونهايتها السماء وعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة

الاخبار العاجلة