تداعيات مرتقبة لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس

10 يناير 2017آخر تحديث :
تداعيات مرتقبة لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس

رام الله-خاص بصدى الاعلام-09-01-2017-

تشير تصريحات وتوجهات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترمب المتمثلة في رغبته في نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وتعيينه المحامي ديفيد فريدمان الموالي لإسرائيل سفيرًا لدى إسرائيل، وإلى محاولة ترمب تعطيل اتخاذ قرار مجلس الأمن رقم 2334 حول إدانة النشاط الاستيطاني، وإقامة المستعمرات في الضفة الغربية، وتعطيل حل الدولتين بضم الضفة الغربية إلى إسرائيل، إلا أن الأيام القادمة ستكون حُبلى بالويلات للقضية الفلسطينية، وسيكون لها تداعيات متسارعة وسلبية على العلاقات العربية-الأمريكية، وعلى العلاقات الأمريكية مع الدول الإسلامية، والدول الصديقة للقضية الفلسطينية في القارات الأربع، وسيكون وضع السلطة الفلسطينية في غاية الصعوبة وربما ستتعرض السلطة الفلسطينية إلى الانهيار؛ بسبب عدم قدرتها على الحفاظ على القدس.
رغم تمنياتنا بألا يقوم ترمب بنقل سفارة أمريكا إلى القدس، فإن التداعيات لسيناريو النقل المحتمل للسفارة الأمريكية ستكون على النحو التالي:
1- سيشكل نقل السفارة الأمريكية إلى إسرائيل إحراجًا للأردن وقيادته الهاشمية التي أُعطيت حق الوصاية على إدارة الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، وأن ذلك يعتبر خرقًا واضحًا لاتفاقية وادي عربة للسلام بين الأردن وإسرائيل. ناهيك عن إثارة الموقف الشعبي المعارض لنقل السفارة، والذي سينعكس في شجب النواب والأعيان في مجلس الأمة للقرار الأمريكي المتوقع، ما سينعكس سلبًا على العلاقات الأردنية– الأمريكية، ويجيش المشاعر المعادية لإسرائيل وأمريكا في المنطقة.
2- سيشكل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ضربة موجعة ومميتة للسلطة الفلسطينية، وسيضعف ذلك من ثقة الفلسطينيين في قدرة السلطة على إعادة حقوقهم المسلوبة، وسيقوي نقل السفارة إلى القدس من شعبية حماس بين الفلسطينيين.
3- سيشكل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس إحراجًا لدول مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي تعتبر تهويد القدس خطًّا أحمر لا يمكن التهاون به؛ ما يضعف العلاقات الأمريكية –الخليجية إلى أدنى مستوى، وسينعكس ذلك سلبًا على العلاقات الأمريكية مع شعوب وحكومات دول الخليج.
4- سينعكس القرار المتوقع لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس سلبًا على العلاقات المصرية –الأمريكية، وسيشكل تنفيذ قرار نقل السفارة إلى القدس إحراجًا وإضعافًا للرئيس السيسي الذي بنى علاقات جيدة مع ترمب قبل تسلمه الرئاسة في أمريكا.
5- سينعكس قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سلبًا على جهود محاربة الإرهاب؛ ما يضعف من هذه الجهود وستضيع جهود أمريكا في محاربة الإرهاب هدرًا لتحيز أمريكا لإسرائيل ومعاداتها حلًّا عادلًا للقضية الفلسطينية.
6- سيشكل نقل السفارة الأمريكية للقدس تراجعًا لعلاقات أمريكا مع الشعوب والحكومات في الدول الإسلامية غير العربية، وعلى رأسها ماليزيا وباكستان وإندونيسيا وبنغلاديش ونيجيريا والسنغال وغينيا وغيرها.
7- سيشكل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس خرقًا لقرارات الجمعية العمومية ومجلس الأمن منذ عام 1947 حول القضية الفلسطينية؛ ما سيضعف من دور أمريكا في الأمم المتحدة، وقدرتها على تحقيق السلام؛ بسبب إصرارها على اتباع المعايير المزدوجة في حل النزاعات في العالم.
نطالب الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترمب بمراجعة نواياه تجاه النزاع العربي-الإسرائيلي، والاقتداء بالرؤساء الأمريكيين قبله في عدم نقل السفارة الأمريكية للقدس؛ نظرًا للتداعيات السلبية المرتقبة على تحقيق السلم والأمن في منطقة الشرق الأوسط، وعلى المصالح الأمريكية في البلدان العربية والإسلامية والدول الصديقة للقضية الفلسطينية، وأن نقل السفارة الأمريكية للقدس سيكون بمثابة اعتراف أحادي من أمريكا بسيادة إسرائيل على المدينة المقدسة؛ ما سينسف حل الدولتين، ويزيد من التطرف في المنطقة، وهو أمر لا يرغب فيه الشعب الأمريكي، كما نطالب أعضاء الكونجرس الأمريكي في مجلسي النواب والشيوخ بعدم التسرع في الموافقة على نقل السفارة الأمريكية للقدس؛ حفاظًا على علاقات ومصالح أمريكا في المنطقة.

الاخبار العاجلة