رام الله: افتتاح الملتقى الصوفي الأول في فلسطين

28 مارس 2022آخر تحديث :
رام الله: افتتاح الملتقى الصوفي الأول في فلسطين

افتتحت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، والمجلس الصوفي الإسلامي الأعلى في بيت المقدس والديار الفلسطينية، اليوم الإثنين، بمدينة رام الله، الملتقى الصوفي الأول في فلسطين.

وقال أمين عام الهيئة حاتم عبد القادر إن الهدف هو تعريف الناس بالصوفية، في الوقت الذي يتسم فيه المشهد بالغموض لدى عدد كبير من شرائح المجتمع، ويأخذون بالمظاهر دون الدخول إلى العمق، وقد طاله الجدل، والنقد، والتجريح أحيانا، ما دفع أتباعه ومؤيديه أن يجدوا حقيقته القائمة على العمل بالشريعة، والكشف عن جوانبه الفكرية والسلوكية باعتباره مكونا أساسيا من مكونات الثقافة الإسلامية.

وأشار عبد القادر إلى أن كثيرين من داخل المنظومة الإسلامية وخارجها حاولوا عبثًا تشويه حقيقة التصوف، وزعموا أنه دخيل على الثقافة الإسلامية وأنه يسقط العبادات، ونسبوه إلى ثقافات وديانات أخرى، مشددًا على أنه فكر مستنير وغير معزول عن القضايا الوطنية والإسلامية، وكان له إسهامات كبيرة في مقاومة ومقارعة الاستعمار الأجنبي على مدى القرون الماضية، إضافة لكونه منظومة سلوكية وروحية وأخلاقية واسعة، وقادرة على أن تشكل معنى حقيقيًا للحياة، وتساعد الإنسان على ترويض النفس وتهذيب الأخلاق، وتنأى به بعيدًا عن السلوكيات الخاطئة.

بدوره، قال رئيس المجلس الصوفي الأعلى عبد الكريم نجم إن التصوف مستمر منذ 14 قرنًا في فلسطين، وهو مضمون وجوهر الشريعة المحمدية التي جاء بها الرسول (ص)، ومرتبط ارتباطًا كاملا مع آل البيت، مشيرًا إلى أن التحديات التي تواجهها الصوفية هي ذاتها التي تواجه الأمة، “فعندما يتعرض التصوف للتكفير، تكون الأمة تحت سطوة التكفير، وعندما يتعرض التصوف للتشكيك، تكون الأخرى وعقائدها معرضة لذلك”.

وطالب نجم باستضافة وعقد مؤتمر دولي للتصوف في فلسطين، الأمر الذي سيجلب كل الطاقات المؤيدة والمؤمنة بعدالة قضيتنا، فهي القوة الحقيقية التي ليس لها برنامج وأهداف سياسية بتاتًا، وكل الطرق الصوفية في العالم مرتبطة مع فلسطين ارتباط قلبي وروحي صافي خالي من الأهواء السياسية.

من جانبه، أكد مفتي القدس والديار الفلسطينية محمد حسين أن التصوف هو علم قائم بذاته، بأصوله وفروعه، وامتداداته، واشتقاقاته التي تعود إلى جوهر نص الكتاب الكريم، والسنة النبوية الشريفة، فهو علم من العلوم أسموه التصوف وقالوا إنه جاء من “الصفاء”، بمعنى تصفية النفس، والروح، والقلب، والعلماء قالوا إننا بهذا العلم نعتني بمقام ومرتبة الإحسان، وهي المراقبة التامة لله في جميع أمورنا وتصرفاتنا.

من جهته، أوضح راعي كنيسة الروم للملكيين في رام الله عبد الله يوليو إن هناك علاقات عميقة تربط بين التصوف الإسلامي والرهبنة المسيحية.

فيما قال ممثل الطائفة السامرية الكاهن هارون سلوم إن الديانة السامرية ليس لديها مذاهب كباقي الديانات ولا طرق فكرية، بل تعتمد بشكل واضح على النصوص، وتفسيراتها، والشروحات التي قدمها الكهنة ورجال دين القدامى، مضيفا أنها تتقاطع مع الصوفية في العديد من الأمور.

وشمل الملتقى أربع جلسات، ناقشت نشأة المجلس الصوفي الأعلى في فلسطين، والتصوف الإسلامي من حيث النشأة والمسار، والتصوف في فلسطين، ودور التصوف في النضال الوطني الفلسطيني.

وأكد المتحدثون على المكانة السامية لمدينة القدس باعتبارها العاصمة السياسية للشعب الفلسطيني، والعاصمة الروحية لكل أتباع الرسالات السماوية، وضمان حرية العبادة فيها للمسلمين في مساجدهم، وزواياهم الصوفية، والمسيحيين في كنائسهم وأديرتهم، وأهمية نشر مبادئ العدالة والكرامة الإنسانية واحترام الآخر بعيدًا عن التعصب السياسي والديني والمذهبي والطائفي، إضافة للتأكيد على عدم معاداة الديانة اليهودية كديانة سماوية، ونية الملتقى البدء ببرنامج يدعو الى حوار الثقافات وتطوير بناء النسيج الإنساني الثقافي المتنوع عبر الانفتاح والتسامح.

الاخبار العاجلة