جندي سابق في جيش الاحتلال: غادرت إسرائيل لأنها تمارس الفصل العنصري ضد الفلسطينيين

3 أبريل 2022آخر تحديث :
جندي سابق في جيش الاحتلال: غادرت إسرائيل لأنها تمارس الفصل العنصري ضد الفلسطينيين

صدى الإعلام:(ترجمة خاصة – عن موندويس الأمريكية) –  “لقد رأيت الفصل العنصري بأم عني، بل كنت أنفذ تلك السياسة العنصرية بنفسي خلال خدمتي العسكرية في الضفة الغربية وقطاع غزة”.

هذا ما كتبه الجندي السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي “رافائيل سيلفر” في رسالة حصرية لمجلة موندويس الأمريكية، يشرح فيها الأسباب التي دفعتها إلى مغادرة إسرائيل احتجاجا على سياسة الفصل العنصري .

حيث اوضح “سيلفر”، ” أنه لم يعد يتحمل أن يكون جزءا من  النظام الذي يمارس الفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني”.

وجاء في نص رسالته:

أنا يهودي، مواطن إسرائيلي، محارب قديم في وحدة قتالية في الجيش الإسرائيلي. لكنني غادرت إسرائيل في عام 2001، إلى كندا لأنني شعرت أنه لم يعد بإمكاني أن أكون جزءًا من نظام يمارس الفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني.

شوارع منفصلة

لقد استخدمت كلمة “الفصل العنصري” لوصف الواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني لأجيال؛ ذلك أنني رأيت سياسات الفصل العنصري  بأم عيني. بل قمت بتنفيذ تلك السياسات خلال خدمتي العسكرية في الضفة الغربية وقطاع غزة ودعمته كدافع ضرائب إسرائيلي”.

هنالك شوارع منفصلة لليهود في الضفة الغربية، ولا يسمح للفلسطينيين باستخدامها. لقد تم منح سلسلة كاملة من القوانين والحماية للمستوطنين اليهود في الضفة الغربية، بينما يحرم منها الفلسطينيين الذين يعيشون في الجوار تمامًا.

العيش تحت الحكم العسكري في الضفة الغربية ينطبق فقط على الفلسطينيين، وهذا يعني قيودا مفروضة على السفر ومحدودية الوصول إلى المياه والاعتقال والاحتجاز التعسفيين للمدنيين، ومصادرة الأراضي، وهدم المنازل، وتطبيق العقاب الجماعي على الفلسطينيين وليس على اليهود.

إن الاستخدام المتكرر للقوة المميتة من قبل قوات الأمن الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين هو حدث معتاد. بل إن الفلسطينيين محرومين الآن من الحق الأساسي لحقوق الإنسان، ألا وهو حق لم شمل الأسرة.

 يتغلغل في هيكل الدولة

حتى داخل إسرائيل نفسها، فإن نظام الفصل العنصري يتغلغل في هيكل الدولة في كل جانب من جوانب الحياة تقريبًا. أعرف ذلك لأنني استفدت من نظام الفصل العنصري داخل إسرائيل بصفتي مواطنًا يهوديًا يتمتع بحقوق لم تُمنح للمواطنين الفلسطينيين في نفس الدولة.

بصفتي يهوديًا ولدت خارج إسرائيل، مُنحت الجنسية في يوم وصولي إلى البلاد بموجب قانون العودة الذي ينطبق على اليهود حصريًا. الفلسطينيون الذين طردوا من أراضيهم خلال حربي 1948 و 1967 ليس لهم مثل هذا الحق في العودة. حتى المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل لا يستطيعون العودة إلى قراهم التي دمرت نتيجة تلك الحروب ولكن يجب عليهم بدلاً من ذلك العثور على سكن في مكان آخر.

كيهودي، حتى لو لم أكن مواطناً، يحق لي شراء مسكن في أي مكان داخل الدولة؛ ومع ذلك، لا يُسمح للمواطن الفلسطيني في إسرائيل بشراء عقارات إذا كانت تقع على أرض خاضعة لسيطرة الصندوق القومي اليهودي. بصفتي مواطنًا يهوديًا في إسرائيل، فأنا محمي بموجب القانون من التمييز – سواء كان ذلك في الإسكان أو العمل أو الفرص التعليمية.

المواطنون الفلسطينيون في إسرائيل لا يتمتعون بمثل هذه الحماية. وبصفتي عضوًا في الشعب اليهودي، فإنني أتمتع بكامل الوزن القانوني للدولة لتسمح لي بالتعبير عن حقوقي الوطنية الجماعية. أما المواطنون الفلسطينيون في إسرائيل فليس لديهم مثل هذا الاعتراف الوطني أو الجماعي.

حتى لغة أجدادي، العبرية، فهي معترف بها باعتبارها اللغة الرسمية الوحيدة في إسرائيل. أما اللغة العربية، لغة الشعب الفلسطيني، ليست كذلك.

النظام الذي يطبق قوانين وممارسات منفصلة على مجموعة من الناس وينكرها على مجموعة أخرى على أساس العرق فقط هو نظام فصل عنصري. هكذا كان الحال في جنوب أفريقيا في الماضي، وهذا هو الحال في إسرائيل اليوم.

الخطوة الأولى لتصحيح خطأ تاريخي هو الاعتراف بالواقع أمامنا. لقد أطلقت منظمة أصوات يهودية مستقلة في كندا مؤخرًا حملة توعية عامة تسمى معًا ضد الفصل العنصري، تهدف لتثقيف الجمهور الكندي حول الواقع الذي يواجه ملايين الفلسطينيين.

إنني أحثكم على الانضمام إلى هذه الحملة بأية صفة ممكنة. الصمت هو تواطؤ ويسمح باستمرار التمييز والقمع والظلم. ارفع صوتك واصنع الفرق.

الاخبار العاجلة