مجلس الأمن يجمع على ضرورة إجراء تحقيق شفاف في استشهاد أبو عاقلة

26 مايو 2022آخر تحديث :
تحقيق شفاف
تحقيق شفاف

صدى الإعلام: أجمع مندوبو الدول الأعضاء في مجلس الأمن، على ضرورة إجراء تحقيق شفاف ومحايد في استشهاد الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في جنين في الحادي عشر من أيار/ مايو الجاري.

وأكدو مندوبو الدول الأعضاء في مجلس الأمنخلال الجلسة الشهرية الخاصة بمناقشة الأوضاع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، مساء اليوم الخميس، إدانتهم للاعتداء على جنازة الشهيدة أبو عاقلة في القدس المحتلة.

وفي سياق متصل، شددوا على ضرورة وقف عمليات إخلاء الفلسطينيين، معربين عن قلقهم من إقدام الحكومة الإسرائيلية على إخلاء مئات الفلسطينيين بينهم أطفال من مسافر يطا، بعد قرار صدر عن المحكمة العليا الإسرائيلية مؤخرًا.

كما أكدوا التزام بلادهم بحل الدولتين عبر التفاوض وفقًا للقرارات الأممية ذات الصلة، والقانون الدولي والاتفاقات الثنائية.

وفي إحاطته، قال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، إن “مقتل الصحفية الفلسطينية الأميركية شيرين أبو عاقلة أشعر الفلسطينيين وعددا لا يحصى من الناس حول العالم بالحزن والغضب، بينما كان بمثابة تذكير آخر بالتكلفة البشرية المدمرة لهذا الصراع”.

وقدم تعازيه لأسرتها، مجددا إدانة الأمين العام للأمم المتحدة لجميع الاعتداءات على الصحفيين، ودعوته السلطات المعنية إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف، وصولا إلى محاسبة مرتكبيها.

وتطرق إلى تواصل التوسع الاستيطاني وعمليات الإخلاء وهدم المنازل الفلسطينية، مشددا على أن الخطوات الهادفة إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية للفلسطينيين يجب أن تقترن بخطوات سياسية وأمنية تعالج دوافع الصراع الأساسية وتقودنا في نهاية المطاف نحو إنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين عن طريق التفاوض.

وجدد وينسلاند تأكيده على أن جميع المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي ولا تزال تشكّل عقبة كبيرة أمام السلام، مطالبًا السلطات الإسرائيلية بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية والامتناع عن الممارسات التي تغذّي عدم الاستقرار وتقوّض احتمالات إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيا وقابلة للحياة.

وأعرب عن قلقه من قرار المحكمة العليا الإسرائيلية السماح بتنفيذ أوامر الإخلاء الصادرة بحق 1200 مواطن فلسطيني، بينهم 500 طفل، في مسافر يطا جنوب الضفة الغربية، ومن الآثار المحتملة والأضرار الإنسانية إذا تم تنفيذ هذه الأوامر.

وأضاف: “أدعو السلطات الإسرائيلية إلى إنهاء تهجير وإخلاء الفلسطينيين بما يتماشى مع التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي الإنساني، والموافقة على الخطط التي من شأنها أن تمكن الفلسطينيين من البناء بشكل قانوني وتلبية احتياجاتهم التنموية”.

كما جدد تأكيده على أن “الوضع الراهن للأماكن المقدسة في القدس يجب احترامه”، داعيًا إلى تجنب التصعيد، خاصة مع الإعلان عن انطلاق “مسيرة الأعلام” الاستفزازية التي ستمر من الحي الإسلامي في البلدة القديمة بالقدس.

وختم: “يجب أن نتجاوز نموذج إدارة الصراع ونتحرك نحو حله. هناك ترتيبات ملموسة ومستمرة يمكن تنظيمها وتوسيعها على الفور -إذا كانت هناك إرادة سياسية- إنني أحث الإسرائيليين والفلسطينيين ودول المنطقة والمجتمع الدولي بأسره على اتخاذ إجراءات تعيدنا إلى مسار المفاوضات التي ستنهي الاحتلال وتؤسس دولتين، بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة، والقانون الدولي والاتفاقيات الثنائية”.

وقالت المندوبة الأميركية الدائمة في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، والتي ترأس بلادها مجلس الأمن لشهر أيار الجاري، “ندعو لتحقيق شفاف وموضوعي وحيادي في مقتل شيرين أبو عاقلة، ونعبر عن قلقنا بشأن ما حدث خلال تشييع جنازة شيرين أبو عاقلة”.

بدوره، قال المندوب الروسي فاسيلي نبينزيا إن “إسرائيل تواصل انتهاك القانون ومصادرة الأراضي الفلسطينية وعمليات الاستيطان”، مشيرًا إلى أنّ “من غير المقبول تغيير الوضع القانوني القائم في الأماكن المقدسة في القدس”.

ولفت إلى أنّه “يجب إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، على أساس حل الدولتين وبدء مفاوضات مباشرة”، مؤكدًا “أن بلاده ستواصل التعاون مع كل الجهات، في إطار الرباعية لتحقيق التسوية في الشرق الأوسط”.

وأضاف أن “السلطات الإسرائيلية تقوم بأعمال وعمليات عسكرية في الضفة الغربية ومحيط قطاع غزة، انتهى آخرها بمقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة بشكل مأساوي”، مشيرا إلى أنه “في هذا الصدد، فإننا نؤيد مطلب قيادة الدولة الفلسطينية لإجراء تحقيق شامل وموضوعي في ملابسات مقتلها”.

كما أكد أن “أي محاولة لاستبعاد روسيا من المفاوضات لحل أزمات الشرق الأوسط، تأتي بنتائج عكسية”.

من جانبه، شدد المندوب الصيني تشانغ جون على “ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي للأماكن المقدسة والامتناع عن تغييره”.

ولفت إلى أنه “يجب على إسرائيل عدم استخدام القوة المفرطة، ونطالب بوقف الأنشطة الاستيطانية”، وأكد أنه “لا بد من مساعدة الفلسطينيين وتحسين أوضاعهم في مواجهة التحديات القائمة”، مردفا “أننا نجدد دعمنا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية”.

من ناحيته، قال نائب مندوب المملكة المتحدة، السفير جيمس كاريوكي: “شهدنا حادثة مقتل الصحفية الفلسطينية الأميركية المخضرمة شيرين أبو عاقلة بصورة مأساوية في جنين، والمشاهد المقلقة للاستخدام المفرط للقوة من الشرطة الإسرائيلية خلال مراسم تشييع جثمانها”.

وأضاف: “ندعو إلى تحقيق عاجل ومحايد وشفاف في ملابسات الحادثة ونطالب بالمساءلة. عمل الصحفيين في العالم حيوي ولا بد من حمايتهم وهم يؤدون عملهم”.

وأكد أن الاستيطان وهدم المنازل والإخلاء القسري غير قانوني وفقا للقانون الدولي، داعيًا الحكومة الإسرائيلية لوضع حد لذلك.

وجدد التزام بلاده بحل الدولتين القائم على التفاوض، وإقامة دولة فلسطينية قابلة للبقاء، تعيش جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل وفقًا لاعتراف متبادل.

من جهتها، عبرت ممثلة مندوب فرنسا شيراز غازري، عن أسفها الشديد لقرار إسرائيل المضي قدمًا في بناء أكثر من 4 آلاف وحدة استيطانية في الضفة الغربية، مطالبةً السلطات الإسرائيلية بالتراجع عن هذا القرار.

وقالت: “ستشكّل الوحدات الاستيطانية الجديدة عقبة إضافية أمام حل الدولتين. تشكّل المستوطنات الإسرائيلية انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي وعائقًا في طريق تحقيق سلام عادل ودائم وشامل بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.

وأضافت: “هذا القرار، بالإضافة إلى الموافقة بأثر رجعي على ثلاث بؤر استيطانية غير قانونية وعمليات الهدم والإخلاء التي تؤثر على السكان الفلسطينيين في القدس الشرقية والمنطقة (ج) يهدد بشكل مباشر إمكانية قيام دولة فلسطينية في المستقبل.

كما حثت السلطات الإسرائيلية على عدم المضي في أي عمليات هدم أو إخلاء مخطط لها، لا سيما في مسافر يطا، والتي يمكن أن تؤدي وحدها إلى إخلاء أكثر من 1200 فلسطيني قسريًا.

ودعت إلى إجراء تحقيق شامل ومستقل يوضح جميع ملابسات مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة أثناء عملها الصحفي في جنين، وتقديم المسؤولين عن قتلها للعدالة، مضيفةً: “لقد صدمنا بشدة من العنف الذي مارسته الشرطة الإسرائيلية تجاه المشاركين في جنازتها”.

وجددت دعوة بلادها لاحترام الوضع الراهن في الأماكن المقدسة في القدس، مؤكدةً أهمية الوصاية الأردنية ودور الأردن في هذا الصدد.

ولفتت إلى أن “الوضع المتدهور يسلط الضوء مرة أخرى على الحاجة إلى استعادة الأفق السياسي لعملية سلام ذات مصداقية وقابلة للحياة”.

بدوره، شدد نائب مندوبة دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، السفير محمد بوشهاب، على أهمية إجراء تحقيق محايد ومستقل حول استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة.

وقال بوشهاب: “يجب العودة إلى المفاوضات بين جميع الأطراف استنادًا إلى حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة”.

ولفت إلى أن “إجبار أكثر من ألف فلسطيني على مغادرة منازلهم جنوب الضفة الغربية من شأنه أن يفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية”.

من جهتهم، دعا مندوبو دول إيرلندا والنرويج وألبانيا والهند والغابون والمكسيك وغانا والبرازيل إلى حماية الوضع القانوني الراهن للأماكن المقدسة في القدس.

ونددوا بمقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، واستخدام الشرطة الإسرائيلية للقوة المفرطة خلال جنازتها، كما دعوا إلى إجراء تحقيق عاجل ومعمق وشفاف وحيادي، لمساءلة مرتكبي الجريمة وتقديمهم للمحاكمة، مشددين على أن حرية الصحافة أساسية ويجب حماية الصحفيين لأن دورهم أساسي ومحوري للسلام والديمقراطية.

كما أكدوا أن التوسع الاستيطاني غير القانوني مستمر، وأن المستوطنات تنتهك القانون الدولي بشكل واضح وتقوّض فرصة تطبيق حل الدولتين، وعائق أساسي أمام السلام العادل والشامل.

ودعوا الحكومة الإسرائيلية إلى وقف التوسع الاستيطاني وعمليات الهدم والإخلاء، وإلغاء خطط إخلاء مئات الفلسطينيين من مسافر يطا.

وأكدوا أن تحسين الوضع الاقتصادي للفلسطينيين لا يكفي، مشيرين إلى أن الأفق السياسي مطلوب لتسوية الصراع، مشددين على أن حل الدولتين ما يزال الحل الأنجع لضمان حقوق الفلسطينيين والإسرائيليين وأمنهم وازدهارهم.

الاخبار العاجلة