كفى استعماراً وكفى قتلاً وهدماً واعتقالاً!!

14 يناير 2017آخر تحديث :
كفى استعماراً وكفى قتلاً وهدماً واعتقالاً!!

بقلم: فيصل ابو خضرا – القدس

يتطلع الشعب الفلسطيني الى تجسيد حريته واستقلاله على ارضه وارض اجداده، وصبر منذ اكثر من مائة عام، اي منذ إعلان بلفور المشؤوم و ناضل وقاتل من اجل الحرية.

لقد نكث المستعمر البريطاني بجميع وعوده منذ عهد الشريف حسين بن علي الذي اطمأن لتلك الوعود الكاذبة وحتى نفيه الى قبرص. ومنذ عام النكبة وحتى يومنا هذا والمستعمر الجديد يمارس علينا اقصى واشد استعمار شهدته البشرية. فقد قرأت في جميع كتب التاريخ وحتى في عصور شراء العبيد ونقلهم عبر المحيطات لخدمة المستعمر انه كان لهم نهاية سعيدة اذ اصبح احد سليليهم رئيسا لاميركا، السيد اوباما، وهو من سليلي العبيد الذين بنوا البيت الابيض.

ان ما نراه اليوم من توتر ومواجهات وعمليات هو نتيجة إمعان الاحتلال الإسرائيلي في قتل واعتقال الأطفال والشباب والشابات في القدس والخليل ونابلس وقلقيلية وجنين وغيرها في الاراضي المحتلة فيما تصر إسرائيل على تكريس الاحتلال والاستيطان وسد الطريق امام السلام.

الشعب الفلسطيني لا يؤيد القتل بجميع أشكاله ان كان لطفل او شاب او امرأة سواء اكانوا يهودا او غير يهود. فلماذا لا يعترف نتنياهو بالحقيقة وهي ان الاحتلال غير الشرعي هو الذي جعل الفوضى تعم كل شبر محتل. وكفى تحريفا للتاريخ بالقول بان اليهود سكنوا هذه الأرض قبلنا، وحتى التوراة لا تردد هذه السخافة. وهل عندما دخل اليهود بلادنا وجدوها بدون شعب؟ ويا ليت السيد نتنياهو يقرأ التوراة جيدا ليرى ان الفلسطينيين اتى ذكرهم في التوراة ٢٤٦ مرة. ولماذا لا يقرأ غلاة المتطرفين سفر صامويل الذي ذكر فيه بان الملك شاؤول واولاده قد قتلوا عندما قامت حرب بين الفلسطينيين والعبرانيين جنوب يافا وانتصر الفلسطينيون على العبرانيين بهذه الحرب. وهذا لا يمكن انكاره.

لذلك تاريخيا وتوراتيا نحن نقيم على هذه الارض منذ الاف السنين بعكس ما تدعون، كما انكم الغرباء وليس نحن لان اصولكم اوروبية وليست مثلنا سامية ومع ذلك قبلنا بكم كمسالمين وليس كمستعمرين.

لقد كتبنا وقلنا مرارا بان لا احد يستطيع الغاء الاخر واكبر دليل على ذلك ما صدر من قرارات اممية واخرها القرار ٢٣٣٤ لهذا العام. فهل من المعقول ان جميع دول العالم مواقفها غير صحيحة وفقط دولة المحتل هي الصحيحة!!

هل الجدار الفاصل والقتل وهدم البيوت وسرقة الاراضي وسرقة ما يسمى املاك الغائبين هو الحل لتركيع الشعب الفلسطيني ؟ هل الاعتداء على المقدسات الاسلامية والمسيحية هو الحل؟ طبعا لا والف لا.

السيد رابين ومنذ ما يقرب من العشرين عاما آمن بان الاستعمار الجديد لا يمكن ان يحقق السلام المنشود وقال ” كفى دماء» والان يتهم نتنياهو الشاب الذي قام بعملية القدس الاخيرة بانه داعشي ومن ثم يكذبه المتحدث باسم الشرطة بالقول بانه عمل فردي.

طبعا اي قتل مرفوض ولكن نتنياهو يريد ان يكذب ويصدقه العالم بان الفلسطينيين اصبحوا دواعش.

قبل عام النكبة لم نكن نسمع عن اي تنظيم ارهابي ولكن الارهاب بدأ بالعصابات الصهيونية التي اتتنا من خارج فلسطين وبالتحديد من شمال اوروبا وبلاد الاشكناز بتسليح بريطاني اوروبي وارتكبت ٨٥ مجزرة بحق المدن والقرى الفلسطينية، وهذا مازال موثقا في كتب التاريخ. كما ان القوات الاسرائيلية ارتكبت عدة مجازر بعد ان اعترف العالم بإسرائيل كدولة تنفذ القرارات الدولية، بما في ذلك مجزرة صبرا وشاتيلا التي يتحمل مسؤوليتها شارون ومن ثم مجزرة قانا من قبل بيريس. هذا عدا عن ما ارتكبه ايهود باراك من قتل شهداء الثورة امثال ابو جهاد ويوسف النجار وكمال عدوان وغيرهم من شهداء فلسطين.

ان الشعب الفلسطيني بتاريخه العريق مسالم مضياف، استقبل في فلسطين جميع الشعوب العربية والاجنبية ومن جميع الاديان بما فيهم اليهود ولكنه لا يمكن ان يقبل باي محتل ولاي سبب كان.

الشعب الفلسطيني استنكر ما فعله الغرب اجمع من اضطهاد لليهود قبل ان يولد نتنياهو او بينيت او شاكيد، واستقبلهم العرب من شمال افريقيا وفي مصر وسوريا والعراق وفلسطين، كشعب مقهور وعاش الشعب اليهودي بيننا لا فرق بين مسلم ومسيحي ويهودي.

ان العنصرية والمذهبية الدينية تفشت في جميع دول العالم منذ اليوم الذي احتلت فيه الحركة الصهيونية بلادنا حتى اصبحت الشعوب جميعها في حروب دينية ومذهبية.

اما آن الاوان ان يعترف المحتل بانه على خطأ ويعتذر للشعب الفلسطيني عما قام ويقوم به من اعتداءات واقتحامات يومية على مقدساتنا وممتلكاتنا.

الم يدرك المحتل بأن افعاله سيكون لها ردات من الافعال من قبل الفلسطينيين، وحتى من قبل العرب والمسلمين؟.

ان الشعب الفلسطيني صبر كثيرا وسيقاوم الاحتلال غير المشروع ما دام هذا المحتل جاثما على هذه الارض لانها لنا كما كانت لاجدادنا ولن نرحل بعد اليوم لاننا باقون هنا الى الابد. ففلسطين لن تشطب كما يزعم بينيت فهي باقية والذي لا يعجبه فليرحل من بلادنا فلسطين.

الاخبار العاجلة