هذه الجرائم!

19 يونيو 2022آخر تحديث :
الجرائم

صدى الإعلام- الكاتب: موفق مطر- هذه الجرائم!

صار لزاما على جهات الاختصاص أخذ القرارات المناسبة الحاسمة لإيقاف حملة تمييز خطيرة مدمرة، بين مواطن وآخر، لا تقل في آثارها وأبعادها عن جريمة منظومة الاحتلال الاستيطاني العنصري بالتمييز العنصري، وتدمير مقومات الهوية الوطنية ووحدة الشعب الفلسطيني، فالتمييز بين شهيد وآخر، وأسير وآخر على أساس الانتماء السياسي أو العقيدة الروحية، جريمة ترقى إلى مستوى الخيانة العظمى، فتنة أشد من القتل، قاطعة لشرايين الجسد الواحد، وبمثابة ضربة قاتلة لمركز عصبه، ومركز التفكير والذاكرة الوطنية، فتنة تمزق النسيج الاجتماعي، وتحرقه في أتون صراعات محلية تحت عناوين متعددة ليس فيها أي مؤشر على عنوان الاحتلال والاستعمار العنصري الإسرائيلي، ما يعني وبدون مراوغة، أن منظومة الاحتلال قد تنجح في عملية تسميم جذور شجرة الشعب الفلسطيني وتعفينها حتى الهلاك، عبر دعاية إعلامية قذرة، يتلقفها عابثون، يبحثون عن فرص لإشهار عدائيتهم المطلقة للمشروع الوطني، وحركة التحرر الوطنية الفلسطينية، ولنيل حظ من الشهرة على حساب الحق الفلسطيني التاريخي والطبيعي (القضية الفلسطينية).

لا يقبل عاقل وطني على صحفي أو ناشط سياسي في هذه الجريمة استغلال عمله في وسيلة إعلام، أو مكانته فيها للتماهي مع مخطط منظومة الاحتلال (إسرائيل) ولا مبرر لأحد بحجة جهله بمكمن انبعاث الخطر على وجود الشعب الفلسطيني، فكيف إذا كان صحفيا محترفا، ويسبح في مستنقع دعاية الاحتلال القذر؟!.

لا ندري كيف ينسجم الحديث الأكاديمي عن نظام سياسي فلسطيني تحرري تقدمي ديمقراطي، وعن قواعد علمية معرفية لبناء دولة فلسطينية لتكون نموذجا في المنطقة، فيما السوس الناخر في جذع الشجرة الفلسطينية وجذورها يجري تخليقه في (مختبر ماجستير) لجامعة عريقة يتغنى الكل بأصولها الوطنية التحررية التقدمية !! أم أن لتطبيق قواعد منهج بحث ما الأولوية دون إبصار واستطلاع الهدف منه وآثاره المدمرة المحتملة على المجتمع، فالعنوان وحده – لو دقق فيه المشرفون – كافٍ لخلق فتنة، وإشعال صراع داخلي في نقطة التقاء وإجماع وطني على ثابت  (الحرية للأسرى) وما التمييز بين (أسرى إسلاميين) وأسرى آخرين وجميعهم في معتقلات عدو واحد إلا ضربة غدر لقضية الأسرى، وللحركة الأسيرة، ولكل المناضلين من أجل الحرية، علاوة على فائدة ستصب في بحر دعاية وادعاءات منظومة الاحتلال الصهيوني العنصري الإرهابي حول الصراع الديني، فيما الباحث والمشرفون والمناقشون يدركون جيدا حقيقة الصراع والأهداف من الكفاح التحرري الوطني الفلسطيني وأهدافه، ولا يمكن قبول مبدأ تغليب البحث مهما كانت درجة تطابقه مع البحث العلمي، ما دامت النتائج ستكون كارثية على المجتمع الواحد والشعب الواحد، وإلا ما أوصى ألفرد نوبل السويدي، مخترع الديناميت بتخصيص معظم ثروته التي جناها من هذا الاختراع المدمر لجائزة نوبل، فالديناميت كمثال على بحوث الأسلحة المدمرة ما كان إلا نتيجة بحث علمي لهذا المهندس الفيزيائي الكيميائي، الذي أدرك خطورة ما أنتجه على مصير ومستقبل البشرية !!.

قضية أخرى نثيرها في هذا المقام وهي ظاهرة استغلال رموز سيادية فلسطينية كعلم فلسطين، أو الكوفية الفلسطينية، أو صورة الرئيس محمود عباس في صفحات شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، من أشخاص تابعين لجنسيات عربية حيث يوجهون لخصومهم السياسيين العبارات الفظة الخارجة على قيم الأخلاق، والاتهامات بالخيانة، وغيرها التي يخجل مواطن محترم من سماعها كما يخجل سياسي من سماعها من شخص رشح نفسه لانتخابات نيابية يهتك شرف الخصوم يمينا ويسارا، لإثبات وجوده، أو بالأصح التعبير عما في نفسه من أحقاد واضحة للعيان في تعبيره أو تعبيرها الكلامي والإيمائي، فأمثال هؤلاء رغم تظاهرهم بمساندة فلسطين والقضية إلا أنهم يلحقون ضررا بالغا بفلسطين وقضيتها والسمة الأخلاقية لنضال شعبها، وقواعد الحوار أو النقاش أو النقد البناء عند الخلاف وإبداء نقاط الاختلاف، فقرار القيادة الفلسطينية الحكيمة ألا نتدخل في المشاكل الداخلية في أي بلد عربي، ونعتقد أن الجماهير الناضجة لا تنخدع، بل تدرك جيدا عقلية الاستغلال المدمرة أيضا.

الاخبار العاجلة