أهمية دورة الشهيد النابلسي الطارئة

25 أغسطس 2022آخر تحديث :
أهمية دورة الشهيد النابلسي الطارئة

صدى الإعلام / الكاتب: عمر حلمي الغول  – أهمية دورة الشهيد النابلسي الطارئة

عقد المجلس المركزي في منظمة التحرير دورة طارئة أمس الأربعاء الموافق 24 اب/ أغسطس الحالي في جمعية الهلال الأحمر في مدينة البيرة، اطلق عليها اسم الشهيد إبراهيم النابلسي بمن حضر، وشارك الاعضاء من قطاع غزة وخارج الوطن عبرالزوم، وسجل المتحدثون تقديرهم لرئيس وهيئة مكتب المجلس الوطني على مثابرتهم وحرصهم على تفعيل دور الهيئات المركزية في منظمة التحرير خاصة المجلس المركزي، وان كانت رغبتهم جميعا بضرورة عقد دورة عادية كاملة الصلاحيات. كما ناقش الأعضاء جدول اعمال من اربعة مفاصل مهمة: أولا- الهجمة السياسية والإعلامية الإسرائيلية والألمانية والغربية عموما على شخص الرئيس أبو مازن، في اعقاب تصريحه في ألمانيا عن ارتكاب إسرائيل ما يزيد عن الـ50 مذبحة ضد أبناء الشعب الفلسطيني. ثانيا- الاجتياحات والهجمات وعمليات القتل اليومية في مدن الضفة والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مطلع الشهر الحالي. ثالثا- الاضراب التمهيدي والتصعيدي لاسرى الحرية الشامل في السجون الإسرائيلية. رابعا- اغلاق منظمات المجتمع المدني السبع من قبل وزارة الحرب الإسرائيلية.

شارك في النقاش قرابة الـ30 من أعضاء المجلس من النساء والرجال، وكان النقاش جادا وثريا ومفيدا، عكس اهتمام ومتابعة الأعضاء للتطورات الجارية، حيث استمر الحوار المسؤول قرابة الأربع ساعات، مع استثناء محاولة لافتعال تباين غير موجود، ولا اعرف خلفيته. فضلا عن التقديم الذي قدمه روحي فتوح، رئيس المجلس مدخلا للنقاش، وفي النهاية أيضا اجمل الحوار، ثم قدم فهمي الزعارير، امين سر المجلس ملخص النقاط الرئيسية للبيان الختامي.

وتكمن أهمية الدورة من وجهة نظري الشخصية في: أولا- انها اكدت وقوف الكل الفلسطيني من مختلف الاتجاهات والمشارب خلف موقف الرئيس عباس، واكد المتحدوثون جميعهم، على ان الهجمة الصهيوألمانية وغربية لا تستهدف الرئيس في شخصه، انما تستهدف الشعب والوطن والقضية والمشروع الوطني الفلسطيني. وطالبوا بضرورة وضع خطط عمل آنية واستراتيجية لمواجهة التغول الصهيوغربي عموما، وفضح وتعرية مواقفهم، وازدواجية معاييرهم في التعامل مع جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل الاستعمارية ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

ثانيا- اكدوا ان استخدام مفاهيم المحرقة او الهولوكوست او غيرها ليست حكرا على الصهاينة الإسرائيليين، ولا على الغرب الداعم لهم، وانما هي مفاهيم ومصطلحات لغوية تنطبق على كل المجازر والمحارق في أي بلد كان، وبالتالي من حق الشعب الفلسطيني ونخبه استخدام ذات المفاهيم لوصم دولة التطهير العرقي الإسرائيلية بذات المفاهيم ضد محارقها ومجازرها التي ارتكبتها القوى النازية والفاشية ضد شعوب العالم، خاصة اتباع الديانة اليهودية في أوروبا في الحرب العالمية الثانية. ثالثا- اجمع المتحدثون على ان النظرية الأمنية الإسرائيلية الإرهابية المعتمدة سياسة المجزرة والمحرقة والتزوير والتطهير العرقي والاجتياحات والحروب المتوالية التي نفذتها سابقا العصابات الإرهابية الصهيونية قبل الإعلان عن إسرائيل غير الشرعية عام النكبة 1948، وبعد إقامة جيشها وأجهزتها الأمنية، هي نموذج أعلى وأكثر وحشية من المحرقة الكلاسيكية التي حدثت في الحرب العالمية، لانها ترتكب بشكل يومي لاقتلاع الشعب الفلسطيني من ارض وطنه الام. وكنت أشرت لزملائي من خلال المتابعة ورصد ما دونته وكالة “وفا” الفلسطينية عن وجود ما يزيد عن الـ100 مجزرة حدثت، ومازالت دورة المحرقة الصهيونية تدور وتهرس عظام الفلسطينيين عبر كل اشكال الموت والقتل، وهذا ما يجب عرضه وتقديمه بشكل وثائقي للعالم وباللغات الأساسية: الإنكليزية والفرنسية والاسبانية والروسية والصينية والهندية، فضلا عن لغتنا الام لتصبح وثيقة جاهزة لتقديمها للرأي العام العالمي، وتطويرها بين الفينة والأخر.

رابعا- أكد المجتمعون ضرورة التطبيق العاجل لكل قرارات المجلسين الوطني والمركزي، دون انتظار اية تطورات سياسية، وعدم تجزئتها؛ لان حجم التغول الإسرائيلي الهمجي ضد أبناء الشعب بلغ حدا فاق كل الاحتمال، ولم يعد على العيون الفلسطينية قذى. آن الأوان لان يتحمل الشعب -كل الشعب- خاصة فئة الموظفين في القطاع العام المسؤولية، ويشيلوا كتفا مع القيادة، وحتى لا نبقى نتباكى على وضعنا المأساوي. وعلى الجميع ان يدرك ان مواجهة التحدي الصهيوأميركي تستدعي تحمل الصعاب، وفرض معادلة جديدة لكسر شوكة المستعمرين الصهاينة، وردعهم. وفي السياق مطلوب تصعيد المقاومة الشعبية وفق معايير مختلفة عما هي عليه الان، وعلى أساس خطة وطنية شاملة، والعمل على إعادة ترتيب شؤون البيت الفلسطيني وتوحيد ادواته النضالية بمختلف مستوياتها، وطي صفحة الانقلاب على الشرعية.

خامسا- كما اكد المجتمعون جميعا وقوف الشعب كل الشعب صفا واحدا خلف اسرى الحرية، وباركوا خطوتهم التمهيدية في إعادة الاكل، والاضراب الجماعي حتى تحقيق أهدافهم المطلبية، التي يفترض ان تبلغ ذروتها مطلع أيلول القادم. وتمنوا ان تبقى الحركة الاسيرة موحدة ومتكاملة فيما بين قواها وسجونها، لتعزز عوامل انتصارها على الجلاد الصهيوني. سادسا- اكد المجتمعون رفض القرار الإسرائيلي باغلاق مكاتب منظمات المجتمع المدني السبع، وطالبوا بفتح تلك المكاتب وتامين الحماية لها، واسنادها. وعدم انتقالها لاي مكان، بل تبقى متجذرة في مكاتبها. لا سيما وان المجتمع الدولي أيضا يساندها، ويدعمها في معركتها.


إدانة واسعة لجريمة الاحتلال في نابلس


 

الاخبار العاجلة