الأردن ومطار رامون

26 أغسطس 2022آخر تحديث :
مطار رامون

صدى الإعلام / الكاتب: عمر حلمي الغول -الأردن ومطار رامون

على اثر تشغيل إسرائيل مطار رامون، الواقع في اقصى الجنوب، وبالقرب من مطار العقبة الأردني قبل أيام قليلة، ارتفعت أصوات اردنية سياسية وبرلمانية وإعلامية متهمة السلطة الوطنية بالتواطؤ مع حكومة الاستعمار الإسرائيلية من تحت الطاولة، وطالب البعض بإعادة هيكلة العلاقات الأردنية مع السلطة الفلسطينية، ومنهم الوزير السابق حسام معايطة، والإعلامي محمد حسن التل، الذي نشر مقالا في قدس برس الأربعاء الموافق 24 اب/ أغسطس الحالي، متهما السلطة بشكل واضح بالاتفاق مع إسرائيل قائلا “من المرجح ان هناك اتفاقا تحت الطاولة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل على موضوع مطار رامون” واعتبر رئيس تحرير الدستور سابقا، ان “هذا ما يفسر موقف السلطة الغامض، وعدم قيامها باتخاذ الإجراءات المطلوبة لاغلاق الباب امام محاولات إسرائيل فرض التطبيع قسرا على الفلسطينيين.” وغمز التل من قناة السلطة “ناكرة الجميل الأردني”، كما صرح المعايطة أيضا في لقاء مع احدى الفضائيات الأردنية، ولسان حالهم كما عبر عنه التل “مع كل المواقف الأردنية المتقدمة على كل المواقف العربية تجاه السلطة الفلسطينية في رام الله، والدعم الأردني اللا محدود لها، يأتي موقف السلطة (في قضية مطار رامون) مائعا وغير مفهوم.

وكان أيضا النائب الأردني خليل عطية، صرح على إذاعة علم الفلسطينية بذات السوية الخاطئة والقاصرة، حيث اعتبر ان ردة فعل السلطة كان ضعيفا ومنخفضا. غريب امر بعض الاشقاء في الأردن، الذين انساقوا من حيث يدروا او لا يدروا في متاهة الفتنة التي ارادتها دولة التطهير العرقي الإسرائيلية بين الاشقاء الفلسطينيين والاردنيين تحديدا والعرب عموما. ولا ادري ما هي وحدة القياس لدى الاشقاء لمعرفة او قياس ضعف وقوة الموقف الفلسطيني. مع العلم ان السلطة الوطنية وحكومتها ممثلة بوزارة المواصلات المسؤولة عن الملف، أعلنت منذ اللحظة الأولى رفضها القاطع لاستخدام أي فلسطيني مطار رامون غير المعترف به، ووضعت عقوبة جزائية على الفلسطينيين الذين يستخدمون المطار المذكور، كما ان الحكومة وبلسان رئيس وزرائها اعلن بشكل قاطع رفض السلطة التعامل من حيث المبدأ مع المطار الإسرائيلي الساقط بكل المعايير فنيا ولوجستيا وزمنيا وامنيا بالنسبة للفلسطينيين، واكد على وحدة الحال الأردنية الفلسطينية.

كما ان الحكومة في اكثر من جلسة أعلنت عن ذات الموقف، وأول امس الأربعاء اكد أعضاء المجلس المركزي في دورتهم الطارئة رفضهم المبدئي لما يسمى بالحل الاقتصادي، وتحسين مستوى المعيشة، ومنها مشروع مطار رامون. كما ان العديد من كتاب الاعمدة ومنهم العبد الفقير كتب بشكل قاطع عن رفض التعامل مع مطار رامون بكل المعايير. وان ارادت إسرائيل ان تقدم تسهيلات للفلسطينيين عليها ان تسمح بفتح مطار القدس ومطارعرفات في غزة، وليس مطار رامون الفاشل بكل المعايير، والذي لا تقل تكاليفه عن تكاليف السفر لمطار الملكة علياء الأردني، بالإضافة الى التعقيدات الأمنية الإسرائيلية.

وبودي ان أؤكد ككاتب، وكعضو مجلس مركزي، وكمواطن فلسطيني عربي رفضي المطلق لعبثية دولة الاستعمار الإسرائيلية، ومحاولاتها دس السم في عسل العلاقات الفلسطينية الأردنية، والايحاء للفلسطينيين بانها قدمت لهم تسهيلات؟ عن اية تسهيلات يتحدثون؟ مطار رامون لا علاقة له بالتسهيلات، انما هو مصلحة اقتصادية ولوجستية إسرائيلية.

واما عن السلطة واتفاقها مع إسرائيل، فهذا مردود على كل من ذكر ذلك، لان السلطة لا تخذل اشقائها في المملكة، وهي حريصة كل الحرص على العلاقات الأخوية المشتركة الاستراتيجية. ويعلم الملك عبد الله الثاني وحكومته وكل الأجهزة المعنية ان السلطة لا تناور مع المملكة، ولا تبيع الأردن لصالح دولة الارهاب الإسرائيلية المنظم، وستبقى معنية وحريصة وراسخة في تعزيز وتوطيد علاقاتها مع الاشقاء العرب عموما والأردن ومصر خصوصا.

ومع ذلك على الاشقاء في الأردن ان يحسنوا من شروط معبر الكرامة، واليات التعامل مع الفلسطينيين عموما وأبناء قطاع غزة خصوصا في السفر ذهابا وإيابا، وان تضغط على دولة إسرائيل لفتح المعبر على مدار ال24 ساعة، ولديها الامكانيات للضغط عليها، مستفيدة من دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل لفعل ذلك

ولا اريد ان اتطرق لواقع السلطة الضعيف بشأن السيطرة على الواقع الفلسطيني، فإسرائيل وباختصار شديد تعمل كل يوم على تبهيت دور السلطة واضعافها والتحريض عليها والإساءة لرئيسها ولحكومتها وأجهزتها الأمنية ولشعبنا كله، لانها تعمل بشكل منهجي للانتقام من الشعب الفلسطيني، وسحق مصالحه وحقوقه السياسية والقانونية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية والثقافية والامنية… الخ.

لذا على الاشقاء في الادن ان يخفوا قليلا وان لا يتورطوا في حملة الفتنة والتشهير التي تتعرض لها القيادة الفلسطينية وسلطتها.

الاخبار العاجلة