فيضانات السودان… خسائر فادحة وآثار مدمرة

6 سبتمبر 2022آخر تحديث :
السودان

صدى الإعلام _يواجه السودان سنوياً مع بدء موسم الأمطار فيضانات وسيولاً تضرب مناطق واسعة بالبلاد، وتخلف خسائر في الأرواح والممتلكات، ويتكرر عجز وتقصير الدولة عن درء آثار هذه الكارثة قبل وبعد وقوعها، ليواجه آلاف من المواطنين أوضاعاً إنسانية وصحية في غاية السوء جراء فقدانهم المأوى ومصادر الرزق.

وخلال هذا العام، غمرت المياه والأمطار الغزيرة أكثر من 313 قرية بالكامل وسط البلاد، وطالت الأضرار آلاف المنازل وأكثر من 1200 ألف فدان من الأراضي الزراعية التي يعتمد عليها المواطنون، وكان سكان تلك المناطق المتضررة بولاية الجزيرة حملوا الأجهزة الحكومية أخطاء إدارة تصريف المياه عبر القنوات المائية والمصار، وذلك بعد تصريحات أطلقها وزير الري، ضوء البيت عبد الرحمن، بيد أنه عاد ونفى ذلك بشدة، وألقى باللائمة على المواطنين.

وفي تصريحات لرئيس المجلس الانتقالي عبد الفتاح البرهان، خلال زيارته للمتضررين من السيول والأمطار بولاية نهر النيل في أغسطس (آب) الماضي، أقر بتقصير طيلة السنوات الماضية في كل المجالات، في إشارة إلى السيول التي أدت إلى تضرر كبير في البنية التحتية خصوصاً المصارف والجسور، ومنذ بدء موسم الأمطار في يونيو (حزيران) الماضي، لقي 112 شخصاً مصرعهم وأصيب نحو 115، وهي تقارير أولية عن أعداد الضحايا، بينما يتحدث مواطنون عن ضحايا أكبر من الإحصائيات الرسمية.

وأعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في السودان، وفقاً لتقارير مفوضية العون الإنساني الحكومية والمنظمات الإنسانية على الأرض والسلطات المحلية، أمس، تأثر أكثر من 279 ألف شخص من الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات في 16 ولاية، وأشار إلى أن الأمطار والفيضانات دمرت ما لا يقل عن 200 ألف منزل وألحقت أضراراً كبيرة بالمرافق الصحية والتعليمية.

ومن أكثر ولايات البلاد تضرراً بحسب تقرير الأمم المتحدة، القضارف وسط دارفور، والنيل الأبيض وجنوب دارفور وكسلا والشمالية ونهر النيل غرب دارفور، والجزيرة وغرب كردفان وجنوب كردفان وسنار وشمال كردفان وشرق دارفور، مع تأثير محدود بدرجة أكبر في العاصمة الخرطوم وشمال دارفور.

وتوقع مكتب الشؤون الإنسانية الأممي، وفقاً لخطة الاستجابة للطوارئ أن يتأثر أكثر من 460 ألف شخص في جميع أنحاء البلاد بالفيضانات في العام الحالي، كما حذر من أن تضرر الأراضي الزراعية سيؤدي إلى تفاقم المستويات المقلقة بالفعل من انعدام الأمن الغذائي التي يواجهها المواطنون في جميع أنحاء البلاد.

وقالت لجنة الفيضانات التابعة لوزارة الري في تقرير أمس، إن معدلات المياه في محطة «الديم» على الحدود الإثيوبية بلغت مستوى المياه، وفي الوقت ذاته، تزداد مستويات المياه على نهري النيل وعطبرة مع اقتراب ذروة موسم الأمطار.

وحذرت اللجنة المواطنين القاطنين على ضفاف النيل من شمال الخرطوم إلى دنقلا وعلى طول نهري عطبرة والدندر، بأخذ الاحتياطات في حالة حدوث فيضانات النهر.

وفي أغسطس (آب) 2020، ونتيجة لفيضان نهر النيل بمعدلات غير مسبوقة، أعلنت السلطات السودانية حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، وإعلان السودان منطقة كوارث طبيعية، بعدما لقي ما لا يقل عن 99 شخصاً حتفهم، وغمر الفيضانات أكثر من 100 ألف منزل بعد ارتفاع نهر النيل بنحو 17.5 متر، وهو أعلى مستوى وصل إليه منذ نحو قرن، وفقاً لوزارة الري السودانية.

وخلال القرن الماضي، ضربت البلاد فيضانات عارمة في عام 1946، وفي 1988 خلفت السيول والفيضانات أضراراً كبيرة في كل أنحاء البلاد، بلغت الأضرار أشدها في العاصمة (الخرطوم).

الاخبار العاجلة