السويد: حزب متطرف معاد للمهاجرين: “مرحبًا بقطار العودة إلى بلدانكم”

17 سبتمبر 2022آخر تحديث :
السويد

صدى الإعلام: قالت صحيفة “الغارديان” في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان “انتخابات السويد: دخول اليمين المتطرف”، إنه خلال حملة انتخابية هيمنت عليها مواضيع الهجرة والتعددية الثقافية والجرائم العنيفة، غرد متحدث باسم حزب الديمقراطيين السويديين اليميني المتطرف مستخدما صورة لقطار مترو اصطبغ بألوان الحزب، مصحوبًا برسالة مناهضة للمهاجرين: “مرحبًا في قطار العودة إلى بلدانكم. هذه تذكرة ذهاب فقط. المحطة التالية كابول”.

وأكدت الصحيفة المعروفة بيساريتها ودفاعها عن المهاجرين ووقوفها ضد اليمين المتطرف إن “حزب الديمقراطيين السويديين يسعى إلى خلق واحدة من أكثر البيئات عدائية في أوروبا لغير الأوروبيين وجعل الحصول على اللجوء شبه مستحيل، ويرتبط في جذوره مع حركة النازيين الجدد”. وتضيف أن “الحزب أحدث زلزالا انتخابيا هذا الأسبوع عندما أصبح ثاني أكبر حزب في البلاد”.

وشددت على أن هذه النتيجة الانتخابية سمحت لحزب اعتبرته الحكومة “من الفاشيين الجدد” بالاقتراب من السلطة.

وتتوقع الغارديان أن يواصل الحزب من موقع نفوذه الجديد حروبه المناهضة للهجرة والمهاجرين.

تحول سياسي كبير

وتستعد السويد لتحول سياسي كبير، بعدما قدمت رئيسة الوزراء ماجدالينا أندرسون المنتمية ليسار الوسط استقالتها رسميا من منصبها، في أعقاب خسارتها أمام أحزاب اليمين الانتخابات التي أجريت يوم الأحد الماضي، بهامش ضئيل.

وقالت أندرسون في مؤتمر صحفي، اليوم الخميس، إن الأمر متروك الآن للبرلمان (ريكسداج)، ورئيسه أندرياس نورلين للإشراف على عملية تشكيل حكومة جديدة في السويد.

وأبلغت ماجدالينا نورلين أن بابها لا يزال مفتوحا أمام منافسها المحافظ أولف كريسترسون، حال غير رأيه، وقرر العمل مع الديمقراطيين الاجتماعيين، بدلا من حزب الديمقراطيين السويديين، اليميني الشعبوي المتطرف المناهض للهجرة، الذي ارتفع دعم الناخبين له.

ولم يتم إعلان نتائج الفرز النهائي للأصوات الأحد الماضي. وبعد فرز 9ر99% من الأصوات في جميع الدوائر الانتخابية البالغ عددها 6578، نال التحالف المكون من أربعة أحزاب بقيادة رئيس الحزب “المعتدل” كريسترسون، 176 مقعدا، مقابل 173 مقعدا لكتلة أندرسون، ذات الميول اليسارية، المكونة من أربعة أحزاب.

وتحتاج الكتلة البرلمانية إلى 175 مقعدا كي تشكل أغلبية في البرلمان السويدي، المكون من 349 مقعدًا.

وقال نورلين إنه يمضي قدما بقوة في الخطوات التالية في عملية تشكيل الحكومة. وبعد عطلة نهاية الأسبوع، من المقرر أن يجري محادثات مع ممثلي الأحزاب البرلمانية الثمانية. واعتبر أن الانتظار سيكون أفضل، بما أن الفارق بين الكتلتين ضئيل للغاية، كما أن النتائج النهائية لم تظهر بعد. ومن المتوقع أن يحصل كريسترسون على تفويض لتشكيل حكومة جديدة.

وستقود أندرسون حكومة تسيير أعمال لحين تشكيل أخرى جديدة.

وكريسترسون، الذي من المرجح أن يحل محل أندرسون، أُطلق عليه لقب: رجل المركز الثاني. ورغم أنه من المرجح أن يحاول تشكيل حكومة جديدة، يشير المراقبون في السويد إلى أن حزبه تكبد خسائر ضئيلة، محققا أسوأ نتائجه منذ 20 عاما.

وكي يتمكن من تشكيل حكومة، سيعتمد كريسترسون على أصوات الديمقراطيين السويديين، الذين حققوا أقوى نتائجهم في الانتخابات على الإطلاق، ليحلوا محل المعتدلين، كثاني أقوى قوة في البلاد للمرة الأولي.

ويحتاج كريسترسون إلى الشعبويين المنتمين إلى اقصى اليمين للحصول على أغلبية، رغم أنه لا يرغب في ضمهم إلى الحكومة.

وسعيا لتحقيق الأغلبية، اقترب كريسترسون أكثر فأكثر من الحزب اليميني المتطرف الذي كان خارج الساحة السياسية. وتسببت تحركاته في انتقادات من اليسار، وداخل صفوف حزبه.

وكان كريسترسون زعيما للحزب “المعتدل” منذ عام .2017 وفي عام 2018، خسر الانتخابات أمام زعيم حزب “الديموقراطيين الاجتماعيين” آنذاك ستيفان لوفن.

واقترب من منصب رئيس الوزراء في السابق، خاصة خلال المحادثات الاستكشافية، بعد انتخابات عام 2018، وخلال أزمة الحكومة عام .2021

وكان كريسترسون ناشطا سياسيا منذ أيام دراسته. وولد في لوند في جنوب السويد عام .1963 ونشأ بالقرب من مدينة إسكيلستونا. ويعيش الآن في سترينجنس، غربي العاصمة السويدية ستوكهولم.

وهو متزوج وله ثلاث بنات بالتبني. وهو لاعب جمباز سابق، وتشمل هواياته الآن الجري والتصوير والصيد.

وذكرت صحيفة “افتونبلاديت” أن ممثلين عن أحزاب تحالف اليمين المحافظ التقوا اليوم الخميس، لإجراء مفاوضات. وأشارت إلى أن أنهم يسعون إلى التوصل لاتفاق على أساس للحكومة في غضون أيام.

وبعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة في 2018، انتظرت السويد 134 يوما حتى شكل الديموقراطيون الاجتماعيون حكومة برئاسة ستيفان لوفين، الذي سبق أندرسون في المنصب، وكان ينتمي لحزبها.

في هذه الأثناء، أعلنت زعيمة “حزب الوسط”، الليبرالي، آني لوف، عزمها التنحي عن رئاسة الحزب بعد أدائه الضعيف في الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم الأحد الماضي.

وأعربت لوف عن اعتزازها بما حققه الحزب على مدار 11 عاما قضتها في قيادته. لكنها، اعتبرت أن الحكم عليها من خلال نتائج الانتخابات الأخيرة أمر طبيعي.

ورغم الاستقالة من رئاسة الحزب، ستظل لوف في المنصب لحين اختيار زعيم جديد.

ومُني حزب الوسط بخسارة أكبر من أي حزب آخر، حيث حصل على 6ر7% فقط من أصوات الناخبين، أي بتراجع 9ر1% مقارنة بالانتخابات السابقة.

وكان الحزب جزءا من تحالف الليبراليين المحافظين، لكنه غير وجهته وانضم إلى معسكر الحمر والخضر بعد انتخابات عام 2018، في محاولة لمنع حزب الدمقراطيين السويديين اليمين المتطرف من الوصول للحكم.

المصدر: (القدس العربي)

الاخبار العاجلة