العراق: تخوفات من عودة توترات “التيار الصدري” و”الإطار التنسيقي” إلى الشارع

5 أكتوبر 2022آخر تحديث :
العراق: تخوفات من عودة توترات “التيار الصدري” و”الإطار التنسيقي” إلى الشارع

صدى الإعلام _  وسط تصعيد إعلامي بين طرفي الأزمة السياسية في العراق، “التيار الصدري”، وتحالف “الإطار التنسيقي”، عادت التوترات بينهما إلى الشارع مجدداً، بعدما اقتحم أنصار التيار قناة فضائية مقربة من قوى “الإطار التنسيقي”، إثر برنامج حواري اعتبره التيار الصدري مسيئاً له، ما يضع الأزمة السياسية على مفترق طرق جديد، قد يدفع باتجاه التصادم مجدداً.

وشهد العراق خلال الأشهر الأخيرة أزمة سياسية بين الطرفين، تمثلت في اقتحام أنصار التيار الصدري المنطقة الخضراء ومبنى البرلمان، ومن ثم تطور المشهد إلى اشتباكات بينهم وبين جهات محسوبة على “الحشد الشعبي”، أوقعت عشرات القتلى والجرحى، قبل أن يوجه زعيم التيار مقتدى الصدر أنصاره بالانسحاب.

إلا أن المشهد السياسي بالعراق استمر على حاله، مع التوتر والاحتقان بين الطرفين، خاصة وأن “الإطار التنسيقي” تجاوز شروط الصدر بحل البرلمان، والتوجه نحو انتخابات مبكرة، متحدياً التيار، ونجح باستئناف عمل البرلمان، في وقت يسعى حالياً إلى التوجه نحو تشكيل الحكومة، وهو ما يتقاطع مع شروط الصدر، وسط استمرار المخاوف من عودة أنصاره إلى الشارع.

أنصار الصدر يقتحمون فضائية مقربة من “الإطار التنسيقي”
على أثر مداخلة لمقدمة برنامج حواري تبثه قناة (الرابعة) الفضائية، المقربة من تحالف “الإطار التنسيقي”، وتتبنى طروحاته السياسية، بدأ تصعيد إعلامي بين الطرفين، بعدما اعتبر التيار الصدري أن المداخلة كانت تسيء له، إذ اتهمت المداخلة، التيار الصدري، بأنه باع أسلحته للأميركيين، وعلى أثر ذلك أقدم العشرات من أنصار التيار الصدري على تطويق واقتحام القناة التي تقع وسط بغداد، كما وقاموا بتكسير محتوياتها.

كما حاصر أنصار الصدر، ليلة أمس، منزل مدير القناة، غزوان جاسم، في بغداد، وسط هتافات تؤيد توجه زعيمهم وتحذر من المساس به وبالتيار الصدري.

موقف جديد للصدر
ومساء أمس الثلاثاء، أعلن الصدر تمسكه بموقفه السياسي بتشكيل حكومة بعيدة عن الوجوه القديمة والالتزام بمحاربة الفساد، جاء ذلك رداً منه على إحاطة ممثلة الأمم المتحدة بالعراق، جينين هينيس بلاسخارت، في مجلس الأمن، والتي أكدت فيها استمرار الفساد بالعراق وخطورة الأزمة فيه، وأن الطبقة السياسية بالعراق غير قادرة على حسم الأزمة، ما يتطلب حواراً وطنياً شاملاً، إذ قال الصدر في تغريدة له، إنه يؤيد ما جاء بإحاطة بلاسخارت، وإنه “يوافق على الحوار، إذا كان علنياً ومن أجل إبعاد كل المشاركين في العمليات السياسية والانتخابية السابقة، ومحاسبة الفاسدين تحت غطاء قضاء نزيه، ونتطلع لمساعدة الأمم المتحدة بهذا الشأن، أعني الإصلاح ولو تدريجياً”.

وشدد على ضرورة “ألا يكون السلاح المنفلت ضمن إطار الدولة واستعماله ضد المعارضين والثائرين وفي تثبيت النفوذ وتجذر الدولة العميقة، خصوصاً وأن رئيس الوزراء الحالي يتعرض لضغوط هائلة بهذا الخصوص، مع أنه قائد القوات المسلحة، كما وأن هنالك عدم تجاوب من بعض المسلحين معه، وإن كانوا ضمن نطاق الدولة”.

تصعيد إعلامي بين الطرفين
من جهته، اتهم نائب سابق في التيار الصدري، “الإطار” بالتصعيد ضد التيار والسعي للانتقاص من شأن “مجاهديه”، وقال النائب السابق في حديثه مع “العربي الجديد”، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن “الإطار يسخّر كل إمكاناته الإعلامية لمحاربة التيار الصدري وإنجازات مجاهديه، وإن اتهامنا بالتعامل مع الاحتلال الأميركي سابقاً لا نقبل به”.

وأكد أن “التيار الصدري له مواقف معروفة ضد الاحتلال”، محذراً “من استمرار سياسة الاتهامات التي لن نقبل بها”.

تحذيرات من خطورة الوضع
حذر السياسي العراقي، عزت الشابندر، من خطورة الوضع الحالي الذي تمر به البلاد، وقال في تغريدة له، إن “فهمي لطبيعة الصراع السياسي الدائر الآن، أن خسارة أحد أطرافه لا تعني النصر للآخر، لأن العراق بحاجةٍ إلى جميع أبنائه، ومن لا يوحدهم حبُه، لا يجمعهم نهب خيراته وظلم أبنائه”.

وتعيش البلاد أزمة هي الأطول من نوعها، إذ حالت الخلافات بين القوى السياسية دون تشكيل حكومة جديدة منذ الانتخابات الأخيرة التي جرت في 10 أكتوبر/تشرين الأول عام 2021.

الاخبار العاجلة