المغرب يسجل نجاح في اعادة تأهيل المتطرفين

11 أكتوبر 2022آخر تحديث :
المغرب يسجل نجاح في اعادة تأهيل المتطرفين

صدى الإعلام _تقول أوساط حقوقية مغربية إن العفو الذي أصدره العاهل المغربي الملك محمد السادس عن المئات من السجناء، بينهم مدانون في قضايا إرهاب، يعكس نجاح برنامج “مصالحة” لتأهيل المعتقلين المتطرفين والمتورطين في مثل هذه القضايا.

وتشير الأوساط إلى أن هذا البرنامج الذي أطلق قبل نحو ست سنوات، نجح في إعادة تأهيل العديد من الأشخاص الذين سقطوا في فخ دعاية الجماعات المتطرفة، لافتة إلى أن العشرات من المدانين في قضايا إرهاب استفادوا خلال السنوات الأخيرة من هذا البرنامج، ونجحوا في الاندماج مجددا في المجتمع المغربي الذي يعرف عنه اعتداله وتسامحه.

وأصدر الملك محمد السادس السبت عفوا عن 672 شخصا بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف، بينهم 9 محكومين بقضايا إرهاب وتطرف.

جاء ذلك وفق بيان لوزارة العدل عشية عيد المولد النبوي الذي صادف الأحد في المملكة. وأشار البيان إلى أن العفو “شمل 508 سجناء و155 في حالة سراح (مدانون ابتدائيا ولم يصدر الحكم في حقهم استئنافيا).

وذكر البيان أن “العفو الملكي شمل أيضا تسعة سجناء من المحكومين في قضايا الإرهاب أو التطرف”. وأوضح أن هذا العفو جاء “بعدما أعلنوا بشكل رسمي تشبثهم بثوابت الأمة ومقدساتها وبالمؤسسات الوطنية، وبعد مراجعة مواقفهم وتوجهاتهم الفكرية، ونبذهم للتطرف والإرهاب”.

وبحسب بيانات إدارة السجون (حكومية)، فإن لديها “207 سجناء يمثلون مختلف التوجهات الفكرية المتطرفة، داعش والقاعدة والسلفية الجهادية، استفادوا من برنامج مصالحة، منذ إطلاقه عام 2017”.

وأقر المغرب في العام 2016 إستراتيجية جديدة تهم المعتقلين وموظفي السجون، حيث تهدف الإستراتيجية إلى ضمان أمن وسلامة السجناء، وتشمل “أنسنة ظروف الاعتقال” و”إعداد المعتقلين للاندماج الاجتماعي والاقتصادي”.

وتقطع هذه الإسترتيجية التي ترجمها برنامج مصالحة مع الرهان فقط على المقاربة الأمنية، التي تبقى قاصرة عن معالجة منابع التشدد.

ويعمل برنامج مصالحة الذي يشرف عليه مختصون وكوادر دينية، على محاربة الفكر المتطرف بالاعتماد على التنشئة الدينية، والمواكبة النفسية، وتنظيم ورشات عمل تعنى بالقانون ونشر ثقافة حقوق الإنسان، وتقديم تأطير سياسي – اقتصادي، وذلك في سياق السعي لتمكينهم من الخروج من دائرة التطرف ونبذ العنف بكافة أشكاله عبر المصالحة مع الذات، والمصالحة مع المجتمع، والمصالحة مع النصّ الديني.

ويستمد البرنامج مبادئه من خلال حرص العاهل المغربي على ضرورة إصلاح العدالة الجنائية بالمغرب، على أسس المواطنة والمحاسبة والمسؤولية والمساواة في الحقوق والواجبات والفرص، والعمل والحرص على صون الكرامة الإنسانية للمواطنين السجناء التي لا تجردهم منها الأحكام القضائية السالبة للحرية.

وتحظى المقاربة المغربية في محاربة الفكر المتطرف، باهتمام واسع من قبل العديد من الدول، لما تحققه من نجاحات.


للمزيد : مجموعة السبع تعقد اجتماع لبحث القصف الروسي العنيف على اوكرانيا


الاخبار العاجلة