اليساري لولا يفوز على اليميني الشعبوي بولسونارو برئاسة البرازيل

31 أكتوبر 2022آخر تحديث :
لولا دا سيلفا
لولا دا سيلفا

صدى الإعلام – فاز الرئيس البرازيلي اليساري الأسبق، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الأحد، بانتخابات الرئاسة بفارق ضئيل على منافسه الرئيس اليميني المتطرّف المنتهية ولايته، جايير بولسونارو، بنسبة 50.83% مقابل 49.17%، وفقًا للنتائج الرسميّة شبه النهائيّة.

وأعلن لولا في خطاب النصر، مساء أمس، أنّ بلاده “تحتاج إلى السلام والوحدة”، مضيفًا أنّها “عادت” إلى الساحة الدوليّة ولم تعد تريد أن تكون “منبوذة”. وشدّد على أنّه “ليس من مصلحة أحد أن يعيش في أمّة مقسّمة في حالة حرب دائمة”، وذلك بعد حملة انتخابيّة شهدت استقطابًا شديدًا. وتابع “اليوم نقول للعالم إنّ البرازيل عادت” وإنّها “مستعدّة لاستعادة مكانتها في مكافحة أزمة المناخ”.

وكان لولا، أيقونة اليسار البالغ من العمر 77 عامًا، قد نفّذ عقوبة بالسجن بتهمة الفساد في العامين 2018-2019 قبل أن يأمر القضاء بإخلاء سبيله.

وتلقّى لولا التهاني بفوزه من عدد من زعماء العالم. وهنّأ الرئيس الأميركي، جو بايدن، الزعيم اليساري على فوزه في الانتخابات الرئاسيّة. وقال بايدن في بيان “أوجّه تهانيّ إلى لويس إيناسيو لولا دا سيلفا على انتخابه رئيسًا للبرازيل بعد انتخابات حرّة ونزيهة وذات صدقيّة”، مضيفًا أنّه “يتطلّع إلى العمل” معه “لمواصلة التعاون بين بلدينا”.

بدوره، هنّأ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لولا معتبرًا أنّ انتخابه رئيسًا للبرازيل “يفتح صفحة جديدة في تاريخ” هذا البلد. وكتب على تويتر أنه “معًا سنوحّد جهودنا لمواجهة التحدّيات الكثيرة المشتركة وتجديد أواصر الصداقة بين بلدينا”.

وأدّى جدل إلى تعكير النهار الانتخابي الذي لم تتخلّله إشكالات كبرى. فقد أمر رئيس المحكمة الانتخابيّة العليا، ألكسندر دي مورايس، برفع كلّ حواجز التفتيش التي أقامتها شرطة المرور الاتّحاديّة والتي “أخّرت وصول الناخبين” إلى مراكز الاقتراع.

وكان مسؤولون في حزب العمّال، الذي يتزعّمه لولا، قد نشروا على وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلات فيديو عدّة تُظهر حافلات تقلّ ناخبين متوقّفة خصوصًا في المناطق الريفيّة في شمال شرق البلاد حيث معقل الرئيس الأسبق، واصفين ما جرى بأنّه “غير مقبول”.

لكنّ مورايس أكّد في مؤتمر صحافي أنّه على الرغم من التأخير “لم تعُد أيّ حافلة أدراجها وجميع الناخبين تمكّنوا من الإدلاء بأصواتهم”.

وكان كلّ من المرشحَين قد أبدى ثقته في الفوز لدى اقتراعهما الأحد في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسيّة التي دعي إليها 152 مليون ناخب وشهدت تنافسًا شديدًا. ويسمح بالاقتراع في البرازيل اعتبارا من 16 عاما، ويصبح التصويت إلزاميا اعتبارًا من 18 عامًا تحت طائلة غرامة رمزيّة.

والبرازيل منقسمة وسط أجواء استقطاب شديد تخلّلتها كمّيات هائلة من المعلومات المضلّلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فيما تبادل المرشّحان الشتائم أمام عشرات ملايين المشاهدين.

وتوقّعت استطلاعات الرأي منذ أشهر فوز لولا (77 عامًا) الذي حكم سابقًا لولايتَين بين 2003 و2010، إلا أنّ بولسونارو (67 عامًا) احتفظ ببعض الأمل إثر النتيجة غير المتوقّعة التي سجّلها في الدورة الأولى من الانتخابات، في الثاني من تشرين الأوّل/أكتوبر، بحصوله على 43 % من الأصوات في مقابل 48 % لغريمه.

ويخشى كثيرون أن يتكرّر في البرازيل سيناريو الهجوم على مبنى الكابيتول في واشنطن، إثر هزيمة دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة، وقد تُستهدف على سبيل المثال المحكمة العليا التي لطالما شنّ بولسونارو حملة كبيرة عليها.

ونشرت وسائل التواصل الاجتماعي، وهي مصدر المعلومات الوحيد لغالبية مستخدميها البرازيليين البالغ عددهم 170 مليونًا، كمّية غير مسبوقة من المعلومات الكاذبة. وفي إطار هذه الحملة، أُهملت الهموم الفعليّة للشعب البرازيلي ولا سيّما التضخم والبطالة والفقر والجوع التي يُعانيها 33 مليون برازيلي. وكان الرهان الرئيسي في الفترة الفاصلة بين الدورتين الانتخابيتين محاولة استقطاب 32 مليون شخص امتنعوا عن التصويت في الدورة الأولى.

ويؤكّد لولا أنّه يريد حماية الديمقراطيّة وجعل “البرازيل سعيدة” مجدّدًا، بعد ولايتَين أخرج خلالهما نحو 30 مليون برازيلي من براثن الفقر في ظلّ ازدهار اقتصادي. أمّا بولسونارو الشعبوي فقال إنّه يُريد الدفاع عن “الخير في مواجهة الشرّ” وعن العائلة والله والوطن والحرّية الفرديّة.

الاخبار العاجلة