فلسطين تتصدر قمة الجزائر

5 نوفمبر 2022آخر تحديث :
عمر حلمي الغول

صدى الإعلام / الكاتب: عمر حلمي الغول – فلسطين تتصدر قمة الجزائر

احتضنت الجزائر الشقيقة رئيسا وحكومة وشعبا القمة العربية في دورتها ال31 في ذكرى اعلان ثورة الجزائر ال 68 بعد انقطاع موضوعي في اعقاب ازمة كوفيد 19 يومي الثلاثاء والأربعاء الموافقين 1و2 تشرين ثاني / نوفمبر الحالي بحضور ومشاركة كل الدول العربية، التي شارك فيها 16 رئيسا واميرا، وتمثلت الدول الباقية بمستويات قيادية اقل، وتحت عنوان “لَّم الشمل العربي”.

تمثلت دولة فلسطين في القمة برئاسة الرئيس محمود عباس والوفد المرافق له، الذي القى كلمة جالت على الهموم الفلسطينية كافة، وبدأها بشكر الجزائر على جهودها المباركة في “لَّم الشمل الفلسطيني” عشية القمة العربية، وتوجت بإعلان شكل أساسا لتوحيد الصف. كما جال على القضايا الفلسطينية الأخرى حول جرائم حرب إسرائيل ضد أبناء الشعب، وتبديدها عملية السلام، واستمراءها عمليات التهويد والمصادرة والتطهير العرقي في كل الأرض الفلسطينية وخاصة في القدس العاصمة الأبدية، وطالب الزعماء العرب بحماية القدس عبر التصدي لمخططات دولة الإرهاب المنظم، ودعا الحكام العرب لتشكيل لجنتين سياسية وقانونية لدعم قضية العرب المركزية في المحافل الأممية، ورفع مكانة فلسطين للعضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، بالإضافة لتذكيرهم ومطالبتهم بالالتزام بما قرروه في القمم السابقة بشأن شبكة الأمان المالية.

وكانت كلمة الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون فلسطينية بامتياز، حيث اكد على إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، كقضية مركزية للعرب، وعمق ما جاء في خطاب الرئيس عباس بشأن المصالحة الفلسطينية ودعم القضية في مختلف المحافل الإقليمية والدولية. وفي السياق اكد الزعماء والقادة العرب جميعا على إيلاء القضية الفلسطينية الأولوية في الاهتمامات العربية لكل دولة على انفراد وبشكل مشترك، .

فجاءت مخرجات القمة مستجيبة للمصالح العربية المشتركة كافة، حيث تصدرت فلسطين بيانها الختامي، مع تأكيدها تبني ما تضمنته كلمتي الرئيسين الفلسطيني والجزائري، واعادوا تشديد تمسكهم بمبادرة السلام العربية وفق أولوياتها ومحدداتها. كما تبنتها قمة بيروت العربية عام 2002، واعتبروا ان السلام مقابل الأرض، واستقلال دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967 والقدس الشرقية عاصمتها، وعودة وتعويض اللاجئين، هو الكفيل بنزع فتيل الصراع في إقليم الشرق الاوسط. كما اكد القادة على ضرورة تعزيز الشراكات العربية البينية، وتعزيز العمل العربي المشترك، وتعميق التكافل فيما بين الدول الشقيقة لتعزيز الامن القومي السياسي والاقتصادي الغذائي والثقافي، ورفض كل اشكال التدخل في الشؤون العربية. وايضا التعاون المشترك على حل كافة القضايا العربية وخاصة في ليبيا وسوريا واليمن والصومال وغيرها من الملفات ذات الصلة.

واكد البيان على دعم الاشقاء في الدول المذكورة بحل قضاياهم الداخلية عبر الحوار بين القوى النافذة، وبالوسائل السلمية بعيدا عن لغة الكراهية والتحريض ونبذ العنف والإرهاب، وتسييد لغة التسامح والتكامل والتكافل، وتعزيز الشراكات بهدف رص الصفوف الوطنية، وتغليب خطاب المصالح الوطنية أولا والقومية ثانيا. كما طالبوا بحل الخلافات البينية بين جيبوتي وارتيريا بالطرق السلمية، وثمنوا الجهود الإيجابية في العراق بين الاشقاء بانتخاب رئيس الجمهورية، وتشكيل الحكومة مؤخرا، وثمنوا جهود مصر المحروسة لاستضافة قمة المناخ، وباركوا لقطر إقامة المونديال الكروي على أراضيها، وباركوا لدول الأوبك + الخطوة التي اتخذوها بشأن خفض مليوني برميل حماية لمصالح الدول والعالم … الخ

وشدد القادة العرب في بيانهم على انتهاج السياسة الحيادية تجاه الصراعات التي تشهدها المعمورة في اكثر من إقليم وقارة وخاصة في ملف الحرب الروسية الأوكرانية، ودعوا الى الكف عن استخدام الوسائل العسكرية العنفية، وتكريس المفاوضات السلمية كاساس لإخماد نيران الصراع بين الطرفين وصولا للحل السياسي المنشود ووفق المعايير والمواثيق والبرتوكولات الأممية.

لم يترك بيان القمة شاردة او واردة فلسطينيا او عربيا او دوليا الا وتوقفوا امامها، وكان الناظم للغة البيان الختامي، هو الدعوة لاعتماد خطاب التسامح والتكامل بين شعوب الأرض، وادانوا كل اشكال الفوضى والإرهاب والكراهية والعنصرية والحروب، وكان رائدهم في بيانهم التناغم مع القوانين والمواثيق والمعاهدات الاممية، والشرعية الدولية.

نعم نجح الرئيس عبد المجيد تبون وحكومته وكل اركان القيادة الجزائرية في عقد القمة، وفي مخرجات تستجيب لمصالح الاشقاء جميعا، فكان النجاح عنوانها في كل مفصل من مفاصل البيان الختامي. ونجاح للثورة الجزائرية العظيمة، ثورة المليون ونصف المليون، التي انتصرت على المستعمرين الفرنسيين، وطردتهم بعد 135 عاما من الصراع الدامي مع فرنسا. مبروك كبيرة للجزائر الذكرى المجيدة، وعقد القمة، وإعادة الاعتبار لفلسطين وقضيتها وفي كل مخرجاتها.


عناوين الصحف الفلسطينية السبت 5-11-2022


 

الاخبار العاجلة