تعرف على موقف الأحزاب والشخصيات اللبنانية من نقل السفارة الأمريكية للقدس

20 يناير 2017آخر تحديث :
Hashemite Kingdom of Jordan
Hashemite Kingdom of Jordan

رام الله–صدى الاعلام-20-01-2017- اعتبرت الأحزاب والقوى اللبنانية تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة ضوءاً أخضر لدولة الاحتلال الإسرائيلي للمضي في انتهاكاتها واعتداءاتها ضد الشعب الفلسطيني، وخطوة قد تجر المنطقة إلى المجهول، وتشرع الأبواب أمام قوى التطرف لممارسة المزيد من العنف.

وفي حديث لـ”وفا”، قال النائب في البرلمان اللبناني عن كتلة المستقبل محمد الحجار، إن القدس هي عاصمة الدولة الفلسطينية، و”ملتزمون بالمبادرة العربية التي أقرت في بيروت، والتي أعاد التأكيد عليها مؤتمر باريس، أن القدس عربية وستبقى عربية، وهي قدس الأقداس للمسيحيين والمسلمين العرب ونرفض الاحتلال الإسرائيلي لها”.

واعتبر الخطوة تحدياً لمشاعر المسلمين والعرب، كما ستضر كثيراً بعملية السلام في حال تمت. ودعا الإدارة الأمريكية لأن تعي خطورة ما تقوم به، وأن تتصرف كدولة عظمى تراعي مصالحها وتلتزم بالموقف العادل الذي يرتكز على القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.

وأكد الحجار أن مواقف ستتخذها كتلته في حال تنفيذ هذا القرار، مع كل الأحرار والشرفاء في العالم لدعم الحق الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

من جهته، أشار نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية سليم الصايغ إلى موقف الفاتيكان من القضية الفلسطينية وتأييد الكتائب لهذ الموقف. وأكد تمسك حزبه بمبادرة السلام العربية في بيروت.

وشدد على قدسية القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية. وطالب بموقف عربي داعم ومساند للموقف الفلسطيني، وأن لا تبقى فلسطين بدون الحاضن العربي الكبير.

كما دعا إلى عودة القضية الفلسطينية لصدارة الاهتمام العربي. وأكد ضرورة أن يسود مبدأ العدالة والسلام في المنطقة.

واعرب عن خشيته من “تعرض المصالح الأمريكية في المنطقة إلى نوع من التشنج والخطر، وفتح المجال أمام قوى التطرف والإرهاب”. واعتبر أن هذه الخطوة لا تساعد على تعزيز المسار السلمي والمضي في تسوية عادلة للقضية الفلسطينية.

كما اعتبر القيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي بهاء أبو كروم أن تنفيذ ما طرحه الرئيس الأمريكي يهدد المسيرة السلمية ودور الولايات المتحدة كوسيط في عملية التسوية، وسيزيد من اتساع الهوة بين الشعوب العربية والإدارة الأمريكية، وسيهدد مكانة أمريكا في المنطقة”.

ولفت إلى أن هذه الخطوة تمثل اعتداء على كل ما بني في عملية التسوية والمفاوضات، وستؤدي إلى تعزيز مشاعر الكراهية والتطرف في المنطقة ما يضعف بدوره  كل الساعين للسلام ولحل النزاع عبر المفاوضات.

وطالب أبو كروم بموقف عربي موحد وتصعيد دبلوماسي وإعلامي وشعبي، يضع الإدارة الأمريكية المقبلة أمام مسؤولياتها لتحافظ على دور الوساطة، وأن تقدم نفسها كطرف مقبول وساعي بشكل جدي لحل مشكلة الشرق الأوسط.

واعتبر أنه من الخطأ أن تأخذ الإدارة الجديدة على عاتقها مسألة التعويض عما لحق بإسرائيل من ضرر نتيجة القرار الدولي 2334 الذي يدين الاستيطان.

بدوره، أعرب رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن معن بشور عن اعتقاده أن “المزاج الأمريكي بدأ يتغير بشكل واضح، ويرى أن دعم حكومته للاحتلال يشكل عبئاً على المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة، ولست أدري إذا كان ترامب قادراً على تنفيذ وعوده بنقل السفارة إلى القدس، واعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال”.

وتابع بشور، “من هنا اعتقد أنّ على كل الحكومات والشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم أن يكونوا مهيئين لمواجهة أي قرار أحمق  قد يرتكبه ترامب”.

وطالب الحكومات العربية بسحب سفرائها من واشنطن لحظة إعلان ترامب قراره. ودعا القوى الشعبية العربية لرفع وتيرة المواجهة مع السياسة الأمريكية بما فيها إطلاق حملة شاملة لمقاطعة المصالح الأمريكية.

وختم بشور أن هذا كله يكتمل مع خطة سياسية وإعلامية ودبلوماسية يشارك فيها الجميع ويتواجد حولها الإخوة الفلسطينيون، ويتجاوز فيها المتحاربون العرب حروبهم، وتصطف الأمة كلها حول الخيار الأنجح والأسلم لمواجهة الاحتلال، الذي يصر كل يوم على انتهاك القانون الدولي وحقوق الإنسان.

من ناحيته، شبه السياسي والوزير اللبناني السابق بشارة مرهج وعد ترامب بوعد بلفور. ولفت أنه في حال مضيه في تنفيذ هذا الوعد فإنه سيضع محادثات السلام في المجهول.

وحذر مرهج من عملية تهجير لأهل القدس والسيطرة على المسجد الأقصى المبارك، “لأنها ستتخذ من ذلك ذريعة لتنفيذ كافة مخططاتها في الأراضي المحتلة، وستتعامل مع القرار وكأنه ضوء أخضر للاستمرار في انتهاكاتها واعتداءاتها على كل ما هو عربي وفلسطيني في فلسطين التاريخية”.

وطالب بانتفاضة فلسطينية وعربية وإسلامية شاملة لمواجهة القرار، لأنه عدوان شامل على فلسطين والقدس، و”يفترض موقفاً موحداً لمواجهته، ولا بد من إجراءات عملية ودبلوماسية، واقتصادية، وسياسية ترغم ترامب وإداراته للعودة عن هذا القرار المتهور”.

كما أكد القيادي في التيار الوطني الحر بسام الهاشم أن هذا الموقف يتناقض مع أبسط مكونات الحق والعدالة، “لأنه بمبادرة من قوة غاشمة يتم انتزاع حق شعب غير قابل للنقاش ويعطيه لقوة احتلال لا لمسوغ إلا للمصالح الانتخابية لهذه القوة العظمى”.

وأشار إلى أن ذلك يشكل انقلاباً خطيراً على الموقف الثابت للولايات المتحدة عبر الإدارات المتعاقبة، خاصة بعد أن وصلت إلى تبني حل الدولتين واعتبار القدس عاصمة الدولة الفلسطينية.

وأضاف أن “هذا القرار سيكون موقع إدانة من قبلنا ومن قبل جميع الشرفاء في الشرق الأوسط والعالم، وهو مما لا شك فيه سوف يتسبب بمضاعفات كارثية، وستكون الولايات المتحدة مضطرة لتحمل نتائجه”.

الاخبار العاجلة