العالم يستنفر على وقع سقوط صاروخ روسي الصنع في بولندا

16 نوفمبر 2022آخر تحديث :
العالم يستنفر على وقع سقوط صاروخ روسي الصنع في بولندا

صدى الإعلام _ استنفر العالم برمته، من مجلس الأمن الدولي إلى حلف شمال الأطلسي، مرورا بالاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع، خلال الساعات الماضية، للتحقق من مسألة وقوع صاروخ روسي أو أكثر في بولندا بالقرب من الحدود الأوكرانية وأسفر عن مقتل شخصين الثلاثاء.

فقد تداعت تلك المنظمات والهيئات لعقد اجتماعات عاجلة وطارئة الأربعاء، على الرغم أن بولندا لم تجزم قطعيا بأن الصواريخ أطلقت من روسيا.

وقال مسؤولان في حلف شمال الأطلسي ودبلوماسي أوروبي إن الحلف سيعقد اجتماعا طارئا الساعة 10:00 بتوقيت وسط أوروبا (09:00 بتوقيت غرينتش) الأربعاء لمناقشة أمر انفجار وقع في شرق بولندا.

وقال الحلف في بيان إن اجتماع سفرائه في بروكسل سيرأسه الأمين العام ينس ستولتنبرغ، الذي سيعقد مؤتمرا صحافيا في حوالي الساعة 11:30 بتوقيت غرينتش.

وسقط الصاروخ خارج قرية برزيودو البولندية الريفية، على بعد حوالي أربعة أميال (6.4 كيلومتر) غرب الحدود الأوكرانية.

ولا تزال الظروف المحيطة بالحادث، الذي يمثل المرة الأولى التي تتعرض فيها دولة من دول حلف شمال الأطلسي لضربة مباشرة خلال الصراع الذي استمر قرابة تسعة أشهر، غير واضحة.

ولا يُعرف من أطلق الصاروخ أو من أين أُطلق، رغم أن وزارة الخارجية البولندية وصفته بأنه “روسي الصنع”.

وخلال الحرب الدائرة منذ 24 فبراير الماضي، استخدمت القوات الروسية والأوكرانية ذخائر روسية الصنع، حيث نشرت كييف صواريخ روسية الصنع كجزء من نظام دفاعها الجوي.

وعقب عقده اجتماعا طارئا مع قادة دول الاتحاد الأوروبي وجميع قادة دول مجموعة السبع، أي بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي بإندونيسيا، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن المعلومات الأولية تشير إلى أنه “من غير المحتمل” إطلاق الصاروخ من داخل روسيا، مضيفا “أقول بشكل قاطع حتى اكتمال التحقيق”.

وتابع بايدن “اتفقنا على دعم تحقيق بولندا في الانفجار … وسأحرص على اكتشاف ما حدث بالضبط”، مشيرا إلى أن القادة أبدوا تعاطفهم بشأن مقتل شخصين في سقوط الصاروخ.

ولفت الرئيس الأميركي إلى أنهم سيحددون بشكل جماعي خطوتهم التالية “بينما نقوم بالتحقيق والمتابعة”.

وذكر أيضا أنه أطلع القادة الآخرين المجتمعين على مناقشاته مع نظيره البولندي أندريه دودا ومع الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ.

وفي تصريحات سابقة، الثلاثاء، أكد دودا أنه لا يوجد حتى الآن “دليل واضح” على مصدر إطلاق الصاروخ “الروسي الصنع على الأرجح” على حد قوله. وقال إن “التحقيق جار”، لكن أشار إلى أنه حادث “معزول”.

وفي نوسا دوا بإندونيسيا أيضا، دعت فرنسا إلى توخي “أقصى درجة من الحذر” بشأن مصدر الصاروخ الذي سقط في بولندا وأعلنت أن “دولاً عدة” في المنطقة تمتلك النوع نفسه من السلاح، محذرة من “خطر تصعيد كبير”.

وأكدت الرئاسة الفرنسية أن “تحديد نوع الصاروخ لا يعني بالضرورة تحديد الجهة التي أطلقته”.

وكان الناطق باسم وزارة الخارجية البولندية لوكاش ياسينا صرح في بيان أن “قذيفة روسية الصنع سقطت عند الساعة 15:40 (14:40 ت غ) في قرية بيجفودوف (…) ما أسفر عن مقتل اثنين من مواطن جمهورية بولندا”.

وأضاف أنه تم استدعاء السفير الروسي “للحصول على توضيحات مفصلة”.

وكان المتحدث باسم الحكومة البولندية بيوتر مولر صرح أنه “تقرر للتو رفع مستوى التأهب لبعض الوحدات القتالية (…) وغيرها من الأفراد النظاميين”.

وبولندا التي تقع على حدود أوكرانيا عضو في الناتو وينتشر على أرضها نحو عشرة آلاف جندي أميركي.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان “ضرورة تجنب تصعيد الحرب في أوكرانيا”، معبرا عن “قلقه العميق”. ودعا إلى “تحقيق شامل” في إطلاق النار.

وقال البيت الأبيض إن بايدن تحدث مع نظيره البولندي ومع ستولتنبرغ. كما تحدث وزير الخارجية أنتوني بلينكن مع نظيريه البولنديين زبينيو راو والأوكراني دميترو كوليبا.

وكتب بلينكن في تغريدة على تويتر من بالي “أكدنا التزامنا مواصلة التنسيق الوثيق في الأيام المقبلة مع تقدم التحقيق وأن نحدد الخطوات التالية المناسبة”.

وأكدت باريس ولندن وبرلين من بين دول أخرى دعمها لوارسو بينما عبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن “تعازيه لوفاة مواطنين بولنديين كانا ضحيتي الإرهاب الروسي”. وأضاف “يجب حماية أوكرانيا وبولندا وكل أوروبا والعالم بأسره من روسيا الإرهابية”.

وتابع زيلينسكي “تبادلنا المعلومات المتاحة و(نحن) بصدد توضيح كل الوقائع”.

وكانت وسائل إعلام بولندية محلية ذكرت نقلا عن مصادر غير رسمية أن انفجارا أسفر عن مقتل شخصين في مستودع للحبوب في بيجفودوف.

من جهتها، قالت موسكو إن الاتهامات بإطلاق النار على الأراضي البولندية “استفزازات”.

وقالت وزارة الدفاع الروسية على تطبيق تلغرام إن “تصريحات وسائل الإعلام البولندية والمسؤولين الرسميين بشأن سقوط مزعوم لصواريخ روسية بالقرب من محلية بيجفودوف هي استفزاز متعمد بهدف تصعيد الموقف”.

وأكدت الوزارة أن الجيش الروسي لم يشن أي ضربات على أهداف قريبة من الحدود الأوكرانية البولندية. وأضافت أن صور “الحطام التي نشرتها وسائل الإعلام البولندية من موقع الأحداث في منطقة بيجفودوف” لا علاقة لها بقذائف روسية.

ودعا رئيس الوزراء البولندي ماتوش مورافيتسكي في ختام اجتماع لحكومته ليل الثلاثاء الأربعاء “جميع البولنديين إلى التزام الهدوء في مواجهة هذه المأساة”.

في كييف، اتهم الرئيس الأوكراني روسيا مباشرة بإطلاق صواريخ على بولندا، ووصف الضربة المزعومة بأنها “تصعيد كبير جدا”.

من جهته، دعا وزير الخارجية الأوكراني إلى اجتماع “فوري” للحلف الأطلسي ووصف ما نشر على الإنترنت من أن الصاروخ الذي سقط في الأراضي البولندية قد يكون أوكرانيا بأنه من “نظريات المؤامرة”.

في المجر، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء فيكتور أوربان إن مجلس الدفاع عُقد مساء الثلاثاء “ردا على الصاروخ الذي أصاب أراضي بولندا”.

وتنص المادة الخامسة من ميثاق الحلف الأطلسي على أنه إذا تعرضت دولة لهجوم مسلح، فإن الدول الأخرى ستعتبر هذا العمل هجوما مسلحا موجها ضد كل الأعضاء وستتخذ الإجراءات التي تعتبر ضرورية لتقديم المساعدة للبلد الذي تعرض للهجوم.

وإذا تأكد أن الهجوم روسي، فسيشكل ذلك تصاعدا خطيرا في أوكرانيا.

ومهما كانت نتيجة التحقيق الذي تقوده بولندا، فقد عزز الحادث المخاوف القائمة منذ فترة طويلة والمتعلقة بخطر سوء التقدير في ساحة المعركة مما يؤدي إلى نشوب صراع بين الناتو وروسيا.

الاخبار العاجلة