خاص “صدى الإعلام”… كورين: القدس هي عاصمة إسرائيل وأمريكا ستنقل سفارتها

21 يناير 2017آخر تحديث :
خاص “صدى الإعلام”… كورين: القدس هي عاصمة إسرائيل وأمريكا ستنقل سفارتها

رام الله- ترجمة صدى الإعلام– 21/1/2017  أجرت صحيفة ريا نوفستي الروسية مقابلة صحفية مع السفير الإسرائيلي الجديد لدى موسكو غاري كورين ترجمها “صدى الإعلام”، وفيها أكد السفير الإسرائيلي كورين على أنه “ليس لدى إسرائيل شروط مسبقة للقاء نتنياهو وعباس” واضعا الحمل كله على الجانب الفلسطيني لأية نتائج تثمر عنها اللقاءات الفلسطينية الإسرائيلية قائلا: “مصير لقاء نتنياهو وعباس يعتمد الآن على الجانب الفلسطيني”.

يشار إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو كان قد اعتذر عن اللقاء الذي دعت إليه روسيا سابقا في حين أبدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس موافقته علىهذا اللقاء، وعلى الرغم من ذلك، ما زالت إسرائيل تدعي أن الجانب الفلسطيني هو المسؤول عن تعطل اللقاء.

ومن بين ما قاله السفير الإسرائيلي في موسكو أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستعمل على نقل سفارتها إلى القدس المحتلة :”الإدارة الأمريكية الجديدة ستنقل سفارتها إلى القدس” مضيفا ” إن القدس هي العاصمة الفعلية والسياسية للبلاد” في إشارة إلى إسرائيل.

وحول الموقف الروسي الرافض للإستيطان، قال غاري كورين “إن دعم روسيا لقرار وقف الاستطيان الإسرائيلي لن يؤثر على العلاقات الروسية الإسرائيلية”.

أما بالنسبة للأزمة السورية فعبر السفير الإسرائيلي الجديد لدى موسكو أن إسرائيل ترحب بكافة المبادرات التي من شأنها وقف العنف في سوريا قائلا “نرحب بأي خطوات من شأنها وقف العنف وإراقة الدماء في سوريا”، وفيما يلي نص الحوار:

احتفلت إسرائيل وروسيا في العام الماضي بالذكرى الخامسة والعشرين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، كيف تقيمون نتائج العلاقات الثنائية على مدى الأعوام الماضية؟ وهل نجحت البلاد في تحقيق المزيد من التعاون في المجال الاقتصادي والسياسي؟

 شهد العام الماضي نشاطا مكثفا جداً، لقد تمت عدة زيارات هامة على أعلى المستويات بين روسيا وإسرائيل، وجرت الكثير من الانشطة الثقافية والاقتصادية بما في ذلك زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى موسكو وزيارة رئيس الوزراء الروسي ميدفيديف إلى القدس. ولقد وصلت علاقاتنا في العام الماضي إلى الذروة.

فيما يتعلق بقرار مجلس الأمن الدولي بخصوص الاستيطان الإسرائيلي، قررت إسرائيل أن تحد بشكل مؤقت من العلاقات مع الدول التي صوتت لصالح هذا القرار، هل هذا التدبير يمكن أن يؤثر على الاتصالات الثنائية بين روسيا وإسرائيل؟

نحن نقدر بأن المندوب الروسي الدائم لدى مجلس الامن الدولي قبل التصويت، دعانا إلى تأجيل التصويت على هذا القرار، وهذه خطوة دبلوماسية ايجابية، وبعد اعتماد القرار أجرى نتنياهو محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي بوتين، ومن المقرر أن تكون زيارات عمل في المستقبل، ولا أريد أن أخوض في التفاصيل، ولكن جميع ذلك يشير إلى إن علاقتنا عادت إلى المسار الذي يجب أن تكون عليه وأن هذا القرار لن يؤثر على علاقاتنا مع روسيا.

اقترحت روسيا عقد لقاء يجمع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في موسكو، وكانت هناك موافقة مبدئية من الجانب الإسرائيلي وتم تحديد تاريخ اللقاء ولكن تم إلغاء اللقاء، ما هو السبب وراء ذلك وما هي الشروط التي يجب تنفيذها للدعوة لهذا اللقاء؟

أنا أريد أن أقيم المقترح الروسي إيجابيا. وبالمناسبة، اقترحت دول أخرى كثيرة عقد مثل هذا اللقاء على سبيل المثال التشيك وفرنسا، ولكن كما تعلمون، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو مراراً وتكراراً إنه من الأسهل إجراء محادثات في القدس أو حتى في رام الله. وأعتقد أننا سنتوصل لحل هذه المسألة، ولكن لم يكن أية مشكلة من جانبنا، الجانب الفلسطيني دائما يقدم شروطا مسبقة. والأهم هو أن لدينا مواقف مشتركة مع روسيا. نحن نقدر الموقف الروسي بعدم إرسال وفد رفيع المستوى إلى باريس، أي أن روسيا في المرة القادمة تتحدث عن ضرورة اجراء محادثات مباشرة دون شروط مسبقة. نحن متفقين على ذلك، وإسرائيل لن تقدم أية شروط مسبقة، لكن الفلسطينيين هم من يقدمون شروطاً مسبقة. وعلى سبيل المثال، يجب على إسرائيل تجميد بناء المستوطنات الإسرائيلية وإطلاق مجموعة من القتلة والإرهابيين كبادرة حسن نية. هذه التنازلات كانت في الماضي، ولكن لم يحدث أي شيء بل العكس. ولهذا السبب نحن غير مستعدين لتنفيذ الشروط المسبقة، ونعتقد أنه ليس من الضروري تقديمها لأنه يجب الحضور والاتفاق.

الجانب الفلسطيني يدرك تماماً الموقف الإسرائيلي، وعلى ما أعتقد أنه لا يجب أن نذكرهم بقرار عام 1947 الذي يؤكد انشاء دولتين يهودية (إسرائيل) وعربية (فلسطين). الجانب الفلسطيني غير مستعد بالاعتراف بهذه الحقيقة، ونحن لديها الحق في تحديد المصير. وهذا يعني الاعتراف بالدولة اليهودية مع الأقلية العربية. وأن مصير لقاء نتنياهو وعباس في موسكو يعتمد الآن على الجانب الفلسطيني.

روسيا تعزز جهودها كذلك، فقد عقد مؤخراً في موسكو لقاء حول الوحدة الفلسطينية، ونحن نحترم محاولة الخارجية الروسية ومعهد الاستشراق الروسي لتقريب مواقف الفصائل الفلسطينية، ولكن هناك قوى راديكالية جدا على الجانب الفلسطيني.

كيف تطورت العلاقات الأمريكية الروسية بعد الانتخابات الأمريكية، هل تتوقعون أن يكون خطوات جديدة فيما يتعلق بالتسوية السلمية ودعم موقف إسرائيل في الأمم المتحدة بشأن هذه المسألة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟

 لا أستطيع التحدث عن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما والرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. فقد كانت لدى إسرائيل دائما علاقات راسخة مع الولايات المتحدة، وليس من المهم من سيكون في السلطة سواء كان من ممثلي الحزب الجمهوري أو ممثلي الحزب الديمقراطي. الجوهر في التصريحات الأولى للرئيس الأمريكي الجديد ترامب، ولدينا أسباب تجعلنا نعتقد بأن كل شيء سيكون جيدا.

تحدث ترامب عن خطط نقل السفارة الأمريكة إلى القدس، إذا تم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس كيف سيؤثر ذلك على التسوية الفلسطينية الإسرائيلية؟

 كيف سيؤثر ذلك على الفلسطينيين على الرغم من أنهم لا يخفون ردود فعلهم، حيث كانت هناك تصريحات صارمة من جانبهم حول هذه المسألة. لكن في نهاية المطاف فإن الإدارة الأمريكية الجديدة ستنقل السفارة، وسنكون مسرورين بذلك. والمشكلة ليست بأن جزء من القدس لن يكون عاصمة فلسطين بل أن العديد ينفون حق إسرائيل في القدس. هناك حرب سياسية، والتحريض ضد الاعتراف بحق إسرائيل في القدس، على الرغم من أن العلاقات التاريخية مع القدس لا يمكن إنكارها، خاصة أن السفارات والوزارات الرئيسية والبرلمان ومقر رئيس الوزراء في القدس والجميع يدرك أن هذه هي العاصمة الفعلية والسياسية، وأعتقد أن لدى روسيا شروط كافية لاتخاذ قرار جريء بشأن هذه المسألة.

نشرت وسائل الإعلام معلومات تفيد أن إسرائيل تعتزم بدء عملية عبر الحدود ضد مسلحي داعش (المحظورة في روسيا) في منطقة الجولان، هل هناك عملية برية لإسرائيل في سوريا، وهل هناك تنسيق بين القوات الروسية والإسرائيلية بشأن هذه المسألة؟

 كان هناك عدة حالات إطلاق نار، ولكن إسرائيل عبرت بوضوح عن موقفها لروسيا وللولايات المتحدة وللشركاء الأوربيين بأننا لن نتسامح مع أي هجوم على الجيش الإسرائيلي، ولن نصبر على ذلك، وليس من المهم من فعل ذلك، وبالنسبة لنا فإن السيناريو المتطرف الذي حدث غير مقبول- هذه محاولة لإنشاء جبهة ثانية لإيران وحزب الله في مرتفعات الجولان والتي قد تستخدم ضدنا. كانت هناك محاولات لإنشاء قاعدة ثانية في مرتفعات الجولان، ومن المعروف أن جنرالات الحرس الثوري زاروا هذه المنطقة من خلال استخدام الرحلات. ولا أريد أن أقلل من شأن التهديد من جانب داعش، ولكن اعتقد أن المهمة الأساسية لهم هي استفزاز إسرائيل، وإذا كانت هناك مثل هذه المحاولات فإننا مستعدون بأن نبين قدراتنا.

لدينا خطوط حمراء، وأحد هذه الخطوط تكمن في محاولة إنشاء قواعد وهجمات من الجانب السوري في مرتفعات الجولان، والخط الأحمر الثاني هو الجانب الروسي. وعندما بدأنا مناقشة هذه القضية مع روسيا من أجل عدم وقوع أسلحة في يد حزب الله. لدينا قنوات اتصال فعالة في هذه المسألة مع الجانب الروسي.

كيف تقيم إسرائيل الحلف الثلاثي الروسي الإيراني التركي بشأن سوريا؟

نتمنى النجاح لتعزيز حفظ السلام الذي تقوم به روسيا، بما في ذلك اللقاء الذي سيعقد في نهاية الأسبوع القادم في أستانة، ولكن لدينا شكوك لا تخص الخطوات الروسية بل تخص إجراءات واهداف شركاء روسيا وخاصة إيران، ولكن موقفنا يكمن في خطوات تساهم في وضع حد لمعاناة المدنيين. نحن ندعم مثل هذه الخطوات. كما وأن الآلاف السوريين يحصلون على الرعاية الطبية في إسرائيل.

أهداف إيران وروسيا في سوريا يمكن أن تكون مختلفة على الرغم من أنهما حلفاء. ونحن نناقش ذلك مع الدبلوماسيين الروس. لم يدعونا أحد إلى المحادثات السورية في أستانة وعلى الأرجح أن تركيا وإيران غير متفقتان على ذلك.

سنرى ماذا سيحدث في أستانة، لدينا شكوك بمدى نجاح هذا اللقاء، لكننا نرحب بمثل هذه المحاولات، ولقد أخبرنا الجانب الروسي عدة مرات والأطراف المعنية الأخرى أنه لا يهم ما هي الاتفاقيات التي ستتم، المهم هو الأخذ بعين الاعتبار بالمصالح الإسرائيلية أيضاً بما في ذلك مشكلة الجولان. إسرائيل لا تتدخل في الحرب في سوريا ولهذا السبب ندرك بأن تدخلنا لن يؤدي إلى أي شيء جيد. ونحن نؤيد أي محاولة يمكن أن تؤدي إلى وقف إراقة الدماء في سوريا.

 ما هي التدابير المحدودة التي تتخذها إسرائيل وروسيا في مكافحة الإرهاب؟

 نحن مسرورون من مستوى التعاون العالي والمكثف بين القوات الروسية والإسرائيلية، ونحن ممتنون للجانب الروسي في هذه الخطة، وآلية العمل تعمل بشكل جيد الآن.

هذا تعاون مهم ومكثف مع روسيا، إسرائيل وروسيا تتقاسمان النهج الاستراتيجي للاسلام الراديكالي. كما ولدى إسرائيل تجربة كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب، ونحن مستعدون لأن نتقاسم هذه الخبرة مع روسيا، كذلك هناك قنوات اتصال محددة، ولقاءات وزيارات يتم الاعداد لها لمناقشة هذه المسألة، ويشارك في مكافحة الإرهاب جهاز الأمن الفدرالي الروسي من الجانب الروسي والشرطة الإسرائيلية والشاباك من الجانب الإسرائيلي. وآمل بأن يكون هناك اتصالات محددة على مستوى عملي في عام 2017، كذلك هناك اتصالات منتظمة بين هيئتي الأركان الروسية والإسرائيلية فيما يتعلق بسوريا.

الاخبار العاجلة