مقتل الزعيم الثالث لداعش في ضربة قاصمة للتنظيم

1 ديسمبر 2022آخر تحديث :
مقتل الزعيم الثالث لداعش في ضربة قاصمة للتنظيم

  صدى الإعلام _ أكد الجيش الأميركي أن الجيش السوري الحر نفذ العملية التي أودت بحياة الزعيم الثالث لداعش أبوالحسن الهاشمي القرشي، بعد ساعات من إعلام التنظيم تنظيم الدولة الإسلامية عن مقتله في تسجيل صوتي نسبه إلى المتحدث باسمه.

وكان التنظيم المتطرف أعلن قبل ساعات مقتل زعيمه من دون أن يحدد تاريخ أو مكان وفاته، حيث نعاه المتحدث باسم التنظيم أبوعمر المهاجر في التسجيل الذي نشرته حسابات جهادية قائلا “قتل (…) وهو يراغم أعداء الله ويجالدهم فقتل منهم ما شاء الله أن يقتل ثم قتل كما يقتل الرجال في سوح الوغى والنزال”، من دون أن يوضح بالضبط ظروف وفاته، تاريخه ومكانه.

وقال المتحدث باسم القيادة المركزية في الجيش الأميركي (سنتكوم) جو يوتشينو أعلن لاحقاً أن الهاشمي القرشي قتل في منتصف أكتوبر في عملية “للجيش السوري الحر” في محافظة درعا في جنوب سوريا.

و”الجيش السوري الحر” تسمية أطلقت خلال سنوات النزاع الأولى في سوريا على فصائل المعارضة المسلحة ضد النظام، ولا تزال تستخدمها واشنطن للإشارة لتلك الفصائل.

وتسيطر قوات النظام السوري منذ العام 2018 على كامل محافظة درعا التي لا تزال تنشط فيها فصائل معارضة عقدت مصالحات مع دمشق.

وأشار المتحدث إلى أن العملية نُفذت في محافظة درعا، التي تسيطر عليها قوات النظام السوري وتنتشر فيها فصائل معارضة سابقة أجرت مصالحات مع دمشق.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام السوري بمشاركة فصائل معارضة سابقة شنت عملية أمنية ضد عناصر من التنظيم المتطرف منتصف الشهر الماضي في مدينة جاسم في ريف درعا الجنوبي، ما أسفر عن مقتل ثلاثة منهم وبينهم عراقي الجنسية.

وأعلنت دمشق في حينه عن العملية الأمنية التي قالت إنها تمت بالتعاون بين الجيش السوري “ومجموعات أهلية” وقد أودت بحياة “مجموعة من متزعمي تنظيم (داعش) الإرهابي” بينها عراقي.

وليس واضحاً ما إذا كانت العملية نفسها التي قتل فيها زعيم التنظيم، لكن مدير المرصد رامي عبدالرحمن رجح أن تكون نفسها.

وقال بوتشينو إن مقتل الهاشمي يشكل “ضربة جديدة” للتنظيم المتطرف، لكنه لفت إلى أنه لا يزال يشكل خطراً على المنطقة.

ورفضت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية كارين جان-بيار التعليق على ما اذا كانت القوات الأميركية لعبت دوراً في قتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية.

وقالت للصحافيين “يسعدنا أن نرى التخلص من قادة داعش بشكل متعاقب”، مؤكدة أن “الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة مواجهة التهديد العالمي لتنظيم الدولة الإسلامية وهي على استعداد للعمل مع الشركاء الدوليين”.

من جانبه قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي “نرحب بالإعلان عن أن زعيماً آخر لداعش لم يعد” على قيد الحياة.

وفي باريس قالت وزارة الخارجية الفرنسية، إن مقتل القرشي “يوجه ضربة جديدة للتنظيم الإرهابي، لكنه لن يؤدي إلى الحد من التهديد المستمر الذي يشكله (التنظيم) في العراق وسوريا، وكذلك في مناطق أخرى عديدة في العالم”.

وأعلن المتحدث باسم التنظيم تعيين الشيخ أبي الحسين الحسيني القرشي “خليفة للمسلمين” ليكون رابع زعيم لتنظيم الدولة الإسلامية.

ولم يقدم المتحدث أي تفاصيل حول الزعيم الجديد لكنه وصفه بأنه من “قدامى المجاهدين”، داعياً عناصر التنظيم المتطرف إلى مبايعته.

ومني تنظيم داعش، الذي سيطر في العام 2014 على مناطق واسعة في سوريا والعراق، بهزيمة أولى في العراق ثم في سوريا. لكن عناصره المتوارين لا يزالون يشنون هجمات وإن محدودة في البلدين خصوصاً ضد القوى الأمنية. كما يتبنى هجمات في دول أخرى حول العالم.

وكتب الباحث ومدير تحرير مجلة نيولاينز حسن حسن، وهو مؤلف كتاب عن تنظيم الدولة الإسلامية، في تغريدة أن الهاشمي قد يكون قتل “بالصدفة في غارة أو قتال من دون أن تكون الجهة التي قتله تعلم من هو” إن كانت الولايات المتحدة أو القوات العراقية أو المقاتلين الأكراد. وأضاف “هذا أمر غير مسبوق لكنه محتمل”.

وفي التاسع من سبتمبر، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن القوات التركية ألقت القبض على “قيادي كبير” في تنظيم الدولة الإسلامية ملقب بـ”أبو زيد” واسمه الحقيقي بشار خطاب غزال الصميدعي. وذكرت وسائل إعلام تركية في حينه إلى أدلة تشير الى أن الصميدعي قد يكون الهاشمي القرشي.

واعتبر حسن أن التنظيم قد يكون فضّل الاعلان عن مقتل زعيمه عوضاً عن الاعتراف باعتقاله، خصوصاً انه لم يعلن يوماً عن اسمه الحقيقي.

وفي العام 2014، حين أعلن التنظيم تأسيس “الخلافة الاسلامية” على مساحة تفوق 240 ألف كيلومتر مربع تمتدّ بين سوريا والعراق، تحكّم عناصره بمصائر سبعة ملايين شخص. بثوا الرعب في مناطق سيطرتهم وفرضوا قواعد متشددة جداً، كقطع الرؤوس وسبي النساء. ونفذوا اعتداءات وحشية حول العالم، قبل أن تتقلّص مساحة سيطرتهم تدريجياً.

وبعدما مُني التنظيم بهزيمة أولى في العراق في العام 2017 إثر معارك مع القوات العراقية، أعلنت قوات سوريا الديموقراطية، المدعومة أميركياً وعلى رأسها المقاتلين الأكراد، في 23 مارس 2019، هزيمة التنظيم إثر معارك استمرت بضعة أشهر، حوصر خلالها مقاتلوه من جنسيات مختلفة من أوروبا ودول آسيوية وعربية، والآلاف من أفراد عائلاتهم في الباغوز الحدودية مع العراق.

ومنذ إعلان القضاء على “خلافة” تنظيم الدولة الإسلامية في العام 2019، تلاحق القوات الأميركية والتحالف الدولي بقيادة واشنطن قياديي التنظيم. وتشن بين الحين والآخر غارات وعمليات دهم أو إنزال جوي ضد عناصر يشتبه بانتمائهم إلى التنظيم في سوريا.

وقد توجت هزيمة التنظيم بقتل القوات الأميركية لزعيمه الأول أبوبكر البغدادي ليل 26-27 أكتوبر 2019 في عملية عسكرية أميركية في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا.

وفي فبراير 2022، أعلنت الولايات المتحدة قتل زعيم التنظيم الثاني أبوابراهيم القرشي أيضاً في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (جبة النصرة سابقاً) في إدلب السورية.

وفي يوليو، أعلنت الولايات المتحدة أنها قتلت زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا ماهر العكال في ضربة نفذتها طائرة مسيرة أميركية.

ويقبع آلاف المشتبه بانتمائهم إلى التنظيم من جنسيات مختلفة في السجون العراقية كما في سجون القوات الكردية في سوريا.


للمزيد:إسرائيل تنتقد “نتفليكس” بسبب فيلم عن النكبة


الاخبار العاجلة