قمة إقليمية حول العراق في العشرين من الشهر الجاري

8 ديسمبر 2022آخر تحديث :
قمة إقليمية حول العراق في العشرين من الشهر الجاري

صدى الإعلام _ تُعقد في العاصمة الأردنية عمّان في العشرين من الشهر الجاري قمة إقليمية حول العراق بمشاركة إيران وتركيا وبعض الدول العربية وفرنسا. ولا يعرف إن كانت دول الخليج ستشارك في هذه القمة أم لا، في وقت يقول فيه مراقبون إن هناك توجها لجلب العراق بعيدا عن الخليج المشغول بترتيباته مع الدول الكبرى.

ويرى مراقبون أن إيران تعمل على جعل القمة الخاصة بالعراق قمة بلا خليجيين، مستفيدة من انفتاحها على الأردن، وسعيها إلى الانفتاح على مصر، مشيرين إلى أن وجود تركيا وإيران في مؤتمر يعنى بالعراق سيكون هدفه إضفاء الشرعية على تدخلاتهما شمال العراق وشرقه ضد الأكراد، واستباحة أراضيه دون أي رد عملي من الحكومة المركزية في بغداد.

ويعتقد المراقبون أن إيران تستفيد من تركيز دول الخليج على قضايا مصيرية بالنسبة إليها، وهي بناء علاقات على قواعد واضحة مع الدول الكبرى بما في ذلك الولايات المتحدة والصين، وفي ظل تطورات النفط والغاز التي جعلت الخليج قبلة لهذه القوى.

ولا تريد إيران أن تكتفي بالسيطرة السياسية على العراق عن طريق الأحزاب والميليشيات الحليفة لها، وفرضها توليفة حكومية تتماشى مع مصالحها ونفوذها، وإنما تريد أن تكون شريكا بغطاء إقليمي في المشاريع الاقتصادية الواعدة بالعراق إلى جانب فرنسا وتركيا.

ويرى المراقبون أن مؤتمر “بغداد 2” سيضفي شرعية على النفوذ الاقتصادي لدول تتدخل عسكريا في العراق مثل إيران وتركيا بعد أن حولتا تدخلهما العسكري إلى أمر واقع.

وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الأربعاء في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيري خارجية الأردن ومصر إن “مؤتمر بغداد النسخة الثانية سينعقد في عمان في الـ20 من هذا الشهر”. وأضاف “في المؤتمر الأول في بغداد شاركت تركيا وإيران، ونتوقع أن تشاركا أيضا في المؤتمر القادم”.

وتابع أن “مؤتمر الشراكة والتعاون هذا انعقد أساسا لدعم العراق واستمرارية دعمه، وحينما نتحدث عن دعم العراق واستمرارية دعمه من قبل الدول التي تشارك في هذا المؤتمر هذا يعني أيضا دعم سيادة العراق”.

وأوضح حسين أن “هناك تحديات كبيرة تواجهنا، تحديات لها علاقة بالأمن الغذائي والأمن الدوائي وأمن الطاقة ولأنها تحديات تتخطى حدود الوطن فنحن نحتاج إلى علاقات إقليمية ودولية لنواجه هذه التحديات”.

وتحدث عن “تدخلات عديدة” في العراق. وقال “نحن في هذا الصدد في حوار مستمر مع هذه الدول لحل هذه المشاكل منها مشاكل تعود إلى الماضي ومشاكل بسبب وجود بعض المنظمات السياسية من هذه الدول على الأراضي العراقية”.

وتابع “لدينا التزامات (…) تتعلق بالدستور العراقي بعدم السماح لأيّ منظمة أن تستعمل الأراضي العراقية للهجوم على دول الجوار، لكن في نفس الوقت لا يمكن قبول أيّ هجوم على الأراضي العراقية” من قبل دول الجوار.

وأكد “نحن في تواصل مستمر مع العاصمتين (طهران وأنقرة) لكي نصل إلى حلول لحماية سيادة العراق، ولمنع هذه المنظمات من القيام بعمليات ضد دول مجاورة”.

من جهته، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن “مؤتمر بغداد انعقد لدعم العراق وبالتالي العنوان الرئيسي لهذا المؤتمر هو كيف نعمل معا من أجل دعم العراق الشقيق”.

وأضاف “نحضّر الآن لاستضافة النسخة الثانية من المؤتمر هذا الشهر والهدف أن نستمر على الزخم الذي بدأ في مؤتمر بغداد من أجل الوقوف إلى جانب العراق الشقيق”.

وأعلن قصر الإليزيه الأحد عن عقد قمة إقليمية في الأردن “قبل نهاية السنة”، تجمع العراق والدول المجاورة بمشاركة فرنسا على غرار مؤتمر بغداد في 28 أغسطس 2021، في ظل التوتر مع إيران وتركيا.

وصدر الإعلان بعد مكالمة هاتفية بين إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الأحد.

وشاركت في المؤتمر الأول الذي عقد في بغداد فرنسا والأردن ومصر وقطر والسعودية والإمارات والكويت وإيران وتركيا.

وهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشن “عملية برية” في سوريا، بعد اعتداء وقع في 13 نوفمبر الماضي في إسطنبول واتهمت أنقرة حزب العمال الكردستاني الذي يتخذ مقرات له في العراق، ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا بالوقوف خلفه.

من جهة أخرى، شنت إيران في الفترة الأخيرة سلسلة ضربات صاروخية وبواسطة طائرات مسيّرة على فصائل معارضة كرديّة إيرانية في كردستان العراق.

وأكد وزراء خارجية الأردن ومصر والعراق أيمن الصفدي وسامح شكري وفؤاد حسين، في اجتماع بعمّان، استمرار العمل والتنسيق والتشاور في جهودهم لحل الأزمات الإقليمية وخدمة القضايا والمصالح العربية وبما يحقق أمن المنطقة واستقرارها.

وطبقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية فإن وزراء خارجية الدول الثلاث استعرضوا مجالات التعاون المختلفة وأكدوا ضرورة العمل على تفعيلها وإنجاز ما تم الاتفاق عليه سابقاً.

وشددوا على وجوب الوقوف الكامل إلى جانب العراق ودعم أمنه واستقراره وسيادته باعتباره ركيزة لأمن المنطقة واستقرارها. واتفقوا على إدامة التواصل لمتابعة تنفيذ المشاريع المقدمة وتنسيق الخطوات المستقبلية لإعطائها زخماً أكبر، خصوصاً في ضوء التحديات الاقتصادية.

الاخبار العاجلة