نحو استراتيجية وطنية لمواجهة الأبرتهايد

14 ديسمبر 2022آخر تحديث :
رمزي عودة

صدى الإعلام _ رمزي عودة _ نحو استراتيجية وطنية لمواجهة الأبرتهايد

على إثر تقارير “هيومن رايتس ووتش” و”منظمة العفو الدولية” وغيرها من المنظمات الدولية التي أثبتت أن إسرائيل دولة احتلال وفصل عنصري، ظهرت الحاجة بشكل مركزي إلى التوافق الوطني الفلسطيني على خطة استراتيجية وطنية لمواجهة الأبرتهايد الإسرائيلي يتم تنفيذها وفقا للإمكانات المرصودة في إطار جدول زمني محدد. وتقترح هذه الورقة عددا من الاستراتيجيات في الإطار السابق:

أولا- الاستراتيجية القانونية: وتهدف إلى رفع القضايا المتعلقة بالأبرتهايد في المحاكم الدولية مثل محكمة الجنايات الدولية، بهدف إرباك الاحتلال وفرض قيود عليه لوقف سياسات الأبرتهايد التي يمارسها.

ثانيا- الاستراتيجية الإعلامية: وتهدف إلى تعرية الأبرتهايد الإسرائيلي أمام الرأي العام الدولي وفضح جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، ورفع الوعي الوطني والدولي بسياسات الأبرتهايد الإسرائيلي، وذلك بهدف تعزيز التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني وممارسة ضغوط على الحكومات لاتخاذ سياسات إيجابية لصالح القضية الفلسطينية.

– ثالثا: استراتيجية المقاومة وتعزيز الصمود: إن أي استراتيجية وطنية لمقاومة الاحتلال والأبرتهايد يجب أن تتضمن عنصري المقاومة السلمية وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الأبرتهايد الإسرائيلي. إن مثل هذه الاستراتيجية سترفع تكلفة الاحتلال وستقلص من فرصه في تهجير الفلسطينيين.

– رابعا: استراتيجية إنتاج المعرفة المقاومة: وهو الأمر الذي تقوم به الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والأبرتهايد إضافة إلى عدد من حملات المقاطعة الأكاديمية. والفكرة الأساسية من هذا الجهد المعرفي هي إنتاج المعرفة المقاومة للاحتلال من خلال إعداد الدراسات والبحوث وتقادير الموقف، والتي يساهم في إعدادها عدد من الباحثين من مختلف الدول، وتساهم هذه المعرفة في تحويل السياسات العامة في دول الباحثين لصالح القضية الفلسطينية وضد نظام الأبرتهايد الإسرائيلي.

– خامسا: الاستراتيجية الدبلوماسية الرسمية والشعبية: وتنحصر الاستراتيجية الدبلوماسية في سياستين أساسيتين: الأولى التوجه للمنظمات الدولية مثل الأمم المتخذ لاتخاذ قرارات تسائل إسرائيل وتجبرها على وقف الاحتلال ونظام الأبرتهايد، أما السياسة الثانية، فهي تتحدد باتصال القيادة والحكومة الفلسطينية وحركات المقاطعة ومنظمات المجتع المدني بالقناصل والدبلوماسيين وأعضاء البرلمانات الغربية لإقناعهم باتخاذ سياسات مناصرة للقضية الفلسطينية وضد نظام الفصل العنصري.

– سادسا: استراتيجة المقاطعة: وتعني استراتيجية المقاطعة وقف التعامل مع السلطة القائمة بالاحتلال في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والأكاديمية وفي مختلف المستويات السياسية والشعبية والأكاديمية والثقافية. وتهدف حركات المقاطعة بمقاطعة دولة الاحتلال إلى إضعافها وتقويضها وعدم إعطاء احتلالها للأراضي الفلسطينية أي شرعية.

– سابعا: الاستراتيجية السياسية: أقترح في مجال تفعيل الاستراتيجية السياسية في مواجهة الأبرتهايد قيام منظمة التحرير الفلسطينية بإعلان فلسطين التاريخية وطنا قوميا للفلسطينيين. ومن شأن هذا الإعلان أن يفرض على دولة الاحتلال منح المنظمة تفويض في الدفاع عن إعطاء حقوق متساوية مدنية وثقافية ودينية للفلسطينيين داخل الخط الأخضر.

– ثامنا: استراتيجية بناء الدولة: إن إحدى الاستراتيجيات المهمة في تقويض وهدم نظام الإبرتهايد الإسرائيلي تتمثل في بناء الدولة الفلسطينية المستقلة، حيث تساهم عملية بناء الدولة في تحقيق الاعتراف الدولي بفلسطين وتسهيل انضمامها للعديد من المنظمات والبروتوكولات الدولية، إضافة إلى أن بناء الدولة الفلسطينية يساهم في وقف عملية الاستيطان وتدميره وهو الأمر الذي يساعد بشكل أساسي في إنهاء نظام الأبرتهايد.

وأخيرا، أقترح تقديم إطار معرفي وعملي لمقاومة الأبرتهايد يقوم على المزج والمواءمة بين الاستراتيجيات السابقة وإلغاء التناقضات التي يمكن أن تظهر فيما بينها. واقترح أن يتضمن هذا الإطار التدرج في عملية التطبيق، إضافة إلى التكاملية والتوافقية بين مختلف المكونات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الوطن.

الاخبار العاجلة