مبادرة فرنسية لتحريك ملف رئاسة الجمهورية في لبنان

27 ديسمبر 2022آخر تحديث :
مبادرة فرنسية لتحريك ملف رئاسة الجمهورية في لبنان

صدى الإعلام _ يحمل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يزور لبنان خلال الأسابيع القادمة مبادرات لطرحها على الفرقاء السياسيين قالت مصادر مطلعة إنها تتصل بتحريك ملف رئاسة الجمهورية العالق بعد أن فشل مجلس النواب عدة مرات في انتخاب رئيس للجمهورية خلفا لميشال عون.

وذكرت المصادر أن الرئيس الفرنسي بحث المبادرات المزمع عرضها على الساسة اللبنانيين مع القوى الدولية المؤثرة على الساحة اللبنانية وهي المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.

ومن المعروف أن انتخاب رئيس للبنان ليس شأنا داخليا صرفا بل يحتاج إلى تزكية القوى الدولية المؤثرة في الملف اللبناني.

وقال ماكرون “سأتخذ مبادرات في الأسابيع المقبلة حول كل الصعد (بشأن لبنان) وسأبذل جهدا كبيرا لذلك”. وأضاف “ما يهمني هم اللبنانيون واللبنانيات لأن الطبقة السياسية التي تعيش على حساب البلد لا تمتلك الشجاعة للتغيير”.

وأعرب الرئيس الفرنسي عن استيائه من “تصرف هذه الطبقة” وعن شكوكه بـ“طاقة الشعب اللبناني لدفعها إلى التغيير”.

وتابع “نريد المساهمة في إيجاد حل سياسي بديل عبر إقامة مشاريع ملموسة وفي الوقت نفسه عدم التساهل مع الطبقة السياسية”.

والأحد أشار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في تصريحات لوسائل إعلام محلية إلى أنه “ستكون لنا مبادرة واضحة في الأسبوع الأول من السنة الجديدة”، في إشارة إلى الملف الرئاسي العالق.

ويعارض باسيل ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية لمنصب الرئيس على الرغم من أنهما مدعومان من الثنائي الشيعي (حزب اللخ وحركة أمل).

وحال فيتو باسيل إلى حد الآن دون انتخاب رئيس جديد للبلاد واستكمال الاستحقاقات الدستورية. ومنصب رئيس الجمهورية في لبنان حصرا من نصيب الطائفة المسيحية.

والأسبوع الماضي كشفت مصادر أممية عن تخوّف الأسرة الدولية من تداعيات الوضع في لبنان، داعية إلى انتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير.

وقالت المصادر “الوضع في لبنان كان محور نقاش في اتصال هاتفي جرى قبل فترة قصيرة بين مسؤول أممي رفيع وأحد كبار المسؤولين في لبنان، عكس فيه المسؤول تخوّف الأسرة الدولية من تداعيات الوضع في لبنان”.

وأضافت أن المسؤول الأممي شدد على أنّ اللبنانيين عليهم مسؤولية أن يتداركوا هذه التداعيات بالركون إلى مصلحة لبنان واللبنانيين وانتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير.

ولفت المسؤول إلى أنّ “شعب لبنان يعاني، وواجبكم كلبنانيين أن تنتخبوا رئيسا يوقف المعاناة ويوحّد الشعب اللبناني، وأنتم كلبنانيين تعلمون أنّ المخاطر محدقة بلبنان على كل الصعد، وهذا يوجب على السياسيين تنحية مصالحهم والتوصل إلى اتفاق لملء فراغ السلطة في لبنان”.

وتابع ”نحن مدركون أن لبنان يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى أن تعمل مؤسسات الدولة بكامل فعاليتها لتتمكن من تجنّب تلك المخاطر، وتنفيذ الإصلاحات الشاملة برؤية إستراتيجية تستحث تغييرا جوهريا يحقق المصلحة العامة”.

ومنذ يونيو الماضي حالت الخلافات السياسية في لبنان دون تشكيل حكومة جديدة برئاسة ميقاتي بعدما كلفه البرلمان مجددا بالمهمة عقب استقالة حكومته إبان انتخابات برلمانية في مايو الماضي.

كما أخفق نواب البرلمان منذ سبتمبر الماضي في انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفا لميشال عون الذي انتهت ولايته في الحادي والثلاثين من أكتوبر الماضي، رغم عقد 10 جلسات برلمانية لهذا الغرض.

وتعتبر هذه الأزمة في لبنان غير مسبوقة مع عدم وجود رئيس للبلاد وفي ظل حكومة تصريف أعمال محدودة السلطات وبرلمان منقسم على عدة خيارات.

ويبحث لبنان عن حلول للخروج من نفق أزماته المالية والاقتصادية والنقدية، منها طرق باب صندوق النقد الدولي للحصول على قرض مالي، وإمكانية تعويم العملة المحلية.

وأواخر يناير 2022 بدأت الحكومة اللبنانية رسميا مفاوضات مع صندوق النقد الدولي حول برنامج للتعافي الاقتصادي في البلاد.

ويشهد لبنان أسوأ أزمة مالية واقتصادية في تاريخه منذ أكثر من ثلاث سنوات أسفرت عن انخفاض القدرة الشرائية للبنانيين وارتفاع نسبة الفقر والبطالة وانهيار حاد في العملة الوطنية مقابل الدولار.


للمزيد:لبنان: لقاءان يجمعان باسيل مع فرنجية وميقاتي


 

الاخبار العاجلة