الحراك الشعبي في غزة يتجاوز حدود أزمة الكهرباء

23 يناير 2017آخر تحديث :
الحراك الشعبي في غزة يتجاوز حدود أزمة الكهرباء

رام الله- خاص صدى الإعلام- تقرير رزان شقور- خرج المواطنون لأول مرة في  قطاع غزة إلى الشارع للمطالبة بحل ازمة الكهرباء والتنديد بأزمات أخرى كثيرة يعيشونها، وعلى الرغم من تصدي اجهزة الأمن التابعة لحماس في غزة للحراك الشعبي غير ان ذلك لم ينجح في ترهيب المواطنين وتخويفهم كما في مرات سابقة، إذ خرج الفلسطينيون عن خوفهم هذه المرة صارخين باعلى صوت ضد الظلم الذي يعيشونه؛ ويرى محللون أن أسباب المظاهرات التي خرجت في غزة تتجاوز حدود أزمة الكهرباء.

أسباب متراكمة منبعها الإحباط

خروج الناس إلى الشارع يعني وصولهم إلى ذروة الغضب نتيجة تراكمات الحالة الداخلية التي يعيشها قطاع غزة، في ظل نسب متعالية من البطالة، فقد سجلت الإحصائيات أن حجم العاطلين على العمل وصل إلى حوالي 160 ألف أي ما يتجاوز الـ 50%، في حين سجلت استطلاعات الرأي أن نصف أهالي قطاع غزة يسعون إلى الهجرة، عدا عن أن نسبة الفقر قد وصلت إلى 40%  في الوقت الذي يعيش فيه 40% من أهالي غزة تحت مستوى خط الفقر، أي ما لا يقل عن مليون وستمئة ألف نسمة من أصل 2 مليون يعيشون تحت خط الفقر، وصولا إلى الارتفاع في معدلات الجريمة والعنف في الآونة الأخيرة.

إن القراءة لهذه الأرقام تنبئ بمزيد من التدهور في الوضع الأمني الداخلي لقطاع غزة وبالتالي الانجرار إلى نتائج لا تحمد عقباها، وهو ما أكده المحلل السياسي ناجي شراب الذي قال ” خروج الناس للتظاهر ضد أزمة الكهرباء قد يكون هو الشرارة، لكن هي عملية تراكمية شاملة، تتعلق بعدم قدرة المواطن العادي على تلبية حاجاته الأساسية والتي تكون مرتبطة بالوظيفة والعمل، لذلك نجد مشاكل الانتحار والطلاق والقتل والعنف في تزايد، وهو ما دفع إلى الانفجار”.

وأضاف شراب ” هذا الخروج يعكس أكثر من صورة، أولا عدم قدرة الشركة على أداء مهامها، وما صاحب ذلك من تفسيرات بأن هناك فساد إداري ومالي الخ.. وحالة انقسام سياسي، وهو ما يعمل على خلق حالة الإحباط السياسي العام لدى المواطن، والتي يلجأ بسببها المواطن إلى الانتحار وهذه حالات موجودة أو الاحباط الاجتماعي ككل، الذي يقود إلى الانفجار الاجتماعي وهو ما حدث في غزة، وهو ما ينبغي أن يتم إدراكه من قبل من يريد أن يحكم غزة”.

أزمة الكهرباء مجرد عنوان

الإحباط والأزمات والتضييق التي يعيشه القطاع نتيجة تردي وضعه الاقتصادي والصحي والمعيشي دفع المواطن إلى الخروج للمطالبة بأبسط حقوقه المعيشية، فيقول المحلل السياسي شراب بأن “الخروج ضد أزمة الكهرباء قد يكون عنوانه أزمة الكهرباء، لكنه يتجاوز حدود أزمة الكهرباء، فهو تعبير عن رفض حالة الانقسام السياسي، والمطالبة بالمصالحة، وربما يكون عدم القبول بحكم حماس، فهذه رسالة لمن يحكم”.

ويضيف ناجي شراب “إن مسألة خروج الناس لم تكن في يوم وليلة، وإنما هي عملية تراكمية لإحساس الإنسان في قطاع غزة أنه قد وصل إلى مرحلة لا يستطيع فيها الاستجابة لحاجاته الأساسية، وهو ما يسمى بسلم التوقعات، وبالتالي باتت هناك فجوة تزداد تدريجيا دون وعي من المسؤول في قطاع غزة عن ذلك”.

مواقع التواصل الاجتماعي تشتعل

ولا زالت  مواقع التواصل الاجتماعي تشتعل بالعديد من التعليقات الساخرة و المنددة بأزمة الكهرباء  :

الاخبار العاجلة