البارزاني يلوح بإعلان استقلال إقليم كردستان إذا عاد المالكي لرئاسة الوزراء

23 يناير 2017آخر تحديث :
البارزاني يلوح بإعلان استقلال إقليم كردستان إذا عاد المالكي لرئاسة الوزراء

رام الله صدى الإعلام – 23-01-2017 – أعلن رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، موقفه حيال إمكانية عودة نوري المالكي، رئيسا للوزراء في العراق، بالقول: “سأعلن استقلال إقليم كردستان إذا تولى المالكي رئاسة الحكومة”.

جاء ذلك في تصريح لصحيفة “الشرق الأوسط” على هامش مشاركته في مؤتمر “دافوس” الاقتصادي، متوقعا أن تستمر أمريكا في موقعها الداعم للأكراد، ومؤكدا في الوقت نفسه، أنه لا يرى نفوذا أمريكيا في العراق، وإنما إيران هي صاحبة النفوذ الأكبر في بغداد.

وأكد البارزاني في وقت سابق من يوم الخميس 19-1-2017، عدم التخلي عن استقلال كردستان، مشيراً إلى أنه “إذا ما فقدنا الأمل من بغداد بشأن الاستقلال فإننا سنلجأ لإجراءات أخرى”.

فهل يعني ذلك أن إعلان استقلال الإقليم متوقف على تولي المالكي رئاسة الوزراء في العراق أم على الموافقات الدولية والظروف الداخلية لإقليم كوردستان. عن هذا الموضوع يقول النائب عن التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي زانا سعيد، في حوار أجراه معه برنامج “الحقيقة” الذي يبث على أثير راديو “سبوتنيك” إن الاستقلال هو حق يحتفظ فيه إقليم كردستان لنفسه ويمارسه في الوقت المناسب، لأن حق تقرير المصير أقرته المواثيق الدولية، وبالنسبة لتصريح السيد البارزاني وربطه بقضية عودة نوري المالكي إلى رئاسة الوزراء، فهي قضية تعود إلى الخلافات الشخصية بين الطرفين، وقضية استقلال الإقليم هي قضية مهمة واستراتيجية ولا ينبغي أن تربط بالخلافات الشخصية بين اثنين من قيادات العراق. ومع ذلك فإن الحديث عن استقلال كردستان يستخدم من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني كشعار سياسي يحرج فيه موقف بقية الأحزاب السياسية الكردستانية، التي لها خلافات عميقة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، بسبب تعطيل عمل برلمان إقليم كردستان وعلامات الاستفهام على قانونية موقع رئاسة الإقليم في هذا الوقت. ومع كل ذلك فإن أبناء وأحزاب الشعب الكردستاني مؤمنة مبدئيا أنها ستسعى في يوم من الأيام إلى تقرير مصيرها والتمتع بحق الدولة أسوة بباقي القوميات والمكونات الأخرى الموجودة في المنطقة”.

وعن مدى توافق الأحزاب الكردية مع طروحات السيد البارزاني يقول سعيد “الخلاف اليوم بين الأحزاب الكردية لا يدور حول استقلال وعدم استقلال كردستان، وإنما يدور حول آلية حكم إقليم كردستان في هذا الوقت وكذلك في المستقبل، فالديمقراطية الموجودة في الإقليم شابها الكثير من العيوب في ممارسات الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة السيد مسعود البارزاني، وإلى الآن لم تتحدث الاحزاب الكردستانية فيما بينها بشأن الاستقلال، وإنما الحديث يدور حول إعادة الحياة السياسية إلى الإقليم والبدء في أعمال برلمان كردستان بشكل طبيعي والذهاب إلى انتخابات برلمانية وانتخاب رئاسة الإقليم، أما إبراز موضوع الاستقلال في هذا الوقت بالذات، فهو للتغطية على المشاكل الداخلية في إقليم كردستان”.

ولا يمكن إغفال الظروف الدولية والإقليمية المحيطة بإقليم كردستان، التي لها التأثير الأكبر على موضوعة الاستقلال، إلا أن سعيد له رأي آخر، فهو يقول “الوضع الدولي لا يقف عائقا ام استقلال الإقليم والذي سيبنى على حسن الجوار وعدم إثارة المشاكل لدول الجوار وتكون دولة كردستان عامل أمن واستقرار للمنطقة، أعتقد أن الوقت ملائم جدا للاستقلال، حيث أنه وبعد القضاء على “داعش”، فإن الأولويات الدولية ستختلف، اليوم إقليم كردستان يمتلك سمعة طيبة ولا ينبغي إلا التوافق الداخلي وحل المشاكل السياسية الداخلية في الإقليم وستكون الظروف الدولية تبعا لإرادة الشعب، ذلك أن العامل الخارجي في هذه الحالة سيكون تابعا للعامل الداخلي. إن الوضع الدولي اليوم مهيأ نوع ما لإعلان الاستقلال، والأمور متوقفة على العامل الداخلي، فإذا ما توحدت صفوف الأحزاب الداخلية في الإقليم، فإن الظروف الدولية تستتبع ذلك. أما بالنسبة لشركائنا داخل العملية السياسية في العراق، فسبق وأن سأل السيد العبادي قادة إقليم كردستان ولأكثر من مرة فيما إذا كان الإقليم باقيا مع العراق أم ماض نحو الاستقلال، وبالتالي فإن حكومة بغداد أيضا في حيرة من أمرها، فالمشاكل مع بغداد في تزايد مستمر، لذا فإن حل مشكلة كردستان ليس في واشنطن وأنقرة، وإنما في بغداد، والأخيرة هي الطريق إلى الاستقلال”.

الاخبار العاجلة