هكذا يعالج جنود أوكرانيا ندوب الحرب النفسية

5 يناير 2023آخر تحديث :
هكذا يعالج جنود أوكرانيا ندوب الحرب النفسية

صدى الإعلام _ يجلس الرجال على كراسي مريحة بذراعين في غرفة منخفضة الإضاءة تفوح منها رائحة اللافندر والصنوبر، ويأخذون نفساً عميقاً وهم يغلقون أعينهم ويستمعون إلى موسيقى التأمل. لكن هذا ليس نادياً صحياً. يأخذ جنود أوكرانيون يرتدون الزي العسكري استراحة في مركز إعادة التأهيل هذا في منطقة خاركيف لاستعادة أجسادهم وعقولهم قبل العودة إلى خط المواجهة.

دفعت الحرب المستمرة منذ 10 أشهر قائداً محلياً إلى تحويل مصحة من الحقبة السوفياتية إلى مركز تعافي للجنود لعلاج الأمراض العقلية والجسدية.

قال أولكساندر فاسيلكوفسكي، المقدم في القوات المسلحة الأوكرانية، إن «عملية إعادة التأهيل هذه تساعد الجنود، لمدة أسبوع على الأقل، على استعادة نشاطهم». يتذكر فاسيلكوفسكي كيف عانى الجنود بصمت بعد عودتهم إلى ديارهم من محاربة روسيا في دونباس بأوكرانيا عام 2014. زادت معدلات الانتحار بين قدامى المحاربين في السنوات التالية، مع العديد من حالات اضطراب ما بعد الصدمة غير المعالجة. يأمل في أن يتمكن مركز مثل هذا من زيادة الوعي بالحاجة إلى رعاية الصحة العقلية ومنع حالات الانتحار في المستقبل.

هنا، يتم تقديم مجموعة متنوعة من العلاجات للجنود: العلاج المائي في حمام سباحة ساخن للشفاء من آلام العضلات؛ العلاج بالضوء الأحمر لتحسين القلب والدورة الدموية، وغرفة ملح لتنفس أفضل؛ وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من الكوابيس، فإن العلاج بالنوم الكهربائي، وهو علاج كهربائي منخفض التردد من الحقبة السوفياتية، يقال إنه يريح الجهاز العصبي ويحث على النوم.

علماء النفس متاحون أيضاً، ليس فقط للجنود ولكن أيضاً لعائلاتهم التي تتعامل مع صدمات الحرب.

وأوضح فاسيلكوفسكي أن الجنود يخضعون أيضاً لفحوصات طبية. إنه «أهم شيء لأن الشخص يصاب بعدة أمراض من ضغوط القتال». بالإضافة إلى الندوب النفسية للحرب، يأتي الجنود إلى هنا أيضاً لعلاج التهاب السحايا، والرضوض، وبتر الأطراف، والتهابات الرئة والأعصاب، واضطرابات النوم، والأمراض الجلدية، وأمراض القلب والأوعية الدموية، من بين أمور أخرى.

قال أرتيم، وهو معالج طبيعي يعمل في المركز ولا يمكنه الكشف عن اسمه الأخير لأسباب أمنية: «إذا كان شخص ما يعاني من صدمة ولا يستطيع المشي، هنا سنهتم به وسنعيده للوقوف على أقدامه».

تمت معالجة أكثر من 2000 جندي منذ افتتاح المركز في يونيو (حزيران) ويتلقى دعماً من شركاء دوليين في لاتفيا وليتوانيا ورومانيا وبولندا والولايات المتحدة وإسبانيا. وبحسب فاسيلكوفسكي، تبلغ تكلفة إعادة تأهيل جندي واحد في يوم واحد نحو 20 يورو. لكنه قال إن هناك حاجة لمزيد من التمويل، لأن «الحرب لم تنته بعد».

عمل فيكتور، الذي لا يمكن نشر اسمه الأخير لأسباب أمنية، كعامل منجم قبل الالتحاق بالجيش. شارك في العملية العسكرية التي طردت قوات الاحتلال الروسية من منطقة خاركيف.

لعدة أشهر، كان ينام في خنادق موحلة وباردة. قال فيكتور وهو جالس في غرفة حيث الجدران والأرضيات مغطاة بملح كثيف لتنظيف رئتيه التالفة: «لقد عملنا في ظروف كانت سيئة على صحتنا».

بعد أربعة أيام من مركز إعادة التأهيل، كان يشعر بالحيوية. قال فيكتور: «أنا مصمم بالفعل على المضي قدماً، ومواصلة عملي، وتدمير العدو».

ولكن ربما يكون الجانب الأكثر جاذبية لمركز إعادة التأهيل هذا ليس العلاج، ولكن القدرة على اصطحاب الأسرة معك لبضعة أيام.

مكسيم، مثل فيكتور، لا يستطيع الكشف عن اسمه الأخير لأسباب أمنية، لم ير زوجته وابنه منذ خمسة أشهر. قال إن أحد أصعب أجزاء هذه الحرب هو عندما «لا يمكنك التواصل والتحدث مع أحبائك». شعر بالارتياح لأنهم تمكنوا من الانضمام إليه لبضعة أيام في مركز إعادة التأهيل والاسترخاء معاً. دون إجازات رسمية، هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يحصل بها العديد من الجنود على الراحة المناسبة.


للمزيد: الهند ترصد 11 متحورا جديدا لفيروس كورونا


 

الاخبار العاجلة