المعادلة !!

15 يناير 2023آخر تحديث :
موفق مطر-حماس عين الحلوة

صدى الإعلام _ الكاتب: موفق مطر –  نحن شعب لا يقبل أبداً توصيف تضحيات أبنائه، بأنها مجرد نتيجة لجرائم حكومة وجيش منظومة الاحتلال الاستيطانية العنصرية تحسب بالأرقام، ونحن لن نسمح بتمرير رواية ودعاية تروج عن قصد أو كتعبير عن التعاطف، ومفادها كما نقرأ ونسمع ونشاهد في تقارير وسائل الإعلام، أن منظومة الاحتلال الفاشية الإرهابية، تتحكم برقاب شباب ورجال الشعب الفلسطيني كتحكم الجزار في المسلخ، فما يحدث معادلة واضحة للعيان، فالصمود والمواجهة والمقاومة الشعبية الفلسطينية ترتفع وتيرتها لدى الشعب الفلسطيني وقيادته، بالتناسب مع ارتفاع وتيرة إرهاب وعدوان وجرائم حرب منظومة الاحتلال عليه، مع التأكيد على اختلال المعادلة المائلة حتما لصالح جيش مهيأ ليكون الأقوى بين جيوش دول الشرق الأوسط قاطبة، تقنيا وناريا, ومدعوم من الولايات المتحدة الأميركية – أقوى دولة في العالم – عسكريا وسياسيا واستخباراتيا، ولهذا السبب نشهد ارتفاعا ملحوظا في رقم الشهداء يوميا، الذين لو دققنا النظر لاكتشفنا أن معظمهم هم من فئة الشباب دون سن التاسعة عشرة، وترتقي أرواحهم شهداء في ميادين مواجهة قوات الاحتلال بصدورهم وحجارتهم، حتى الشباب الذين ترتقي أرواحهم أثناء اشتباكات مسلحة لا مجال للحديث عن أدنى تكافؤ عسكري، أما الإرادة والإيمان بالحق التاريخي والطبيعي، والشرف في الدفاع عن أرض الوطن والشعب فيجعل المعادلة تبدو للعيان صحيحة .

تهمنا جدا أرواح ودماء وقدرات شبابنا ورجالنا، ويهمنا كل بيت عمّره المواطن الفلسطيني عبر مسيرة كفاح عملية، لكن الأهم لكل وطني ألا نسمح لمنظومة الجريمة ضد الإنسانية بكسر إرادة الشعب الفلسطيني، وألا يصل رؤوس الإرهاب إلى قناعة بإمكانية تحقيق أهداف خططهم وجرائمهم المبرمجة، وألا يتمكنوا من إخضاع المقدسات لسلطتهم، ليس الإسلامية والمسيحية وحسب، بل الإنسان الفلسطيني وهو أهم مقدس على هذه الأرض المقدسة، فالمنظومة الفاشية معنية بالمرحلة الأولى بكسر إرادة المواطن الفلسطيني وإخضاعه لتسهيل عملية الاستيلاء والسيطرة على المقدسات الدينية، وبذلك يتحقق لها تذويب الشخصية الوطنية للفرد، والهوية الوطنية للشعب الفلسطيني، ما يسهل عليها الاستمرار بالتمرد على الشرعية والقوانين والمواثيق الدولية كما تفعل الآن .. وهنا في هذه النقطة بالذات كثيرا ما نسأل من وسائل إعلام وفضائيات عن جدوى الأمل بالقرارات من الشرعية والمحافل والمنظمات الأممية والدولية، طالما أنها غير قادرة على ردع منظومة الاحتلال والإرهاب والعنصرية، وكأن السائل يريدنا التخلي عن كفاحنا الدبلوماسي والقانوني في ظل اختلال التوازن بالميدان لصالح جيش وحكومة دولة الاحتلال الفاشية، لكننا نسعى دائما لإقناع المستمع والمشاهد والقارئ قبل السائل، بأن مئات القرارات الدولية التي تقر بحق الشعب الفلسطيني هي قواعد انطلاق لتطوير المواجهة والمقاومة الشعبية المشروعة المنسجمة مع القانون الدولي والمواثيق الأممية، وتمنحنا بعدا أخلاقيا وسياسيا وقانونيا في التصدي لمنظومة بدأت شعوب وبرلمانات وحكومات ودول العالم تدرك خطرها على السلم ليس في فلسطين والشرق الأوسط وحسب بل على العالم، بما فيها إسرائيل حيث تهتم الدول الاستعمارية التي أنشأتها بالحفاظ على أقنعة مزيفة نجح ساستها السابقون بخداع العالم في مسألة الديمقراطية وحقوق الإنسان ..إلخ ، ومنع أشخاص معروفين للعالم قاطبة بعنصريتهم وتبعيتهم لمدارس إرهابية كبن غفير مثلا من خدش صورة إسرائيل ، لأن من شأن ذلك إحراجهم أمام شعوبهم وبرلماناتهم، رغم قناعتنا أن عواصم هذه الدول الاستعمارية وعلى رأسها واشنطن التي تقف مكتوفة الأيدي ولا تملك قرارا لتحقيق العدالة لروح مواطنة أميركية فلسطينية الأصل الصحفية شيرين أبو عاقلة قتلت برصاص قناص في جيش الاحتلال، يرفض قادته العسكريون والسياسيون أي تحقيق أميركي أو دولي بخصوص هذه الجريمة التي جعلت العالم يتنبه إلى مستوى الجريمة المتغلغلة حتى العظم في تركيبة القيادات العليا الإسرائيلية، وقدرتها حتى على التمرد على ولي نعمتها وسندها الرئيس واشنطن.

سيعلم كل مستعمر عنصري إرهابي فاشي في هذا العالم أن الشعب الفلسطيني لن ينكسر وأن حقه في الحرية والاستقلال لا تقوى قوة في الدنيا على مصادرته، لأنه يستمد قوته من عدالة نضاله وكفاحه بالوسائل المشروعة، ومن كونه الأمين الوفي لأرض وطنه التاريخي فلسطين, وأن العالم سيشهد على إرادته وقدرته على جعل طرف الاحتلال والاستيطان والعنصرية والفاشية وإرهاب الدولة في الطرف الآخر من المعادلة هو الخاسر .

الاخبار العاجلة