كفى .. آن الأوان لوقف العبث … تلك خيانة عظمى

26 فبراير 2023آخر تحديث :
كفى .. آن الأوان لوقف العبث … تلك خيانة عظمى

صدى الاعلام – كتب: د. محمد صالح الشنطي – كنت قد بدأت بكتابة سلسلة من المقالات حول المفردات المضلّلة التي استثمرها الإعلام المأجور ؛ ولكنني توقفت حتى لا أعكّر أجواء الوحدة الوطنية في هذا الظرف العصيب الذي يستشرس فيه العدوان الإسرائيلي ؛ غير أن شيئاً لم يتغير في سلوك القوى المعادية:

– الحرب الإعلامية الفاجرة ضد السلطة الوطنية و حركة فتح بعد الملاحم والمجازر الكبرى في نابلس وجنين وكافة أنحاء الضفة : اتهام للأجهزة الأمنية وهم يعلمون الحقائق المتعلّقة بما تقوم به هذه الأجهزة من عمل وطني في ظروف قاسية شهد لها الجميع ؛ أما مطالبتها بخوض حرب مع الإسرائيليين فذلك انتحار لا يقوم به عاقل و لا يدعو إليه إلّا غِر جاهل ، وكأنهم يتناغمون مع مطالب بن غفير وسموترتش الذين ينادون بالقضاء على السلطة الوطنية ، فقد فتح هذا الإعلام أكثر من جبهة على كل وسائل التواصل الاجتماعي بأسماء متعدّدة ، وكذلك عبر وكالات تنتحل اسم القدس لتروّج الإشاعات وتنشر الاتهامات ، وجيّشوا فضائيات ذات وزن كبير بأجندات مشبوهة تملأ الشاشات بالتحليلات الموجّهة و الأكاذيب و الاتهامات و اللقاءات و الحوارات مع شخصيات إعلامية مشبوهة يتظاهرون بالوطنية بوجوه بلاستيكية سَمِجة وهم ألدّ الخصوم .

– افتعلوا في الماضي أحداثاً كثيرةً ربما كان بعضها نتيجة اختراقات لبعض مؤسسات السلطة الوطنية لتقويضها من الداخل ، وحاولوا التشويش و التجمهر و ملأوا الدنيا صراخاً حتى يقال أن السلطة تكمّم الأفواه ؛ وفشلوا في ذلك ؛ و لكن الحبل على الجرّار ، وكما فعلوا حين عرقلوا انتقال الأراضي إلى يد السلطة الوطنية في التسعينيات عبر سلسلة مما أسموه أعمال استشهادية انتهت ببناء الجدار وقتل رابين وإفشال أوسلو وحصار القيادة واغتيال القائد واحتلال المدن وتدمير المطار و الميناء وكأنهم يساعدون العدو على تقويض ما تم بناؤه عبر أكثر من ربع قرن بغباء سياسي مكشوف ، وفي الوقت الذي تهدر فيه دماء المقاومين وتدمر البيوت على رؤوسهم يلوذون بشعارات مهترئة مطالبين فتح – عبر ندوات تلفزيونية تُعقد خصيصاً من أجل الإساءة إلى الحركة الوطنية – بسحب الاعتراف بإسرائيل و كأن السلطة دولة مستقلة ذات سيادة ، وليست لها مصالح تتعلق بوجود الشعب الفلسطيني و مؤسساته عبر وجودهم محاصرين في كانتونات يهيمن عليها الاحتلال ، فضلاً عن أن فتح والحركة الوطنية برُمّتها لم تعترف بإسرائيل ؛ و لكن ذلك من أجل حَرْف البوصلة عن اتجاهها الصحيح والانشغال بمناكفات حزبية رخيصة .

– التظاهر بالتضامن الشكلي مع الضفة عبر إطلاق بعض الصواريخ والرّد الشكلي من الاحتلال تمويها ، و الاعتراف بخذلان حركة الجهاد الاسلامي خوفاً من عدوان إسرائيلي ، و كأنهم لم يستوعبوا الحقائق إلا بعد سلسلة من الحروب العدوانيّة التي تم استدراجهم إليها هلك فيها الحرث و النسل عبر ما يقرب من عقدين من الزمن من جريمة الانقلاب . وما خلّفه ذلك من ظهور طبقة فاسدة زكمت رائحتها الأنوف و تفرّق قادتها بين العواصم يديرون أملاكهم و أسلابهم ، و يطلقون الشعارات من مكاتبهم الوثيرة و يدلون بالتصريحات النارية ويتغنون بالمقاومة ، وتركوا البلاد تقبع في ظلام الفقر و المرض و المخدرات .

– استَعْدوا على الشعب الفلسطيني البعيد و القريب بمواقفهم السياسية الفجّة والانتهازية ، وعملوا على أن ينْفَضّ التأييد من حول القضية بسبب سياساتهم الرعناء .

– آن الأوان لكشفهم وزور ادعاءاتهم بالمقاومة وهم سادرون في غيهم مشغولين بنسج الأقاويل … إنها الخيانة العظمى فلتستفق قواعدهم الشعبية التي خدعوها وهاهم عراة لا يجدون حتى ورق التوت لستر عوراتهم .
آن الأوان لصدّهم و فضحهم و تعريتهم.

كتب: د. محمد صالح الشنطي

الاخبار العاجلة