لقاء مرتقب بين وزيري خارجية السعودية وإيران تمهيدا لفتح السفارات

23 مارس 2023آخر تحديث :
لقاء مرتقب بين وزيري خارجية السعودية وإيران تمهيدا لفتح السفارات

صدى الإعلام _ اتفق وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان على عقد لقاء ثنائي بينهما قريبا وذلك “لتمهيد الأرضية لإعادة فتح السفارات والقنصليات بين البلدين، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية اليوم الخميس.

وقالت الوكالة إن الوزيرين تبادلا التهنئة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

واتفقت السعودية وإيران في العاشر من الشهر الجاري على استعادة العلاقات بعد سنوات من العداء الذي هدد الاستقرار والأمن في الخليج وساهم في تأجيج نزاعات في بلدان بالشرق الأوسط منها اليمن وسوريا.

وحدّد الاتفاق مهلة شهرين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية رسميا بعد سبع سنوات من القطيعة. كما تضمّن تعهدا من كل جانب باحترام سيادة الطرف الآخر وعدم التدخل في “الشؤون الداخلية”.

وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء أن عبداللهيان أكد خلال الاتصال استعداد إيران لتعزيز العلاقات مع السعودية.

وأضافت أن الوزيرين اتفقا على الاجتماع في أقرب وقت ممكن وبدء استعدادات إعادة فتح السفارتين والقنصليات.

وكان عبداللهيان قد قال في وقت سابق، إن الحكومة الإيرانية اقترحت على السعودية ثلاثة أماكن لاستضافة لقاء على مستوى وزيري خارجية البلدين، دون أن يذكر الأماكن الثلاثة أو يشير إلى موعد عقده.

وأكد عبد اللهيان أن طهران والرياض اتفقتا على إعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي، مشيرا إلى أن الجانبين تبادلا رسائل عبر سويسرا التي ترعى المصالح السعودية في إيران، وقال إن هناك اتفاقا مع السعودية على قيام وفود فنية من البلدين بتفقد السفارتين للتحضير لإعادة فتحهما.

ويرى مراقبون أن الاجتماع المرتقب سيتضمن مناقشة جميع القضايا الخلافية بين البلدين وخصوصا المتعلقة باليمن وتسليح الحوثيين إلى جانب برنامج إيران النووي، وغيرها من الملفات قبل الاتفاق على إعادة العلاقات الدبلوماسية.

وأعلن عن الاتفاق بين السعودية وإيران، الذي تم بوساطة صينية، بعد محادثات لم يعلن عنها في بكين بين كبار المسؤولين الأمنيين من البلدين.

ويقول محللون إن الجانبين سيستفيدان من خفض التصعيد إذ تسعى إيران إلى تقويض الجهود الأميركية لعزلها في المنطقة، بينما تحاول السعودية التركيز على التنمية الاقتصادية.

وانقطعت العلاقات عندما هاجم محتجّون إيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران بعدما أعدمت المملكة رجل الدين الشيعيّ المعارض نمر النمر.

كما اتهمت المملكة إيران بالمسؤولية عن هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة على منشآت نفطية في 2019، فضلا عن هجمات على ناقلات نفط في مياه الخليج. وتنفي إيران تلك المزاعم.

ويُذكر أنّ الولايات المتحدة تفرض عقوبات على إيران على خلفية برنامجها النووي.

وتعدّ الجمهورية الإسلاميّة والسعوديّة أبرز قوّتَين إقليميّتَين في الخليج، وهما على طرفَي نقيض في معظم الملفّات الإقليميّة، وأبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفا عسكريًا داعمًا للحكومة المعترف بها دوليًّا، وتَتّهم طهران بدعم الحوثيّين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.

وأثار التقارب بين السعودية وإيران مفاجأة وأملا في مصالحة بين الاطراف المتنازعة في دول مثل اليمن وسوريا.

لكن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أكد في 13 مارس ان هذا الاتفاق “لا يعني التوصل إلى حل جميع الخلافات” العالقة بين البلدين.

في المقابل، تراقب إسرائيل بقلق هذا الاتفاق بين السعودية وايران، العدو اللدود للدولة العبرية. وبعد الاعلان عن الاتفاق، قال زعيم المعارضة يائير لابيد “الاتفاق السعودي الإيراني هو فشل تام وخطر لسياسة الحكومة الإسرائيلية الخارجية”.

وعلى الصعيد الجيوسياسي، فإن الاتفاق يمثل التزاما متزايدا للصين في الشرق الاوسط فيما كانت حتى الآن ينظر إليها على أنها مترددة في التدخل في ملفات المنطقة الشائكة. كما شكّل نجاح الصين المفاجئ في التقريب بين السعودية وإيران تحدّيا للدبلوماسية الأميركية في الشرق الأوسط بعدما اعتُبرت الولايات المتحدة لفترة طويلة وسيطا ولاعبا أساسيا في المنطقة.


للمزيد: حمدوك الأكثر حظاً لرئاسة الحكومة السودانية

الاخبار العاجلة