اغلاق باب الترشح لانتخابات مجلس الأمة الكويتي

15 مايو 2023آخر تحديث :
اغلاق باب الترشح لانتخابات مجلس الأمة الكويتي

صدى الإعلام _ أُغلقت أبواب الترشح لانتخابات مجلس الأمة في الكويت بتقدم أكثر من خمسة مرشحين لكل مقعد من مقاعد المجلس الخمسين، موزعين على خمس دوائر انتخابية، يحق لكل دائرة منها أن تحتل عشرة مقاعد، يفوز بها المرشحون الذين يحصلون على أعلى الأصوات في الدائرة.

وتعدّ الانتخابات التي ستُجرى يوم 6 يونيو المقبل مفصلية بالنسبة إلى التيارين الرئيسيين في البلاد؛ التيار الإصلاحي الذي يتقدمه رئيس المجلس السابق مرزوق الغانم، وشخصيات أخرى من المعارضة، وتيار السلطة الذي يقوده تحالف رئيس الوزراء الشيخ أحمد نواف الأحمد ابن أمير البلاد، وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد. ولكل من هذين التيارين توقعات مختلفة بالنسبة إلى مستقبل البلاد؛ ففي حين يطالب الإصلاحيون بحكومة تخضع للمساءلة وتحترم الدستور وتكافح الفساد وتتقدم ببرنامج تنموي قابل للتحقيق، يسعى تيار “الحكومة – ولي العهد” إلى استرضاء رموز وشخصيات جماعات الإسلام السياسي الذين كانوا سببا في إثارة المشكلات أمام العديد من الحكومات السابقة، ودفعت استجواباتهم إلى استقالتها مرة تلو أخرى. وذلك وسط اقتناع لدى هذا الفرع من الأسرة الحاكمة بأن الاستقرار لن يتحقق ما لم يتم احتواء ممثلي المعارضة المتشددة.

ويقول مراقبون إن السجال السياسي يشهد نبرة تزداد حدة بالنظر إلى أن ممثلي الطرفين يكشفون عن خصومة غير مسبوقة ويسعى كل منهما إلى الإطاحة بالطرف الآخر. وهو أمر لم يكن من ضمن تقاليد المنافسة في السابق. ولكنه يكشف أيضا أن أزمات البلاد ازدادت حدة مع تأخر المعالجات المطلوبة لها وتفاوت مقاربات حلّها.

ولكن المراقبين يلاحظون أيضا أن المنافسات بين المرشحين الكبار تظل تتسم بالاحترام وتقديم التصورات السياسية، حيث يكتفي المرشحون في تمييز شخصياتهم بالاعتماد على مواقف مسبقة وعلى دعم تقليدي داخل دوائرهم.

وتشكل نسبة التصويت بين إثنين من كبار المتنافسين، هما رئيسا مجلس الأمة السابقان مرزوق الغانم الذي يترشح عن الدائرة الثانية وأحمد السعدون الذي يترشح عن الدائرة الثالثة، جزءا مهما من السباق؛ ليس لأنهما يتبنيان موقفين مختلفين فحسب، بل لأن أحدهما سيكون هو الأكثر تأهيلا لرئاسة المجلس. الأول يمكن أن يفوز بالمنصب إذا تقدمت المعارضة الإصلاحية، والثاني يمكن أن يفوز به إذا تقدمت الموالاة للمؤسسة الحاكمة. كما أن هناك مرشحين آخرين لرئاسة المجلس مثل الدكتور أحمد مطيع العازمي الذي يقدمه بعض المؤيدين على أنه “رئيس توافقي”.

وقد تصدرت الدعوات إلى توفير ضمانات لتحقيق نزاهة وشفافية الانتخابات مطالب المرشحين. وعقب إعلان ترشحه افتتح الغانم أول فصول المعركة قائلا لرئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد نواف الأحمد “أقولها علناً وليس عبر الواتساب، إن أحد أبناء الأسرة وهو ولد عمك حاط شاليه في الخويسات، ويستدعي المرشحين ويدعمهم، وهذا تعدٍّ صارخ، وعليك مراقبة الأمر، وأنت المسؤول، و(لك أن) تعتبره تحذيراً أو تعتبره نصيحة”، مشدداً على أن مهمة رئيس الوزراء والوزراء أن يكونوا حياديين، “واليوم أتكلم تلميحا لا تصريحا، وإذا استمر تدخل هذا الفرد بالانتخابات فسأتكلم تصريحا”. ورداً على سؤال عما إذا كان رئيس الوزراء يشكل خطراً على الكويت، ذكر الغانم أن “الأمر ليس مرتبطاً باسم أو بشخص، فكل من لا يحترم الدستور أو ينتهكه هو خطر على الكويت”، مضيفا “أملك مشروعاً يحاكي المرحلة الحالية ويساعد في إخراجنا من عنق الزجاجة، وسأشرح تفاصيله خلال حملتي موجهاً عدة رسائل للمعنيين بشأن الانتخابات وتوفير ضمانات لنزاهتها”.

ورد منافسه في الدائرة الثانية بدر الملا بالقول إنه شارك في حكومة الشيخ أحمد نواف الأحمد، “وتشرفت بحكومة رفضت القسم أمام مجلس ساقط شعبيّا وسياسيا”.

وتعهد محمد المطير مرشح الدائرة الثانية أيضا “بالاستمرار في متابعة الفساد بجميع السلطات”، مؤكداً أن “الإرادة الشعبية التقت مع إرادة القيادة في محاربة الفساد، وبعد الانتخابات ستكون لدى النواب آلية لاختيار رئيس مجلس الأمة ونائبه”.

وقال النائب السابق الصيفي الصيفي الذي ترشح عن الدائرة الخامسة “الانتخابات المقبلة مهمة ومعركة فاصلة بين الحق والباطل، بين الفساد والإصلاح، ولقد حملنا مشعل الإصلاح منذ أن دخلنا البرلمان عام 2009 ولم نتزحزح لحظة واحدة عن خدمة الشعب الكويتي وتبني قضاياه”.

وقال مرشح الدائرة الأولى ميثم عوض إن “هناك حالة من اليأس نراها في عيون كل المواطنين، وهناك انحدار غير مسبوق في كل المؤسسات، وفساد أثقل البلاد”، مضيفا أن “الجميع يتساءلون: هل هناك أمل؟ هل هناك إصلاحات؟ وأتمنى اللي ما شاف الرياض قبل خمس سنوات يروح يشوفها، اللي ما شاف قطر قبل عشر سنوات يروح يشوفها”.

وتعهدت المرشحة عزيزة البناي عن الدائرة الأولى بأن تضع المواطن على رأس أولوياتها. بينما رفعت المرشحة عالية الخالد عن الدائرة الثانية شعار “جرأة لا يجرؤ عليها الآخرون”، وأقسمت على الذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله.

وهاتان المرشحتان هما من بين 9 مرشحات يدخلن السباق في الدوائر الخمس، بين أكثر من 210 مرشحين آخرين.

ودافع مرشح الدائرة الأولى مخلد العازمي عن الاستقرار، مقرا بأن الكويت عانت كثيرا في السنوات الماضية وأنه “إذا لم يكن هناك استقرار فلن تنهض الكويت”.

وقال مرشح الدائرة الخامسة الدكتور بدر ماجد المطيري، إن “الكويت اليوم تمر بمنعطف خطير وقد توقفت عجلة التنمية، ونحتاج إلى وقفة جادة”.

أما مرشح الدائرة الأولى الدكتور عادل الدمخي فقال إن “هناك دعوات مثبطة للشعب الكويتي عن المشاركة في الانتخابات ومثبطة للإصلاحيين وتدعوهم إلى المقاطعة وهذا أخطر ما يكون وهو المقاطعة واليأس من الإصلاح”، وشدد على الاستمرار “في الرقابة والتشريع ومحاسبة الفاسدين كما نستمر في التوافق مع الإصلاحيين في التشريع الصحيح والرقابة”.

الاخبار العاجلة