انقلاب دموي.. وانفصال.. ثم دمغة انتهاء الصلاحية

15 يونيو 2023آخر تحديث :
موفق مطر-حماس عين الحلوة

صدى الإعلام – الكاتب-موفق مطر: ماحدث في غزة يوم الرابع عشر من حزيران سنة 2007 حلقة في سلسلة المشروع الاستعماري الدولي – الصهيوني التدميري لكينونة الشعب الفلسطيني، وواحدة من أفظع وأقوى الضربات التي تعرضت لها حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، ومن جملة أهداف الانقلاب المسلح الدموي شطب منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والحيلولة دون قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران لسنة 1967 وعاصمتها القدس الشرقية كما نصت عليها قرارات الشرعية الدولية، وكذلك تبرير ادعاءات منظومة الاحتلال والاستعمار العنصرية الفاشية (إسرائيل) للاستمرار في فرض وقائع على الأرض من جانب واحد بحجة عدم وجود نظام سياسي فلسطيني واحد وسلطة فلسطينية واحدة، وفي الخط الموازي الادعاء بأن الفلسطينيين يقذفونها بالصواريخ بعد انسحاب جيشها من قطاع غزة، ولذلك فلا أمان ولا ضمان لأي اتفاقات تبرم مع منظمة التحرير الفلسطينية، ومالم يدرك شعبنا أن كل ما حدث هو في الحقيقة مشروع مؤامرة (دولية – إسرائيلية – إخوانية) كان لكل طرف فيها مصالح معينة، لكن الجميع كانوا متفقين على تحقيق هدف انفصال قطاع غزة عن فلسطين، واعتباره كيانا خاصا لدولة فلسطينية وفق منظور منظومة الاحتلال، وإمارة إسلامية تمهيدا لقيام دولة إسلامية بنظر الإخوان وفرعهم المسلح في فلسطين المسمى حماس، أما أميركيا ودوليا فيكمن الأمر في إبقاء قضية الحق الفلسطيني مجرد حالة إنسانية تتم معالجتها بمشاريع اقتصادية فقط بدون أدنى آفاق سياسية والمثال عليها (خطة ترامب) وتيسير السبل أمام دول عربية للتطبيع والمثال على ذلك (اتفاقيات أبراهام).ومالم يدرك شعبنا هذه الأمور ووقائعها الواضحة المكشوفة على الأرض فإننا سنبقى ندور في حلقة مفرغة من التنظير والشعارات والتحليلات ونشر مقولة: “الانقسام” و”طرفي الانقسام” التي يهدف مطلقوها إلى ضرب وعي المواطن الفلسطيني في الصميم، وأخذه إلى مواقف مخالفة للمنطق، وتمنعه من رؤية واستكشاف أبعاد المؤامرة، رغم دلالاتها الواقعية والحقائق المادية القائمة على الأرض منذ 16 سنة، حيث يعاني الشعب الفلسطيني بملايينه الـ14 في الوطن والشتات، وتحديدا مليوني مواطن في قطاع غزة من نتائج وتداعيات دوران عجلة المؤامرة، حيث يهرس مستقبل أجيال من الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع رؤوس المؤامرة، وسط ضجيج هائل من الشعارات واليافطات الدينية والوطنية المزيفة حتى.فأهلنا في غزة ليسوا أكثر من رهائن إلى حينتشييع المشروع الوطني الفلسطيني إلى مثواه الأخير وحتى اللحظة التي يجب أن نسمح بحلولها، فإن كثيرا من الشباب يغرقون في دروب الهجرة البحرية، فيما ينهش الفقر ما تبقى من قلوب البسطاء وذوي الدخل المحدود والمعتمدين على المعونات، فيما المدمرة بيوتهم في العراء أو في ظروف أشد مأساوية من ظروف اللجوء في النكبة الأولى سنة 48 بعد خمس حروب استدرجها رؤوس حماس للتمويه على انخراطهم العميق والدقيق في المؤامرة.. فرؤوس حماس قبل وأثناء انقلابهم العسكري الدموي، برروا جريمتهم التاريخية بحق فلسطين والمشروع الوطني، بأنها عملية حسم عسكري ضد (دحلان الدايتوني) وجماعته، ليشهد شعبنا اليوم على وئام وسلام ومصالح واقتسام مكاسب في غزة بين الذين نفذوا المؤامرة بأدواتهم العسكرية والبشرية، وبين الذين تعاونوا معهم سرا لتمكينهم من بسط نفوذهم على قطاع غزة، بعد تقنعهم بشعارات وطنية، وخداعهم البالغ حد الجريمة والخيانة الوطنية.

نعيد التأكيد على أن اعتبار الانقلاب انقساما، والحديث عن طرفي انقسام مساهمة مقصودة أو في سبيل اتقان ما يشبه دور (الصليب الأحمر) وهذا أخطر مافي عملية تضليل الجماهير الفلسطينية، لما فيها من تزوير لحقائق ووقائع انقلاب حماس الدموي، فحماس اختارت التمركز في الجبهة المعادية والاصطفاف مع قوى ودول إقليمية معنية بالتربح من ورقة الحق الفلسطيني وتوظيفه للمساومة عليه،وبث رؤوسها الوهم لدى قوى الإقليم بقدرتهم على التحكم بمصير الشعب الفلسطيني وتمثيله حصرا!! وللمثال على ذلك إهداء رؤوس حماس دماء شعبنا المسفوكة بلا ثمن تحت عناوين:(النصر الرباني) و(النصر الإلهي) (لسادتهم في طهران)، فمنذ ابتداء جريمة الانفصال وهتك الهوية الوطنية مستمر، ومسح الانتماء للوطن من الذاكرة الفردية والجمعية، وإحلال الولاء الأعمى لجماعة الإخوان على حساب القسم بالولاء والإخلاص لفلسطين.

لابد من كسر موجات الإحباط واليأس والعبث بمناعة الروح الوطنية والمعنوية للمواطن ورفع مستوى وعي الجماهير الفلسطينية ويقظتها لمواجهة ذروة التراجيديا في مسلسل المؤامرة المتصاعدة بقوة نحو الانفصال، وتكريس واقع الدولة المؤقتة..ولا بد من موقف شعبي وفصائلي وحقوقي صريح وصلب وصريح، ضاغط على رؤوس حماس باعتبارهم أدوات تنفيذها على الأرض، وكشف حقيقتهم كمستثمرين بدماء الشعب الفلسطيني، لا يهمهم إلا التكسب وضمان تدفق المال في شرايين مشاريعهم الخاصة في قطاع غزة.

يجب علينا رؤية أهداف المؤامرة المستمرة فعليا بالتوسع منذ لحظة دفع مسلحي حماس لمنتسبي أجهزة أمنية فلسطينية من أعلى أبراج مدينة غزة، وتفجير مقرات رسمية أمنية نظامية على رؤوس المتواجدين فيها قبل 16 سنة، وتحويل المساجد إلى أقبية تعذيب،وتفجير الأبراج السكنية عبر زرع براميل متفجرات تحت ركائزها وعند قواعدها ومنها إيصال المواطن الفلسطيني إلى نقطة الكفر بمبدأ التحرر والحرية والاستقلال،ونسف مقومات الثقافة العربية الوطنية الفلسطينية الإنسانية التحررية التقدمية الديمقراطية للشعب الفلسطيني، واستبدالها بمفاهيم (حماس) الظلامية المنغلقة المتخلفة المنفصلة عن الحياة المعاصرة، وتهيئة الأجواء لتعميم ظاهرة “داعش” وسلوكه الإرهابي الإجرامي الهمجي، ولكم شهادة تاريخية عشناها أيام الانقلاب الدموي عندما سمعناهم يحرضون ويشجعون مسلحيهم عبر مكبرات المساجد المحيطة بمركب المقوسي العمراني في حي النصر شمال مدينة غزة أثناء اقتحامه بعبارة:”اقتلوهم..دمروهم هجروهم..اسبوا نساءهم”!!.فمن يفعل ذلك، لا صلة له بالوطن، ولا بمبادئ وقيم الوطنية، ومجرد جماعة استخدموا كأدوات لتنفيذ المؤامرة، أما دمغة انتهاء صلاحيتهم فتقررها مشيئة الشعب الحتمية.

الاخبار العاجلة