بايدن تقدم خطوة

12 يوليو 2023آخر تحديث :
بايدن نتنياهو بدنا نعيش

صدى الإعلام – الكاتب: عمر حلمي الغول – بايدن تقدم خطوة

أدلى رئيس الولايات المتحدة بجملة من المواقف السياسية حول ملفات عالمية ساخنة عديدة، منها رؤيته لطبيعة حكومة الترويكا الفاشية في إسرائيل، وانعكاس ذلك على التطبيع مع المملكة السعودية، وأثره على عملية التسوية السياسية على المسار الفلسطيني الإسرائيلي يوم الأحد الماضي الموافق التاسع من يوليو الحالي مع قناة (CCN) الأميركية.

ومما ذكره الرئيس بايدن حول ملف التطبيع بين إسرائيل والسعودية، بأن الدولتين ما زالتا “بعيديتين عن إمكانية تطبيع العلاقات الثنائية بينهما.” وأضاف أن الطريق طويلة “أمام التطبيع بين تل أبيب والرياض”، واعتبر ساكن البيت الأبيض، أن وزراء حكومة بنيامين نتنياهو، “الذين يريدون استيطانا في كل مكان هم جزء من المشكلة” وقصد كل من سموتريتش وبن غفير، وفق القناة الإسرائيلية “12”. وهو ما أفترضه تعطيلا للجهود الأميركية المثابرة لتوسيع عملية التطبيع المجاني بين الدول العربية والدولة العبرية، واغلاقا للطريق، التي يدعي نتنياهو رغبته بفتحها وتحقيقها، وخاصة في بلوغ لحظة التطبيع الكامل مع السعودية. ولكن قيادتها السياسية أعلنت في العديد من اللقاءات والمنابر عن رفضها التطبيع المجاني في ظل تغول الاستيطان الاستعماري، واتساع ومضاعفة جرائم الحرب الإسرائيلية ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني، ورفضها من حيث المبدأ خيار حل الدولتين على حدود الرابع من يونيو 1967، وإسقاطها كليا مبادرة السلام العربية من حساباتها، ومضيها نحو بناء دولة إسرائيل الكاملة على أنقاض السلام الممكن والمقبول، بالإضافة للملف النووي السعودي السلمي والأسلحة المتطورة، التي تسعى الرياض للحصول عليها من واشنطن وخاصة طائرات F35.

ولهذا شن الرئيس الأميركي هجوما غير مسبوق على رئيس الحكومة الإسرائيلية السادسة، واعتبر في ذات المقابلة، ان الحكومة الإسرائيلية تضم أعضاء في المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) هم الأكثر تطرفا ممن رأيتهم في حياتي، وأعود بالزمن إلى غولدا مئير، بتسلئيل سموتريتش وبن غفير، الذين هم جزء أساسي من مشكلة الضفة الغربية.”

والمراقب لمواقف رئيس الولايات المتحدة وإدارته، يرى، أن ما صرح به الرجل يعكس حالة الغضب والاستياء من نتنياهو المراوغ والفاسد، وحاضن الشخصيات والقوى الأكثر فجورا ووحشية في مواقفهم وتوجهاتهم الاستعمارية المعلنة. كما أنه أكد على أن الحل الأمثل، هو خيار حل الدولتين، وليس الإيغال في متاهة الاستيطان الاستعماري، الذي يسحب البساط من تحت أقدام إسرائيل وأميركا الشمالية في آن. وهذه خطوة متقدمة بالمعايير النسبية تجاه الموقف من إسرائيل وعملية السلام، وتقترب من ملامسة الواقع. لكنها ما زالت ناقصة وتحتاج إلى استكمال، حيث تفرض الضرورة أولا الاعتراف بالدولة الفلسطينية؛ ثانيا الالتزام بخيار حل الدولتين على حدود الرابع من يونية 1967، والقدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية، وهو ما يعني إلغاء الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، ووقف بناء السفارة الأميركية في العاصمة الفلسطينية؛ ثالثا فتح القنصلية الأميركية في القدس؛ رابعا فتح الممثلية الفلسطينية في واشنطن؛ خامسا شطب منظمة التحرير الفلسطينية من قوائم الإرهاب الأميركية؛ سادسا وقف ملاحقات الإدارة الأميركية لملف اللاجئين الفلسطينيين؛ سابعا دعم القرارات الدولية ذات الصلة بتأمين الحماية الدولية للشعب العربي الفلسطيني؛ ثامنا الضغط باوراق القوة الأميركية على حكومة الترويكا الفاشية لوقف كامل للاستيطان الاستعماري في كل أراضي الدولة الفلسطينية المحتلة؛ تاسعا العمل بخطى حثيثة وسريعة لعقد مؤتمر دولي وفق روزنامة زمنية محددة لفرض خيار حل الدولتين وفقا لقرارات الشرعية الدولية وخاصة القرار 2334، وغيرها من السياسات ذات الصلة ببناء جسور السلام.

وتعقيبا على رد فعل بن غفير أول أمس الأحد، الذي كرر مقولته الغبية والقاصرة في قراءة التاريخ، وعدم معرفته وفهمه لأهمية ودور الولايات المتحدة في صناعة وإنشاء وحماية إسرائيل، عندما وجه حديثه للرئيس بايدن وفق (القناة الـ 14) بالقول “على الرئيس بايدن أن يدرك أن إسرائيل ليست جزءا من الولايات المتحدة.” وهذا قمة الجهل والأمية بالسياسة والتاريخ. لأنه لا يعرف الأهمية الاستراتيجية لمكانة الولايات المتحدة بالنسبة للدولة الصهيونية اللقيطة، وثرثراته فاقدة الأهلية تنعكس وبالا على إسرائيل. لأن الولايات المتحدة صاحبة الفضل الأول مع بريطانيا في تأسيس إسرائيل الخارجة على القانون، وهي ما زالت صاحبة الفضل الأول لبقاء إسرائيل حتى الآن. ولولا أن الدولة الأميركية العميقة لا تحاكم حكومات تل أبيب وفق خلفياتها الحزبية والائتلافية، وإنما بما تمثله دولة المشروع الصهيوني من أهمية استراتيجية في المخطط الاستراتيجي المرتبط بالمصالح الحيوية الأميركية والغرب الرأسمالي عموما، لكان لواشنطن موقف آخر.


الخارجية: بناء وحدات استيطانية جديدة في القدس استخفاف بالدول الرافضة للاستيطان


 

الاخبار العاجلة