لن ننسى.. لن نرحل.. “من أجل السلام”

26 أكتوبر 2023آخر تحديث :
موفق مطر-حماس عين الحلوة

صدى الإعلام _ الكاتب: موفق مطر – يقرع الرئيس الإنسان أبو مازن خزان الضمير الإنساني العالمي، وبلغة يعقلها أولو الألباب، وكل مؤمن حقا، بحرية وكرامة وحقوق الإنسان، ويقولها بصدق وصراحة “إن الإنسانية لا تتجزأ”، فحق الإنسان الفلسطيني في الحياة بكرامة، وحقه بالوجود والبقاء حرا مستقلا وبسيادة على أرض وطنه، والعيش فيه بكرامة إلى الأبد، لا يخضع للتأويلات، أو التصنيفات في درجات أو خانات، وأن كل من ادعى ونطق وكانت دعوته الحرية للشعوب، لا يحق له استثناء الشعب الفلسطيني، فاللحظة التاريخية العاصفة بهذه المنطقة الحضارية من العالم، والتي قد يصل إعصارها أرجاء الدنيا، لم يعد فيها مجال للخداع أو المناورة والالتفاف على المبادئ، فإما رؤية بتفاصيل دقيقة، تنصب ميزان الحق، وتنصف الشعب الفلسطيني، وتنصره في استعادة ما أجمعت عليه الشرعية الدولية من حقوقه التاريخية والطبيعية، أو التوجه للانغماس في المسار المضاد لمنطق التاريخ الإنساني.. فالشعوب الحرة عصية على النسيان، والشعب الفلسطيني خير دليل على هذه الحقيقة، حيث يناضل، حتى تبقى ذاكرته الوطنية في كامل صحتها، وفاعليتها، وديمومتها في أحسن الصور الإنسانية الحيوية.

يرسم رئيس السلام محمود عباس دوائر حمراء على أسباب الصورة الدموية في هذه الصفحة السوداء في كتاب تاريخ الإنسانية، ويضع علامات استفهام حول غفلة أصحاب القرار، والمسؤولين عن استتباب الأمن والسلم في العالم، حول تجاهلهم نار الاحتلال والاستيطان والقوانين العنصرية التي أشعلتها منظومة حكومات الصهيونية الدينية والسياسية في إسرائيل على مدى أجيال وعقود.. ونعتقد أن رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون ليس أول رئيس دولة عظمى يسمع من الرئيس أبو مازن مدى حرص الشعب الفلسطيني على السلام، ولكن ليس بأي ثمن، ويسمع من الضحية اسم المجرم، المسؤول المباشر عن دوامة العنف، ومسؤولية مسانديه وداعميه بلا حدود ولا ضوابط أخلاقية فقالها الرئيس على الملأ: “إن ما يجري اليوم من أحداث تتحمل إسرائيل مسؤوليتها، كما تشاركها المسؤولية دول العالم التي شجعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، على مواصلة تعميق ممارساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني دون محاسبة أو عقاب، بل أعطتها الغطاء والحماية، دون الاكتراث بالتاريخ الدموي لسلطات الاحتلال وحكوماتها المتعاقبة”.. وأضاف الرئيس: “لقد حذرنا مراراً وتكراراً من استمرار السياسات والممارسات التدميرية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي ابتعدت فيها عن السلام واختارت الحلول العسكرية والأمنية، وعملت على تقويض حل الدولتين والاتفاقات الموقعة، واستبدلتها بتعميق الاستيطان، وسياسات الضم، والتطهير العرقي، والتمييز العنصري في القدس والضفة، علاوة على الإمعان في حصار قطاع غزة، وانتهاك الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والإصرار على تغيير هوية وطابع مدينة القدس”.

ستستيقظ شعوب الدول الكبرى –أو بدأت تستيقظ- وتكتشف فظاعات سياسات حكوماتها المتعاقبة بحق الشعب الفلسطيني، وستعلم هذه الشعوب -ولو متأخرة- كل أسماء الذين تسببوا بنكبة الشعب الفلسطيني الأولى، والذين يحاولون اليوم دفعه نحو نكبة ثانية بالتهجير بعد ثلاثة أرباع القرن من نكبة المجازر والتهجير الأولى سنة 1948، فهذه الشعوب تشاهد وقائع المؤامرة بزمانها ومكانها وأدواتها وأسلحتها، وأدواتها البشرية التنفيذية، والفضل لوسائل الإعلام والاتصال والتواصل رغم محاولات السيطرة عليها وتزوير الحقائق والوقائع.

ستدرك الشعوب بفضل ضمائرها الحية، أن ما يشاهدونه هو جزء من ميادين جريمة إبادة -كما وصفها الرئيس أبو مازن لنظيره ماكرون- لا تمييز فيها بين فلسطيني وآخر، والدليل صور الأجنة والرضع والأطفال والنساء، نسبتهم حوالي 70% من الشهداء، قتلوا بأحدث وسائل الحرب وأن العقول المدبرة لجريمة الإبادة باتت معلومة ومعروفة، تجاهر بجرائمها ولا تخشى المساءلة والمحاسبة!.. لكن أهم ما ستدركه شعوب الأرض قاطبة، وشعوب الدول التي مكنت المنظومة الصهيونية من أرض وطننا فلسطين بأن الشعب الفلسطيني كما نطق باسمه الرئيس أبو مازن بقواه: “شعبنا سيبقى صامداً على أرضه ولن يرحل.. نرفض تهجير الفلسطينيين من بيوتهم وأرضهم إلى خارج فلسطين سواء من غزة أو الضفة أو القدس.. لن نقبل بالمزيد من الحلول العسكرية أو الأمنية، التي أوصلتنا لما نحن فيه اليوم، الأمر الذي قد يوصل المنطقة لحرب إقليمية وعالمية… ونرفض أية حلول جزئية أو أمنية لقطاع غزة.. الذي هو جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967.. ونتمسك بالحل السياسي الشامل، وبتنفيذ حل الدولتين وفق الشرعية الدولية، الذي ينهي الاحتلال عن أرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية…. فالجانب الفلسطيني الذي تمثله دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية، ملتزم بالشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة، وسياسات نبذ العنف، واتباع الطرق السياسية والقانونية لتحقيق أهداف شعبنا الوطنية.. والمقاومة الشعبية السلمية.. وندعو في هذا الصدد، لتشكيل تحالف دولي من أجل صنع السلام”.

 

الاخبار العاجلة