هذا هو المستحيل بعينه!!!

31 أكتوبر 2023آخر تحديث :
هذا هو المستحيل بعينه!!!

صدى الإعلام _ الكاتب: موفق مطر – يفز الطابور الخامس والسادس والسابع ويُستَنفَر مع كل حملة استعمارية صهيونية على الشعب الفلسطيني، ويتموضع متموها في مواقع إعلامية، وأخرى بمستوى اتصال مباشر وهام مع الجماهير، وللأسف ناطقة بالضاد!! لكنها ليست وطنية ولا قومية وليس فيها ذرة من جوهر العروبة، لكن هؤلاء ومنهم من جعل من قلمه قذيفة حارقة للوعي، ومنهم من جعل لسانه مبردا، بل قل حفارة أخاديد في أساسات وقواعد الصمود الوطنية، ومنهم من اكتفى بأخذ مصطلحات من اللغة، الفصحى منها والعامية كغازات سامة يبثها في الأجواء، ضاربا بعرض الحائط قيم الخطاب والحديث، يتوغل في التزييف والتحريف والتزوير كما يشاء ويرغب الذين وفروا له قاعدة ارتكاز ومنصة قصف كلامية أخطر على عامة الشعب من المنصات الحربية النارية المدمرة، فلسان أو قلم هذا المُستَخدَم، المتخفي بقناع حرية الرأي والتعبير، أو مسمى المحلل أحيانا، أو الخبير أحيانا أخرى، أخطر من رئيس أركان حرب، أو ضابط ركن في سلاح ناري ما، ولا نحتاج إلى أجهزة استخبارات ولا مجسات، ولا تكنولوجيا الاستطلاع لكشفه، إذ يكفي قوله “أن منظمة التحرير الفلسطينية إلى زوال، وأنها لا تمثل الشعب الفلسطيني” وبذات الوقت نسمع ونرى ونقرأ تبشيره بحتمية تسيد “الممثل الجديد” ذروة المشهد الفلسطيني!!.

كيف يستقيم هراء هؤلاء وهم يعلمون أن المبشرين “بالتمثيل الجديد” مقطوعي الصلة نهائيا عن كل ما له علاقة بجذور الهوية الوطنية الفلسطينية، كيف لمن منح نفسه اسما لامعا، وحجما ومكانة اصطنعها بعد فشله في الحصول عليها عبر التمثيل الشرعي والقانوني والنظامي عبر مسارات العمل السياسي، والأسوأ من ذلك أنه محسوب في قائمة المثقفين، ليخرج إلى الجماهير في خضم لحظة مصيرية وجودية يعيشها الشعب الفلسطيني، وفيما فيض دماء الشعب الفلسطيني، في كل بقعة من أرض الوطن (فلسطين) ليشكك بمشروعية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وكأنه تقصد تفجير أكبر وأفظع لغم في مركز الوعي الوطني، والإرادة الشعبية، والعمود الفقري للثوابت الوطنية الفلسطينية، فهذا المتغيرة ألوان جلده، والمنقلب منطقه الكلامي المجرد من المنطق بزاوية مئة وثمانين درجة، لا نحسبه إلا في الموقع المعادي للشعب الفلسطيني عن سابق تصميم وترصد، حتى لو ملأ الفضاء بعبارات مثيرة خلابة، لكنها ليست أكثر من فقاعات مخادعة، فمنظمة التحرير الفلسطينية هي إرادة الشعب الفلسطيني، وأهدافه ومبادئه وثوابته ومنطلقاته التاريخية والحاضرة والمستقبلية، هي الوطن المعنوي لكل فلسطيني، هي الكفاح والنضال الذي بات جزءا لا يتجزأ من الشرعية الدولية، وباتت فصلا لا يمكن إغفاله في كتاب القانون الدولي، ثم يأتينا هذا أو ذاك، ليبشر بفنائها!!، ثم يعد الجمهور بكيان مصنوع من أرخص الخلطات المستوردة، غافلا عن حقيقة ثابتة أن أصالة فلسطين الوطنية العروبية الإنسانية (البشرية) والثقافية المدنية الحضارية فيها من المناعة والقوة ما يكفيها للديمومة والتجدد.

نرى ونسمع ضلال هؤلاء وتضليلهم المقصود لجماهير الشعب الفلسطيني، وكأنهم لا يعلمون أن للشعب الفلسطيني ذاكرة ماسية، لم ولن تستطيع الآلة الإعلامية للدول الاستعمارية والصهيونية العالمية حجب إشعاعاتها، وأن نفثهم السموم في هذه اللحظات المصيرية بالذات، إنما هو انعكاسات لأحقادهم وكراهيتهم وعدائيتهم لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية، التي عجزوا عن احتوائها وتوظيفها لأجنداتهم، وكذلك لمنظمة التحرير الفلسطينية، بعمودها الفقري حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، التي يستغربون قيامها أقوى كالعنقاء بعد كل “حملة نارية”، ساهموا هم بتأجيج لهبها والنفخ بها، ينخرطون في المؤامرة لأنهم ما زالوا يظنون بقدرتهم على كسر العمود الفقري للمنظمة (حركة فتح) الحركة التي اختارت أن تكون مكونات الشعب الفلسطيني وثقافته ووعيه الوطني مرجعيتها (أيديولوجيتها)، ونعتقد أن ظنونهم ستتحقق في حالة واحدة فقط وهي رؤية الشعب الفلسطيني بكل ألوان طيفه السياسي قد تبخر، وهذا هو المستحيل بعينه، وما عليهم إن كانوا مثقفين –وهم عكس ذلك– إلا إعادة قراءة الكتب، والتفكير جيدا بمعنى تلازم الكفاحين: الشعبي الميداني المنظم، والقانوني السياسي والدبلوماسي، والإقرار بأن ما تم تعميده بدماء الشهداء الأبرار، لن تقوى ألسنة وأقلام ومنابر على مسه بنجاسة تبعيتهم، وأساليب المرتزقة. وعليهم أن يعلموا أن منظمة التحرير الفلسطينية هي روح الشعب الفلسطيني، وأن إرهاصاتهم لبدائل، يعني نزع روح الشعب الفلسطيني، ومساندة فاعلة لأحزاب الصهيونية الدينية والسياسية الناكرة لفكرة الوجود الأزلي للشعب الفلسطين على أرض وطنه التاريخي والطبيعي (فلسطين).

الاخبار العاجلة