التشويه المتعمد للخبر

7 نوفمبر 2023آخر تحديث :
بايدن نتنياهو بدنا نعيش

صدى الإعلام _ الكاتب: عمر الغول – لم أكن أرغب في السجال مع ما تطرحه قناة “الجزيرة” القطرية، لكن إصرار هيئة التحرير وإدارة القناة المركزية في الدوحة على تشويه الموقف الرسمي للقيادة الفلسطينية، ودس السم في العسل، والضرب على وتر الفتنة الداخلية في الساحة، دفعني للكتابة للرد ودحض ما سعت اليه الفضائية. رغم ان مدير مكتبها في فلسطين، وليد العمري نقل الخبر بمسؤولية عالية وبموضوعية ومهنية، الا ان القائمين على التحرير فيها أصروا على الترويج للخبر المسيء والمشوه للحقيقة المنقول عن وسائل اعلام أميركية، والذي جاء فيه، ان الرئيس أبو مازن رد على اقتراح بلينكن، وزير خارجية اميركا بتولي المسؤولية في قطاع غزة “الا بعد عزل حماس”؟

واذا شاءت أي فضائية او منبر اعلامي نقل خبر ما تحتم المهنية الموضوعية، أولا الاستناد الى استقاء الخبر من الطرفين ذات الصلة به، وعدم الاكتفاء بالاعتماد على مصدر واحد؛ ثانيا التدقيق في صحة الخبر المنشور من عدمه؛ ثالثا الابتعاد عن الاسقاط الرغبوي لهذا الخبر اوذاك، الا اذا كان للقائمين على هذا المنبر الإعلامي او ذاك هدف محدد بغرض التشويه المتعمد لفريق بعينه؛ رابعا الحيادية في نقل الاخبار انسجاما مع المهنية الإعلامية؛ خامسا في زمن حرب الإبادة الأميركية الإسرائيلية مع حلفائهم من الغرب الأوروبي على الشعب الفلسطيني تحتم الضرورة على قناة “الجزيرة” إن كانت لها علاقة بالعروبة حقا تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية لا العكس.

لكن إدارة القناة جانبت الصواب والموضوعية، وشاءت لي عنق الحقيقة، ومضت قدما في دس الفتنة وتشويه الموقف الفلسطيني الذي ابلعه الرئيس محمود عباس لرئيس الديبلوماسية الأميركية. رغم ما أكده مدير مكتبها، ووسائل الاعلام المختلفة عما دار داخل اللقاء، والذي يتناقض جملة وتفصيلا مع ما نشرته بعض وسائل الاعلام الغربية.

وبودي ان أسال هيئة تحرير “الجزيرة” لمصلحة من هذا التشويه؟ وما هي أهدافها من قلب الحقائق رأسا على عقب؟ وهل يخدم هذا التشويه المقصود مصالح الشعب الفلسطيني، بما في ذلك الفريق الذي تدعي القناة انها تدعمه؟ واي فائدة مرجوة منه فلسطينيا؟ وهل الوقت وقت المناكفات والتحريض والفتنة وتصفية حسابات مع قيادة منظمة التحرير؟ ام ان وراء الاكمة ما وراءها؟ وهل الهدف يخدم فريقا فلسطينيا على فريق آخر، ام ان هناك هدفا اكبر مرتبطا باجندة القناة والقائمين الحقيقيين عليها .

للأسف الشديد، ان إدارة “الجزيرة” غير العربيةقامت لغايات واهداف باتت معروفة وجلية للجميع، وهي اشعال نيران الفتن في أوساط شعوب الامة العربية خدمة لأغراض سادتها الحقيقيي. وما دسته وشوهته الفضائية في شأن اللقاء بين الرئيس عباس والوزير بلينكن ليس جديدا، انما هو سياسة منهجية قامت عليها منذ تم تأسيسها.

ولفضح موقف “الجزيرة” سانقل عن وكالة “وفا” ما دار داخل الاجتماع، للتأكيد على الموقف الثابت والواضح للرئيس أبو مازن وقيادة منظمة التحرير، والتي جاء فيه، أولا لا توجد كلمات لوصف حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا في غزة؛ ثانيا ترفض رفضا قاطعا تهجير أبناء شعبنا الى خارجغزة او الضفة او القدس؛ ثالثا الحلول العسكرية والأمنية لن تجلب الأمن لإسرائيل؛ رابعاالأمن والسلام يتحققان بإنهاء الاحتلال لارض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية؛ خامسا منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا وصاحبة القرار حول كل ما يخصه.


بمشاركة اشتية – مؤتمر دولي لمساعدة غزة في باريس


كما وطالب بالوقف الفوري للحرب الهمجية الصهيو أميركية المدمرة على شعبنا، والإسراع في تقديم المساعدات الإنسانية من مواد طبية وغذائية ومياه وكهرباء ووقود الى قطاع غزة. وأضاف كيف يمكن السكوت على مقتل عشرة آلاف فلسطيني منهم أربعة آلاف طفل، وعشرات الآلاف من الجرحى، وتدمير عشرات الآلاف من الوحدات السكنية والبنية التحتية والمستشفيات ومراكز الايواء وخزانات المياه. وأشار لما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس لا يقل فظاعة، من قتل واعتداءات على الأرض والبشر والمقدسات على ايدي قوات الاحتلال والمستوطنين الإرهابيين، الذين يقومون بجرائم التطهير العرقي والتمييز العنصري وقرصنة أموال الشعب الفلسطيني. وحمل الرئيس سلطات الاحتلال الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عما يحدث، مؤكدا أن الحلول العسكرية والأمنية لن تجلب الامن لإسرائيل ولا للشعب الفلسطيني، ونطالب ان توقفوهم عن ارتكاب هذه الجرائم فورا. وشدد على ان الأمن والسلام يتحققان بانهاء الاحتلال الإسرائيلي لارض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967. واكد ان قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، وسنتحمل مسؤوليتنا كاملة في إطار حل سياسي شامل على كل من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة.

هذا هو الموقف الرسمي للرئيس عباس ولقيادة المنظمة، ولم يتغير للحظة، ومعروف عن شخص أبو مازن الوضوح الكامل، ولا يعمل بوجهين وسياستين، ولديه الشجاعة لان يتحمل المسؤولية عن مواقفه وثوابته الوطنية. فهل تكف “الجزيرة” عن التشويه والإساءة لكفاح الشعب العربي الفلسطيني؟

وقبل ان اختم تحتم عليّ المسؤولية الشخصية تثمين مواقف مراسلي قناة “الجزيرة” الفلسطينيين جميعا بدءا من وليد العمري، مدير المكتب في فلسطين الى وائل الدحدوح وهبة عكيلة، وجيفارا البديري وهشام زقوت ونجوان سمري والياس كرام، واثمن دور المصورين والفنيين والاداريين الآخرين الذين بذلوا جهودا شجاعة في تغطية الحرب لحظة بلحظة على مدار الشهر الماضي والى ان تنتهي حرب الأرض المحروقة.

 

الاخبار العاجلة