لنتصدى جميعا للفوضى

8 نوفمبر 2023آخر تحديث :
بايدن نتنياهو بدنا نعيش

صدى الإعلام _الكاتب: عمر الغول – أحد الأخطار المهددة لوحدة الشعب الفلسطيني تتمثل في استمراء مجموعات في العديد من المحافظات الشمالية العبث بوحدة الشعب، التي تعمل على نشر الفوضى والفلتان والمخدرات، وتهديد السلم الأهلي بطرق ووسائل مختلفة، مستغلة حرب الإبادة الصهيو أميركية الغربية على أبناء الشعب في كل مكان وخاصة في محافظات قطاع غزة من 32 يوما، التي أودت حتى الآن لاستشهاد ما يقارب 10500 شهيد و26 الفا من الجرحى وتدمير عشرات آلاف من الوحدات السكنية وفرض العقاب الجماعي على الوطن الفلسطيني من أقصاه الى أقصاه.

وسأتوقف امام ما حصل امس الثلاثاء الموافق 7 تشرين ثاني الحالي، عندما قامت الأجهزة الأمنية من المباحث الجنائية/ الشرطة والامن الوطني بمداهمة مكان في مخيم الجلزون شمال محافظة رام الله البيرة يتواجد فيه تاجر مخدرات ومغتصب يدعى بلال أبو عصبة (26 عاما)، عليه قضايا عديدة منذ العام 2015، ومطلوب للقضاء. الذي اطلق الرصاص الحي على القوة الأمنية الوطنية لاعتقاله مما أدى لاصابة احد افرادها بإصابة خطيرة، تم استشهاده لاحقا، وحاول المجرم الهرب بسيارة اسعاف للحاجز الإسرائيلي في عين سينيا.

هذا العمل الجبان والخطير من قبل أبو عصبة، ساهم في نشر الموبقات داخل المخيم، ما هدد طيلة الأعوام الماضية أبناءه على اكثر من مستوى وصعيد، حيث قام أولا بالمتاجرة بالمخدرات، الآفة الخطيرة في أوساط الشباب ثانيا تهديد حياة أبناء المخيم بشكل دائم؛ ثالثا اسقاط العديد من أبناء الشعب في شباك الأجهزة الأمنية الإسرائيلية؛ رابعا اغتصاب للعديد من بنات الشعب؛ خامسا تهديد السلم الأهلي في المخيم من خلال نشر الفوضى والفلتان الأمني، وغيرها من الموبقات والجرائم المخلة بالشرف والأخلاق والقيم الوطنية والاجتماعية.

وأبو عصبة ليس سوى نموذج للعديد من الحالات والمجموعات التي تحاول استغلال الظرف العصيب الذي يعيشه الشعب العربي الفلسطيني لتشويه والإساءة لوحدة الشعب، التي تعتبر واحدة من اهم عوامل الصمود والدفاع عن اهداف ومصالح الشعب العليا. لا سيما وان دولة الاستعمار الإسرائيلية تعمل بخطى حثيثة لتفتيت وحدة الشعب، وترتكب ابشع وافظع جرائم الحرب ضدهم في محافظات الوطن كافة بهدف تحقيق هدفها في التطهير العرقي الواسع لابناء فلسطين من وطنهم الام، ليس في قطاع غزة فقط، بل في عموم الوطن وخاصة العاصمة الأبدية القدس.

ولا أضيف جديدا للقارئ بأن عدد الشهداء في الضفة الفلسطينية بلغ حتى إعداد هذا المقال 163 شهيدا وما يزيد عن 2000 جريح، منذ السابع من تشرين أول الماضي، وفرض الحصار والتقطيع لاوصال محافظات الضفة، لارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات ضد القرى والمخيمات والمدن بالتوازي مع حربها الاجرامية البربرية في قطاع غزة. الامر الذي يفرض على الجميع من أبناء الشعب وقطاعاته المختلفة العمل يدا واحدة من اجل تطهير مجتمعنا من الآفات والعصابات واللصوص والمارقين لحماية المجتمع الفلسطيني، ولتعزيز عوامل الصمود ومواجهة التحديات الخطيرة التي تهدد القضية والمشروع الوطني برمته.

لنختلف في الآراء ووجهات النظر، وليعبر كل انسان عن رأيه وموقفه السياسي والاجتماعي والثقافي وفق ما يراه، ولكن على أرضية الوحدة الوطنية، وليس للتساوق مع اجندات الاحتلال ومن يقف خلفه، ودعم كفاح الشعب وقواه الوطنية بكل مسمياتها وعناوينها بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لبلوغ الأهداف الوطنية كافة.

إذًا لنوحد الجهود، كل الجهود الوطنية للتصدي للطابور الخامس المخرب المرتهن لأجندة الأعداء، ونصون مخيماتنا وقرانا ومدننا وعاصمتنا الأبدية وقطاعنا الحبيب من الاخطار المحدقة به، والتي تتهددنا جميعا دونما استثناء. ان نداء الوحدة الوطنية يدعونا جميعا للتصدي لأولئك المجرمين وتعريتهم وفضح غاياتهم الخبيثة والمرفوضة من المجتمع، والمنافية لاخلاق وقيم الوطنية الفلسطينية. وعلينا جميعا ان ندرك جيدا، لا انتصار للشعب الفلسطيني دون وحدة أبنائه، وتماسكهم ودفاعهم بالوسائل واشكال المقاومة المشروعة عن هدف الحرية والاستقلال وتقرير المصير والعودة.

الاخبار العاجلة